ما إن بدأ المصريون يشعرون بقليل من طعم الفرحة، بعد ذلك الانتصار الذى حققوه فى معركة الاستفتاء، بعد أن باءت بالفشل كل المحاولات التى قامت بها جماعة إخوان صهيون لمنع نزول المصريين فى ذلك الاستفتاء العظيم، وأتبعها قرب نبأ إعلان ترشح المشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية، ونبأ ترقيته إلى رتبة المشير، حتى بدأت عقول الشر وأقلامه وأدواته فى ممارسة هوايتها المدفوعة الأجر، فى تنغيص عيشة الناس بإدخالهم فى أنفاق المتاهة، وكأنهم يستكثرون قليلا من الفرحة على هذا الشعب العظيم. لم تضيع عقول الشر الوقت كعادتها، فبدأت بما يسمى "الحرب الاستباقية" منذ أن شعرت بأن أغلبية الشعب المصرى يريد المشير السيسى رئيسا له، فبدأت كلمة "يسقط حكم العسكر" للعودة من جديد، بعد أن ذهبت مع مرحلة من التاريخ، أبغضها الشعب المصرى بأكمله!! كما بدأ الترويج، لنغمة ضياع حلم الدولة المدنية، وذهابه أدراج الرياح، وكذا ضياع حقوق الشهداء، وغيرها من الشعارات، التى قد تؤدى إلى إشعال الفتن، بين طوائف الشعب، خاصة فى هذا الوقت، الذى يتربص فيه إخوان صهيون لأى فرصة لإثارة البلبلة، وإحداث القلائل فى البلاد. ومثلما سعت تلك العقول من قبل، بالترويج للملعون المعزول، وأعلنت بعد ذلك، عن أسفها الصورى عن ما فعلت، عادت من جديد لتكرر نفس المشهد بنفس الأسلوب، وإن كان أسلوبها فى هذه المرة أكثر خبثا، فهى تضع كما يقال السم فى العسل، حتى يُصاب الناس بنوع من التخبط والتردد، فتنتهز تلك العقول المأجورة هذه الفرصة، وتحاول الاستفادة من هذا التخبط، والتردد بقدر ما يمكنها ظناً منها أن ذلك قد يُمكّنها من قيادة الشعب فى الاتجاه الذى تريده، وللأسف مازال هناك من يبتلع هذا السم من ذلك الطعم، ثقة منه فى تلك الزمرة، التى تستطيع العزف جيدا على أوتار أحلامهم. وهذا ما بدأت نتائجه فى الظهور، حينما طالب بعض من النشطاء والحركات الثورية، الثوار، والشعب بالخروج لرفض حكم العسكر!! والغريب سواء أكانت تلك العقول من الكُتاب، أو الإعلاميين، أو حتى من النشطاء، لا تخجل من الظهور مجددا، بعد افتضاح أمرهم أمام الجميع، وبعد أن لفظهم كل وطنى عاقل!! ولهذه العقول المأجورة أقول: إذا كان رفضكم لترشح المشير السيسى فقط، لأنه إبن من أبناء المؤسسة العسكرية العظيمة فهذا رأيكم، لكن الرأى الأول، والأخير لشعب مصر فقط، فلا تجعلوا من أنفسكم أوصياء، على شعب كان ولا يزال معلما للعالم بأسره. وإذا كان هناك من قدم لهذه البلاد تضحيات وفداء مثلما قدمت ومازالت تقدم المؤسسة العسكرية لهذا الوطن، فليعلن لنا عن ذلك الذى قدمه لمصر ولشعبها. فالعجب كل العجب، لرفض إنسان لمجرد أنه ابن لأكثر مؤسسة فى الدولة على مر التاريخ، وطنية وتضحية وفداء!! هناك من يتداول فى السر حديثا، لا يملك حتى الجرأة لإعلانه، وها أنا أعلنه نيابة عنهم. هذا الحديث يتلخص فى أن كل ما حدث، بدءً من إنشاء حركة تمرد، ومرورا بثورة 30 يونيو، وعزل مرسى، وانتهاءً بمشهد تفويض السيى فى 26 يوليو 2013، ونجاح عملية الاستفتاء على الدستور، كان أمرا مدبرا من قِبَل السيسى، ورجاله!! والرد على هذا الكلام الأخرق بسيط جدا، ولا يحتاج للكثير من الجدال: فإذا كانت المؤسسة العسكرية، بقيادة المشير السيسى استطاعت أن تُدبر هذا الأمر، بتلك الطريقة المحكمة، والمعجزة فى آن واحد، فإنها بلا شك هى الأقدر، على قيادة دفة البلاد بحنكة، واقتدار. وإذا كان كل ما حدث نتاج تخطيط السيسى ورجاله فنحن بلا شك أمام عقول أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها عقول عبقرية. فهى عقول استطاعت فى سنة واحدة، إسقاط نظام إخوان صهيون الذى عجزت كل الأنظمة السابقة، عن إسقاطه طوال 86 سنة، واستطاعت أيضا أن تُفسد المخطط الصهيوأمريكى، المسمى "مشروع الشرق الأوسط الجديد"، ذلك المشروع الذى ظلت أمريكا وحليفتها رأس الشر المسماة "إسرائيل" فى التخطيط له، وتنفيذه على مدار سنين عِدةٍ، وأيضا استطاعت تلك العقول أن تُجبر العالم بأجمعه على احترام كل قراراتها، ولم ترضخ لأى تهديدات فهى بلا شك أجدر العقول، على تولى مسئولية هذه البلاد دون شك. أما إذا كانت مطالبة الشعب للسيسى بالترشح ناتجة عن حب شعب مصر له، فهذه هى إرادة الله سبحانه وتعالى، فمن منا يستطيع أن يُجبر الناس على حبه؟ قد يستطيع الإنسان منا أن يُجبر الآخرين على احترامه، لكنه لا يستطيع أن يُجبرهم على احترامه. فحب الناس نعمة من نعم الله عز وجل، وأبلغ دليل على ذلك حديث النبى (صلى الله عليه وسلم) حينما قال: "إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إنى أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل ثم يُنادى فى السماء فيقول: إن الله يُحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول فى الأرض، وإذا أبغض الله عبدا دعا جبريل فيقول: إنى أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل، ثم يُنادى فى أهل السماء، إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، فيبغضه أهل السماء، ثم توضع لها البغضاء فى الأرض". صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فهل أيضا استطاع السيسى ورجاله فى المؤسسة العسكرية عن طريق التدبير والتخطيط أن يفعلوا ما لايمكن فعله إلا بمراد الله سبحانه وتعالى؟ خلاصة الأمر.. إن كان السيسى هو الذى دبر كل هذا ونجح فيما خطط له بهذا الإعجاز، فهو بلا شك يمتلك عقلا عبقريا، ولا يوجد على الساحة الآن من هو أجدر منه على إدراة شئون البلاد بهذه العبقرية فى هذه المرحلة البالغة الدقة. وأما إذا كان ذلك نتاج حب الناس له، فهذه هى إرادة الله ومشيئته، وهى علامة من علامات الرضى منه سبحانه وتعالى عنه، والله لا يرضى عن فاسد أو ظالم أو مخادع للناس، وهذا يدفعنا إلى نفس النتيجة، وهى أن السيسى هو الأجدر على قيادة البلاد بحب الله، والناس له. فيا عقول الشر موتوا بغيظكم، فالله غالب على أمره، فشعب مصر ليس بحاجة لوصاية من أحد. فهذا الشعب.. هو المُعلّم، وهو القائد، ولن تستطع عقولكم المأجورة أن تُثنيه عن قرار اتخذه بعقله وقلبه. أرجو أن تصلكم رسالتى، قبل فوات الآوان. "مصر.. حكاية شعب".