مواقيت الصلوات الخمس اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 في محافظة السويس    مصر وعُمان تبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات السياحة والآثار    «أمن المنافذ»: ضبط 3551 مخالفة مرورية وتنفيذ 247 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    وصول أسرة المتهم الثاني بقضية «الدارك ويب» لحضور جلسة الاستئناف    رئيس هيئة الرعاية الصحية: 13 مليار جنيه أصول قطاع التأمين الطبي الخاص    انتخابات النواب 2025.. شلاتين تشارك في العرس الديمقراطي وتحتشد أمام اللجان| صور    ارتفاع معدل التضخم في المدن المصرية إلى 12.5% خلال أكتوبر    موانئ أبوظبي: ندعم تطوير قطاع النقل المصري    1105 مستوطنين يقتحمون باحات الأقصى واعتقال 20 فلسطينيا من مدن الضفة الغربية    أحدهما طفل.. شهيدان في قصف الاحتلال شرق خان يونس بقطاع غزة    رضا عبد العال: بيزيرا "خد علقة موت" من لاعبي الأهلي.. ويجب استمرار عبدالرؤوف مع الزمالك    مدرب ليفربول: لا أحتاج لمواجهة مانشستر سيتي    مباريات مثيرة في كأس العالم للناشئين اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    إصابة اثنين من القضاة المشرفين على الانتخابات بلجان فرعية بأسوان في حادث سير    رئيس جامعة المنيا يدعو للمشاركة في انتخابات مجلس النواب.. ويؤكد التصويت بالانتخابات واجب وطني    غرق مركب صيد أمام سواحل محافظة بورسعيد وإنقاذ صيادين    24 نوفمبر.. محاكمة أصحاب فيديو الفعل الفاضح أعلى المحور    تطورات الحالة الصحية للفنان محمد صبحي بعد تعرضه لوعكة صحية    مجلس النواب 2025.. محافظ مطروح يتابع انتظام سير اللجان في اليوم الأول    وزارة الصحة تنفذ تدريبًا مكثفًا لتعزيز خدمات برنامج «الشباك الواحد» لمرضى الإدمان والفيروسات    بعد ارتفاع الأوقية.. قفزة في أسعار الذهب محلياً خلال تعاملات الاثنين    نصر الله: الذكاء الاصطناعي التوليدي يفتح عصرًا جديدًا من الابتكار للشركات الناشئة في المنطقة    الاثنين 10 نوفمبر 2025.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب 20 مليار جنيه    إطلاق منصات رقمية لتطوير مديرية الشباب والرياضة في دمياط    الزمالك عن إيقاف القيد بسبب فرجاني ساسي: متوقع وننتظر الإخطار الرسمي    «الله أعلم باللي جواه».. شوبير يعلق على رفض زيزو مصافحة نائب رئيس الزمالك    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    أسعار الذهب اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 في محال الصاغة    كيف مرر الشيوخ الأمريكى تشريعاً لتمويل الحكومة؟.. 8 ديمقراطيين صوتوا لإنهاء الإغلاق    بعد حجة جديدة.. إلغاء جلسة لمحاكمة نتنياهو في قضايا الفساد    حالة الطقس .. البلاد على موعد مع انخفاض حاد فى حرارة الجو بعد 48 ساعة    اندلاع حرائق مفاجئة وغامضة بعدة منازل بقرية في كفر الشيخ | صور    «الداخلية»: تحرير 1248 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» ورفع 31 سيارة متروكة بالشوارع خلال 24 ساعة    التعليم: تغيير موعد امتحانات شهر نوفمبر في 13 محافظة بسبب انتخابات مجلس النواب    إعصار «فونج وونج» يجتاز الفلبين مخلفا قتيلين ومئات آلاف النازحين    مسرح وكتابة سيناريو.. ورش تدريبية لأطفال المحافظات الحدودية بمشروع «أهل مصر»    عائلات زكي رستم وشكوكو وسيد زيان يكشفون أسرارا جديدة عن حياة الراحلين (تفاصيل)    لماذا استعان محمد رمضان بكرفان في عزاء والده؟ اعرف التفاصيل .. فيديو وصور    أحمد إسماعيل: مشاركتي في افتتاح المتحف الكبير يعكس جزءًا أصيلاً من هوية مصر    تعزيز الشراكة الاستراتيجية تتصدر المباحثات المصرية الروسية اليوم بالقاهرة    اليوم.. أحمد الشرع يلتقي ترامب في البيت الأبيض    مجلس الوزراء يستعرض جهود الدولة للحد من أضرار التدخين وحماية الصحة العامة    «السادة الأفاضل» يتصدر الإيرادات السينمائية بأكثر من 3 ملايين جنيه    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    انطلاق أعمال التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمهندسين    الرئيس الأمريكي يصدر عفوا عن عشرات المتهمين بالتدخل في انتخابات 2020    رئيس الوزراء يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمدرسة اليابانية بالجيزة    «الصحة»: التحول الرقمي محور النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    «أنا مش بخاف ومش هسكت على الغلط».. رسائل نارية من مصطفى يونس بعد انتهاء إيقافه    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    الزراعة: تحصينات الحمي القلاعية تحقق نجاحًا بنسبة 100%    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يحبه المصريون؟
نشر في صدى البلد يوم 01 - 02 - 2014

بعدما نادي المصريون بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية أولا وقبل الانتخابات البرلمانية كمحطة ثانية من محطات خارطة المستقبل وبعد إقرار الدستور بنسبة كبيرة مفصحة عن إرادة المصريين للتحرك بوطنهم صوب المستقبل بعد الأيام السوداء التي عاشوها تحت حكم الجماعة الإرهابية، وبعدما تصوروا ضياع وطنهم وتدميره طيلة السنة السوداء التي بدأت بانقطاع التيار الكهربائي في المحكمة الدستورية وقت حلف اليمين من الرئيس الإخواني وانتهت وقتما انهمرت سيول المصريين في الشوارع والميادين في 30 يونيو يصرخون "ارحل، ارحل" دفاعا عن وطنهم وتحريرا له من الاحتلال الاخواني الفاشي.
وبدأ تنفيذ خارطة الطريق اعتبارا من 4 يوليو 2013 بتولي المستشار الجليل عدلي منصور رئيس المحكمه الدستورية رئاسة مصر مؤقتا لحين انتهاء الفترة الانتقالية بانتخاب المصريين لرئيسهم ومجلسهم النيابي وإقرار التعديلات الدستورية.
بعد كل هذا، وبعدما رفع المصريون يوم 30 يونيو وما بعدها ويوم 26 يوليو ويومي الاستفتاء 14، 15 يناير صور المشير السيسي بفرحة عبروا عنها بكل الطرق المبهجة من رقص وتصفيق وزغاريد واغانٍ و"تسلم الايادي" وبعدما حملوا ذات الصور في احتفالهم في كل محافظات مصر بيناير 2011 وقبل هذا وذاك قال بعض المصريين الرائعين في فيلم "ساندرا نشأت" وهي تسألهم عن رأيهم في الدستور، بأنهم يتمنوا السيسي رئيسا واكدوا ثقتهم فيه واطمئنانهم له.
بعد كل هذا وقبلما يعلن المشير السيسي عن نيته وقراره بشأن الانتخابات الرئاسية وعن ما إذا كان سيخلع البذلة العسكرية الحبيبة لقلبه ويعود مدنيا رئيسا لمصر استجابة لإرادة المصريين ومطلبهم الملح واستجابة للحملات الشعبية الكثيرة التي تناديه رئيسا لمصر.
بعد كل هذا وأثنائه، دوّي همس سرعان ما أصبح ضجيجا عاليا عن المصريين الذين يخلقون الفرعون، انتم تخلقون الفرعون، حيث فسر القائلون حب المصريين للرجل باعتباره نفاقا مقيتا ومذلة مهينة وانصياعاً لفرعون يخلقوه بعبادتهم له، نعم هكذا قرروا وصدقوا انفسهم، قرروا اننا نصنع الفرعون ولامونا لاننا نصنعه وسبّونا لأننا عبيد أذلاء نصنع الفرعون وسنخضع لجبروته بانكسار بغيض مهين.
لامونا لأننا نصنع الفرعون وشمتوا فينا مبكرا وقتما يطغي ويستبد فنلاقي منه ما يسيء لنا فلا يحق لنا فتح افواهنا رفضا ومعارضة لأننا نحن من خلقناه وعبدناه وخضعنا له.. البعض فسر مشاعر المصريين باعتبارها نفاقا جماعيا وذلا، لاموهم عليه، والبعض أشفق علي المشير السيسي من ذلك النفاق الذي سيعلو بسقف التوقعات لدي المصريين صوبه، فإذا ما أخفق في حل مشاكل الوطن - وهم افترضوه سيخفق بالضرورة- لن يتحمله المصريون ولن يتحملوا إخفاقه وسرعان ما سينقلبوا ضده!!!!
البعض لام المصريين علي انجرافهم العاطفي ونفاقهم وسعيهم لخلق الفرعون المستبد والبعض أشفق علي المشير السيسي من ذلك النفاق والانجراف العاطفي والمشاعر البغيظة رأفة به وخوفا عليه.
وكمثل معظم المصريين، تابعت ذلك الصخب ومعانيه وتعجبت من ""الأمية الوطنية"" التي يعيش فيها هؤلاء، وأظن الجميع اللائمين والمشفقين لا يفهمون المصريين ولا حالتهم الوجدانية ولا أمنياتهم التي يعبر عنها أغلبيتهم ببساطة وبتلقائيه وبلا كلمات كبيرة في كل مناسبة جماعية وخاصه منذ ثورة 30 يونيو وحتي الآن، فهم -حسبما اري- لا يعرفون المصريين ولا معني مشاعرهم وقيمتها ومبررها ولا يعرفون الفراعنة ولا يقدروهم حق قدرهم العظيم الذي يستحقوه، "امية وطنية" نعم، أقولها وأكررها، أمية وطنية يعاني منها هؤلاء وكأنهم لا ولم يعيشوا مع المصريين في نفس الوطن ونفس الظروف ونفس الايام السوداء الصعبة التي احكمت خناقها علي حياتهم ووطنهم.
ولنعود للصفحة الاولي من كتاب التاريخ الذي نكتبه ونعيشه هذه الايام، وقتما استبدت الجماعة الارهابية بالمصريين وسعت بسرعه وقبلما يمر عام اول علي حكم اول رئيس ارهابي منتخب ، سعت بسرعه لتمزيق وطنهم بمنح السودان حلايب وشلاتين، ومنح حماس والجهاديين سيناء، ومنح قطر إقليم قناه السويس ومعه حق الانتفاع بالآثار المصرية، وقتما استبدت الجماعة الارهابية بمصر والمصريين وأرسلت مليشياتها تحاصر المحكمة الدستورية تارة ودار القضاء العالي تارة اخري يهتفون بما أسموه تطهير القضاء ويسبون القضاه بأسمائهم ويهاجمون المحاكم ويتدخلون في أحكامها عن هوى سياسي وعقائدي.
وقتما استبدت الجماعة الارهابية بالإعلام المصري وحاصرت بمليشياتها وحلفائهم مدينه الانتاج الاعلامي وأعدت قوائم اغتيالات للإعلاميين المصريين وتوعدوهم بالقبض والاعتقال ومنعهم من الظهور علي الشاشات وأحالوا بعضهم للنائب العام الباطل بأمر من رئاسة الجمهورية للتحقيق معهم في معارضتهم لها وهددتهم بالحبس بل وبالقتل وهتفت ضدهم بأسمائهم تسبهم وتلعنهم وتهددهم في رزقهم وعملهم وأسرهم.
وقتما استبدت الجماعة الارهابية بالمصريين وأرسلت مليشياتها المسلحة تضرب وتعتقل وتقتل المتظاهرين السلميين المحتجين علي الإعلان الدستوري الباطل علي اسوار الاتحادية باعتبارها تحكم وتتحكم ولا ولن تسمح بمعارضة ولا نقد.
وقتما استبدت الجماعة الارهابية بالمصريين فأفرجت عن الارهابيين القتلة من السجون وطمست ملفاتهم الاجرامية وتنازلت -رغماً عن إرادة المصريين- عن دماء قتلاهم وشهدائهم في كل العمليات الاجرامية الارهابية ابتداء من مذبحة مديرية أمن أسيوط 1981 وحتي مذبحة المعبد البحري 1997، وقتما استبدت الجماعة الارهابية بالمصريين فمنعت عنهم الكهرباء لأنها صدرت السولار لحلفائها في غزة.
وقتما استبدت الجماعه بالمصريين وأصدرت دستورا فاشيا في منتصف الليل خلسة ودون مناقشات حقيقيه من لجنه اقصائية تمييزية اخرجت من اعضائها كل معارضي الجماعه وحلفائها.
في تلك الايام السوداء القاهرة الموحشة تطلعت انظار المصريين الي قواتهم المسلحة وجيشهم الذي سبق وانحاز لهم في يناير 2011 واعلن انه والشعب ايد واحدة ، تطلعت انظار المصريين لقواتهم المسلحه يتمنون دعما ومددا وسندا ، يتمنون تدافع عنهم وعن وطنهم وحرياتهم ودستورهم واثارهم وسلطتهم القضائيه والازهر الشريف والكنيسة العظيمة وعن امنهم القومي الذي يستباح بتمزيق الوطن والتنازل عن الارض ليتمكن منه وفيه الارهابيون القتلة.
تطلعت انظار المصريين لقواتهم المسلحه التي ارسلت لهم - خلال تلك السنة السوداء - الرسائل الكثيرة تطمئنهم وتؤكد لهم انها لن تسمح بقهرهم ولا اهدار حرياتهم ولا الاستبداد بهم ولا تمزيق ارضهم ولا اهانه علمهم ولا اهدار امنهم القومي ولا المساس بتاريخهم واثار حضارتهم العظيمة ، فأصدر وزير الدفاع في عز عنفوان الجماعه وحكمها لمصر قانونا بمنع تملك الاجانب لأرض سيناء دفاعا عن الامن القومي ( يناير 2013 ) وأكد ايضا في اجتماع لمجلس الوزراء رفضه ورفض القوات المسلحه لمشروع اقليم قناه السويس لمساسه بالامن القومي المصري باعتبار ان قناة السويس هي عرض مصر ( فبراير 2013 ) واكد ايضا مسئول عسكري رفيع المستوي أن الأراضى المصرية ليست محل مجاملة بين الرئيس ورؤساء الدول المجاورة، وأن القوات المسلحة ستقف بالمرصاد لأى شخص أو جهة تريد تهديد السيادة المصرية التى بدأت بمحاولة الضغط على الجيش لتحويل سيناء إلى دولة للفلسطينيين، ثم ضم حلايب إلى السودان وبعدها ضم السلوم إلى ليبيا ( ابريل 2013).
تطلع المصريين صوب قواتهم المسلحة لتدعم نضالهم وتؤيد اختياراتهم في تحرير وطنهم من الاحتلال الاخواني الفاشي والحفاظ علي هويته المصرية الوطنية وامنه الوطني القومي ، تطلعوا صوبها لتدعم تحركهم صوب الحرية والحفاظ علي الوطن بعدما استبدت به الجماعة وتمكنت منه لتمزقه وتدمر اقتصاده وتتنازل عن اراضيه ، تطلع المصريين صوب قواتهم المسلحه ممثلة في شخص وزير الدفاع الذي هتف المصريين باسمه ونادوه لينضم لهم وينحاز لنضالهم وارادتهم واختيارهم في تحرير وطنهم من الطغمة الفاشية المستبدة.
في تلك اللحظة التاريخيه الفارقة وقبلما تنفجر الحرب الاهليه في شوارع المحروسه ويتقاتل المصريين قتالا غير متكافئ بين مدنيين عزل وجماعه فاشيه مستبدة ومليشياتهم المسلحه وحلفائها الارهابيين من حماس وغيرها من الجهاديين القتله من اول تنظيم القاعدة وحتي أصغر ارهابي خلقته الجماعه واشترت ضميره بالمال ووعدته بالجنة، وبعدما خرج ما يزيد عن ثلاثين مليون مصري من بيوتهم يبغون اما العيش بكرامة واما الموت بشجاعه يصرخون من قلوبهم "ارحل ارحل" في تلك اللحظة، انحازت القوات المسلحة المصرية للمصريين ولاختيارهم وارادتهم الحرة ورغبتهم الأكيدة في تحرير وطنهم من الاحتلال الارهابي والجماعة الفاشية المدعومة بالتنظيم الدولي وامريكا.
انحازت القوات المسلحه المصرية للشعب المصري في صورة قوات مسلحه ملأت الشوارع تحمي المتظاهرين وطائرات فوق رءوسهم تمطر عليهم اعلام مصر وترسم لهم في السماء قلوب محبة وعلم مصر خفاق عالٍ، واطمئن المصريون ان لهم درعاً وسيفاً يحميهم ويدافع عنهم وعن امنهم القومي واستقلالهم الوطني واعداء الداخل والخارج.
اطمئن المصريين ان الجيش المصري لن يدّعي حيادا بغيضا ويتركهم فريسه للإرهابيين القتله بل سينحاز لإرادتهم وللوطن ولمستقبل الأولاد والاحفاد وكان ماكان وجميعنا نعرفه وعشناه وقت اعلن المشير السيسي عن خارطه الطريق في مشهد مصري مهيب يزينه شيخ الازهر وبابا الكتدرائيه المرقسيه وممثلو القوات المسلحة والشرطة ورموز وطنية مصرية.
في تلك اللحظة، في تلك اللحظة بالذات، خلق في قلوب المصريين ووجدانهم بطل شعبي مصري، بطل حمل روحه علي كفه وأرواح جيشه علي كف المصريين وخاض معهم ولصالح وطنه والشعب معركة كبيرة مع التنظيم الدولي الارهابي وامريكا داعمة الارهاب والاتحاد الاوربي والقنوات الفضائية المعادية لمصر ما بين عربية وأجنبية، خلق في قلوب المصريين ووجدانهم بطلا شعبيا مصريا، فك شفرتهم وفهمهم وانحاز لهم فأحبوه واطمأنوا له ووثقوا فيه وسلموه -كل منهم بينه وبين نفسه- سلموه قيادة وطنهم ليعبر به إلى شط الأمان وسط البحر المتلاطم الموحش وأعاصيره المخيفة.
نعم، في تلك اللحظة صار السيسي بطلا شعبيا مصريا، "والبطل الشعبى تصنعه أحلام الفقراء والبسطاء، وتضع فيه كل آمالها فى أن يقضى لها على الظلم، والخيانة والفساد والمفسدين، فهو بطلها المخلص، ومنجدها فى وقت الشدائد، وحامى حماهم حين يتولى عليهم ظالم، لا يرحم ضعيفهم، ولا يحترم شيخهم، ولا يوقر كبيرهم، فالأبطال الشعبيون هم الذين يختارهم الناس لينيبوا عنهم فى الثأر لهم من المجرمين العتاة، ولينتقموا لهم ممن أذلهم وظلمهم، إنها معادلة أدبية شعبية لإعادة التوازن للكون، وانتصار للحق حين عز عليهم الانتصار، وخلق نوع من التوازن الداخلى يعيد لنفوس الفقراء والبسطاء السكينة والهدوء والاتزان النفسى، ويخلق لهم خيالا عادلا وفاضلا، بديلا لواقع ظالم وغير منصف لهم، صار بطلا شعبيا أحبه المصريون ووثقوا فيه وآمنوا به واطمأنوا له لاسباب موضوعية حقيقيه ولعطاء حقيقي ولانحياز حقيقي وليس لأسباب عاطفيه فارغه او هوي جامح.
وثقوا فيه وآمنوا به واطمأنوا له وحين طالبهم بالنزول للشوارع لتفويض القوات المسلحة والشرطة ضد الارهاب المحتمل، هب المصريون عن بكرة ابيهم إدراكا منهم لحجم المخاطر المحيقة بوطنهم وبأس اعدائهم وخستهم ونذالتهم ، هبوا عن بكره ابيهم في نهار رمضاني حار، هبوا للشوارع والميادين والقري والنجوع تلبية لندائه الذي اعتبروه نفير استدعاهم فاستجابوا وكان مشهدا مصريا عظيما تجاور فيه المصريون صائمين اقباط ومسلمين ودقت اجراس الكنائس وقت رفع اذان المغرب وتوحد المصريون علي صوت ندائه، ليس نفاقا ولا مجاملة، بل ايمانا حقيقيا انه صار بطلهم الشعبي وصار زعيمهم.
انحاز لهم في وقت الصعب فانحازوا له وساروا خلفهم مطمئنين له واثقين فيه.. ليس نفاقا ولا خنوعا ولا مداهنة، بل حب وثقة واطمئنان من المصريين في بطلهم الذي منحته لهم الايام الصعبة ليقودهم بعيدا عنها صوب المستقبل الرحب والوطن الجميل.
فضلا عن كل ما سبق فأن شعب مصر لايري في فراعنه مصر العظماء ملوك الحضارة الانسانية مجرد طغاة او مستبدين، بل يروهم بشكل اخر يختلف عن ما يراه بعض المؤرخين وكتاب التاريخ، فالشخصية الشعبية للفراعنة صناع الحضارة العظيمة في نظر ووجدان المصريين تختلف عن الشخصية التاريخية " إذ تحكي الروايات؛ أنه خرج من صفوف الفقراء وظهر كمدافع عن حقوقهم، وبرز للناس بريئاً من تجاوزات بطانته الظالمة، ليصبح في الذهنية الشعبية صاحب سلوك مثالي، ولا شك أن إسقاط العيوب عن الشخصية التاريخية لصالح الشخصية الشعبية، يعد تعبيراً صادقاً وتلقائياً عن رأي الناس في الدور المحوري والتاريخي لملوك مصر الفراعنة الذين شيدوا العديد من المباني الضخمة والرائعة في طول البلاد وعرضها، فجاءت تلك الروايات تقديراً من الناس لهذا الدور "فيري المصريين الفرعون ملكا عظيما لشعب عظيم سليل أول حضارة انسانية عظيمة، ويروه ايضا ملكا منحازا لهم مدافعا عن حقوقهم ولا يشعرون غضبا منه ولا لوما عليه ولا يشعرون لوما لأنفسهم لأنهم اخرجوا من صفوفهم من يحكمهم وينحاز لهم وينصرهم وينتصر بهم لصالح وطنهم بل ويتباهوا باعتبارهم "فراعنة" ينتمون له ولهذه الحضارة العظيمة.
في النهاية اقول. أظن ان ملايين المصريين التواقين لوطن جميل ومستقبل سعيد وحياه كريمة لا يصنعون بحبهم ومشاعرهم الصادقة التي عبروا عنها مرات ومرات فرعوناً ظالما ليطغي عليهم ويستبد بهم، بل يفصحوا عن اطمئنانهم وثقتهم في بطل شعبي وطني انحاز لهم وأنصفهم وأحب وطنهم فأحبوه وكم من أبطال شعبيين عظماء بقوا في وجدان المصريين وعاشوا فوق اعمارهم مئات السنين يتغني المصريون بحبهم وبطولاتهم.
في النهاية أقول.. ربما لن يترشح الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية، ربما سيبقي وزيرا للدفاع، ربما سيختفي لأي سبب من المشهد السياسي المصري الحالي والمستقبلي، ربما وربما وربما، لكن الأكيد انه انضم لزمرة الابطال الشعبيين المصريين الذي يتغني وسيتغني المصريون بأسمائهم وبطولاتهم -الان وغدا- علي الربابة في ليالي السمر وسيبقي اسمه موشوما في قلوبهم حبا واحتراما واطمئنانا كبطل عظيم انحاز لهم وسمع صوت نداءاتهم بقلبه فانحاز لهم وللوطن.
في مقالتي هذه أدافع عن اغلبية المصريين الذي اتهمهم المتحذلقون بالنفاق والخنوع والمداهنة واحاول اشرح مشاعرهم ومعناها، ولا أدافع عن الرجل، فالرجل لا يحتاج مني لدفاع لا مع محبيه وأصدقائه ولا مع كارهية وأعدائه فهو أقدر بنفسه والتاريخ سيمنحه قدره ومكانته التي يستحقها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.