قال أنس الجودة نائب رئيس تيار بناء الدولة السورية المعارض في الداخل السوري اليوم إن مؤتمر "جنيف 2" الذي اسدل الستار عن الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي النظام السوري والائتلاف المعارض، ابتعد كثيرا عن آلية الحل السياسي للأزمة السورية، محذرا من أن أهمية البحث عن قاعدة واسعة في الجولة القادمة ضروري لتشكيل نجاحا للمؤتمر في حال عقدت . وأضاف الجودة، في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" من دمشق، أن "مؤتمر جنيف 2 بجولته الاولى ابتعد كثيرا عن الحل السياسي في سوريا .. مشيرا الى أن الطرفين نظرا من خلال مصالحهما الشخصية، ولم يبحثا عن حل عبر المواصلة السورية، وأنه كان من الأجدى العمل والبحث عن حلول سياسية، وبالتالي فأن الوفدين المشاركين في المؤتمر "جنيف 2" ابتعدا كثيرا عن الحل السياسي، وبذلك هناك مخاوف من أن فشله سيترك آثارا سلبية على سوريا . وأشار الجودة إلى أنه لابد من تدارك الأمر عبر البحث عن صيغة تشاركية في صناعة حل سياسي في سوريا ، والبحث عن حل ديمقراطي، مبينا أن مكافحة الارهاب لوحدها لن تؤدي الى الانتقال الديمقراطي، وكذلك الحديث عن رحيل الرئيس وتشكيل حكومة انتقالية في ظل هذه الظروف سيعقد الامر. وكان الوفد الرسمي السوري الذي شارك في المؤتمر الدولي حول السلام في جنيف، قد تقدم بمشروع بيان حول مكافحة الإرهاب، يؤكد ضرورة التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والتصدي له بجميع الوسائل لما يشكله من خطر على الأمن والسلم الدوليين استنادا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي ولاسيما القرارين 1373 لعام 2001 و 1267 لعام 1999، إلا ان وفد الائتلاف رفض تلك الورقة. وأوضح المعارض السوري، أن التيار لم يشارك في مؤتمر جنيف لانه طلب منه أن يشارك تحت مظلة الائتلاف السوري، ولقناعتنا بعدم خروج هذا المؤتمر بآليات وأوراق عمل سياسية حقيقية لسوريا . وردا على سؤال عما اذا كان التيار سيشارك في الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف في العاشر من فبراير الحالي والعمل على توسيع قاعدة المعارضة، قال الجودة " ليس لدينا مشكلة في التنسيق مع قوى سياسية معارضة، ونحن نقوم بالتنسيق من أجل بلورة رؤى واضحة للمؤتمر بحيث تكون معظم قوى المعارضة متوافقة على الخطوط العريضة للتفاوض وآليات العمل السياسي"، مؤكدا ان توسيع قاعدة المعارضة في الجولة القادمة ستشكل نجاحا للمؤتمر في حال عقدت. وأضاف "في حال وجهت الدعوة بطريقة تكفل ان نكون فاعلين لا متفرجين كما كانت في مؤتمر جنيف 2 بالتأكيد سنشارك، ونحن مع الحل السياسي في سوريا ومع اي لقاء أو مؤتمر يدفع بعجلة الحل السياسي، حيث الجودة ان تيار بناء الدولة يعمل على تحضير ورقة عامة ردا على الورقة التي تقدمت بها السلطة السورية في إحدى جلسات التفاوض في جنيف، كي يتعامل معها الجميع على انها اساس للتفاوض". وتقدم الوفد الرسمي، خلال جلسات التفاوض في مؤتمر جنيف الذي عقد في 22 يناير الماضي، بورقة تتضمن "مبادئ أساسية" تنص في إحداها على أن "الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري باختيار النظام السياسي، الا ان وفد المعارضة اعتبر هذه الورقة تهربا من الالتزام ببيان "جنيف 1". وأشار القيادي السوري المعارض إلأى أن حل الازمة السورية لم يعد بيد السوريين، لافتا إلى أن الحل بات مرتبطا بأطراف إقليمية مثل إيران والسعودية وتركيا بغض النظر عن أدوارها السلبية او الايجابية، واطراف دولية . وأكد أن "الحل في سوريا لن يتأتى إلا بعد أن تحل المشكلة الاقليمية ودخول هذه الدول الاقليمية في معادلة جديدة، وأن الازمة السورية لن تنتهي قبل ان يكون لهذه الاطراف حلول لمشاكلها وقضاياها، كما ان على الدول الراعية ان تتفق على توجهات معينة تسهل عملية حل الازمة السورية". كانت جولة المفاوضات بين وفدي الحكومة السورية، ووفد الائتلاف السوري المعارض قد انتهت 30 يناير الماضي دون إحراز أي تقدم يذكر، بسبب تشبث الوفد الرسمي بضرورة مكافحة الارهاب، كأولوية، في حين يصر وفد الائتلاف على تشكيل هيئة انتقالية، استنادا لبيان "جنيف 1"، حيث ينص البيان على تشكيل هيئة حكم انتقالية في سوريا بصلاحيات كاملة، فيما تتحفظ السلطات السورية على تفسير ذلك، وترفض فكرة تسليم السلطة، معتبرة ان هذا الموضوع يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع، فيما تؤكد أطياف من المعارضة وتقف معها دول كبرى على ضرورة تشكيل هيئة انتقالية لا دور للرئيس بشار الأسد فيها.