انتظام 10 آلاف و300 طالب وطالبة في أول أيام الدراسة بشمال سيناء    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20-9-2025 قبل عودة البنوك للعمل    الطماطم ب12 جنيهًا.. أسعار الخضروات والفاكهة اليوم السبت 20 سبتمبر 2025 بسوق العبور    أسعار اللحوم فى الشرقية اليوم السبت 20 سبتمبر    موعد مباراة ليفربول ضد إيفرتون والقنوات الناقلة مباشر في الدوري الإنجليزي والمعلق    تامر مصطفى مدربًا لفريق الاتحاد السكندري    هانيا الحمامي تتوج ببطولة CIB المفتوحة للإسكواش    الأرصاد: الإثنين المقبل بداية فصل الخريف رسميًا    8 قرارات جديدة مع بدء العام الدراسي 2025/2026.. أبرزها البكالوريا المصرية وتدريس الذكاء الاصطناعي    أحمد السقا يفوز بجائزة أفضل ممثل سينما عن فيلم "أحمد وأحمد" ويهدي جائزته لهاني سلامة    محافظ أسيوط يشهد ملتقى "دوير" لإبداعات ومواهب الطفل (فيديو وصور)    رغم تجاوز الثامنة والنصف، استمرار توافد طلاب المعاهد الأزهرية بالبحيرة (فيديو)    سر الخرزة المفقودة.. كبير الأثريين يكشف تفاصيل جديدة عن الإسورة الذهبية المسروقة من المتحف المصري    تعزيز التعاون الاقتصادي وتطورات حرب غزة أبرز ملفات المباحثات المصرية السنغافورية بالقاهرة    صلاة كسوف الشمس اليوم.. حكمها وموعدها وكيفية أدائها    مصطفى عماد يهدي تكريمة في حفل توزيع جوائز دير جيست للمخرج محمد سامي    الاعتراف بفلسطين، جوتيريش يطالب دول العالم بعدم الخوف من رد فعل إسرائيل الانتقامي    بعد تحريض ترامب، تعرض محطة أخبار تابعة لشبكة "إي بي سي" لإطلاق نار (صور)    أول تعليق من أحمد العوضي على فوزه بجائزة "الأفضل" في لبنان (فيديو)    نجوم الفن يشعلون ريد كاربت "دير جيست 2025" بإطلالات مثيرة ومفاجآت لافتة    «دست الأشراف» دون صرف صحى.. ورئيس الشركة بالبحيرة: «ضمن خطة القرى المحرومة»    خطة شاملة للعام الدراسي الجديد في القاهرة.. مواعيد دخول الطلاب وامتحانات 2025/2026    أحمد صفوت: «فات الميعاد» كسر التوقعات.. وقضاياه «شائكة»| حوار    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات بمنشأة ناصر    بعد أولى جلسات محاكمتها.. ننشر نص اعترافات قاتلة زوجها وأطفاله الستة بقرية دلجا    حكاية «الوكيل» في «ما تراه ليس كما يبدو».. كواليس صناعة الدم على السوشيال ميديا    ماذا تفعل حال تهشّم زجاج سيارتك؟ خطوات تنقذك على الطريق السريع    عوامل شائعة تضعف صحة الرجال في موسم الشتاء    «هيفتكروه من الفرن».. حضري الخبز الشامي في المنزل بمكونات بسيطة (الطريقة بالخطوات)    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة    قبل انطلاق الجولة الخامسة.. جدول ترتيب الدوري الإنجليزي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 20-9-2025 في محافظة قنا    مذيع يشعل النار في لسانه على الهواء.. شاهد التفاصيل    سعر الجنيه الذهب اليوم السبت 20-9-2025 في محافظة الدقهلية    أسعار المستلزمات المدرسية 2025: الكراسات واللانش بوكس الأكثر شراءً    كارول سماحة عن انتقادات إحيائها حفلات بعد وفاة زوجها: كل شخص يعيش حزنه بطريقته    ترامب يعلق على انتهاك مزعوم لمجال إستونيا الجوى من قبل مقاتلات روسية    ترامب يعلن إجراء محادثات مع أفغانستان لاستعادة السيطرة على قاعدة باجرام الجوية    الشيباني يرفع العلم السوري على سفارة دمشق لدى واشنطن    ترامب عن هجوم حماس: ما حدث في 7 أكتوبر كان إبادة جماعية    أشرف زكي يزور الفنان عيد أبو الحمد بعد تعرضه لأزمة قلبية    مدارس دمياط في أبهى صورها.. استعدادات شاملة لاستقبال العام الدراسي الجديد    ترامب يعلن إتمام صفقة تيك توك مع الصين رغم الجدل داخل واشنطن    ليلة كاملة العدد في حب منير مراد ب دار الأوبرا المصرية (صور وتفاصيل)    محافظ الأقصر يسلم شهادات لسيدات الدفعة الثالثة من برنامج "المرأة تقود".. صور    انطلاقة قوية ومنظمة وعام دراسي جديد منضبط بمدارس الفيوم 2026    «اللي الجماهير قالبه عليه».. رضا عبدالعال يتغزل في أداء نجم الأهلي    استشارية اجتماعية: الرجل بفطرته الفسيولوجية يميل إلى التعدد    شوقي حامد يكتب: استقبال وزاري    مدرب دجلة: لا نعترف بالنتائج اللحظية.. وسنبذل مجهودا مضاعفا    القرنفل مضاد طبيعي للالتهابات ومسكن للآلام    ديتوكس كامل للجسم، 6 طرق للتخلص من السموم    محيي الدين: مراجعة رأس المال المدفوع للبنك الدولي تحتاج توافقاً سياسياً قبل الاقتصادي    سيف زاهر: جون إدوار يطالب مسئولى الزمالك بتوفير مستحقات اللاعبين قبل مواجهة الأهلى    تراجع كبير في سعر طن الحديد وارتفاع الأسمنت اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    موعد صلاة الفجر ليوم السبت.. ومن صالح الدعاء بعد ختم الصلاة    لماذا عاقبت الجنح "مروة بنت مبارك" المزعومة في قضية سب وفاء عامر؟ |حيثيات    مدينة تعلن الاستنفار ضد «الأميبا آكلة الدماغ».. أعراض وأسباب مرض مميت يصيب ضحاياه من المياه العذبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يحبه المصريون؟
نشر في صدى البلد يوم 01 - 02 - 2014

بعدما نادي المصريون بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية أولا وقبل الانتخابات البرلمانية كمحطة ثانية من محطات خارطة المستقبل وبعد إقرار الدستور بنسبة كبيرة مفصحة عن إرادة المصريين للتحرك بوطنهم صوب المستقبل بعد الأيام السوداء التي عاشوها تحت حكم الجماعة الإرهابية، وبعدما تصوروا ضياع وطنهم وتدميره طيلة السنة السوداء التي بدأت بانقطاع التيار الكهربائي في المحكمة الدستورية وقت حلف اليمين من الرئيس الإخواني وانتهت وقتما انهمرت سيول المصريين في الشوارع والميادين في 30 يونيو يصرخون "ارحل، ارحل" دفاعا عن وطنهم وتحريرا له من الاحتلال الاخواني الفاشي.
وبدأ تنفيذ خارطة الطريق اعتبارا من 4 يوليو 2013 بتولي المستشار الجليل عدلي منصور رئيس المحكمه الدستورية رئاسة مصر مؤقتا لحين انتهاء الفترة الانتقالية بانتخاب المصريين لرئيسهم ومجلسهم النيابي وإقرار التعديلات الدستورية.
بعد كل هذا، وبعدما رفع المصريون يوم 30 يونيو وما بعدها ويوم 26 يوليو ويومي الاستفتاء 14، 15 يناير صور المشير السيسي بفرحة عبروا عنها بكل الطرق المبهجة من رقص وتصفيق وزغاريد واغانٍ و"تسلم الايادي" وبعدما حملوا ذات الصور في احتفالهم في كل محافظات مصر بيناير 2011 وقبل هذا وذاك قال بعض المصريين الرائعين في فيلم "ساندرا نشأت" وهي تسألهم عن رأيهم في الدستور، بأنهم يتمنوا السيسي رئيسا واكدوا ثقتهم فيه واطمئنانهم له.
بعد كل هذا وقبلما يعلن المشير السيسي عن نيته وقراره بشأن الانتخابات الرئاسية وعن ما إذا كان سيخلع البذلة العسكرية الحبيبة لقلبه ويعود مدنيا رئيسا لمصر استجابة لإرادة المصريين ومطلبهم الملح واستجابة للحملات الشعبية الكثيرة التي تناديه رئيسا لمصر.
بعد كل هذا وأثنائه، دوّي همس سرعان ما أصبح ضجيجا عاليا عن المصريين الذين يخلقون الفرعون، انتم تخلقون الفرعون، حيث فسر القائلون حب المصريين للرجل باعتباره نفاقا مقيتا ومذلة مهينة وانصياعاً لفرعون يخلقوه بعبادتهم له، نعم هكذا قرروا وصدقوا انفسهم، قرروا اننا نصنع الفرعون ولامونا لاننا نصنعه وسبّونا لأننا عبيد أذلاء نصنع الفرعون وسنخضع لجبروته بانكسار بغيض مهين.
لامونا لأننا نصنع الفرعون وشمتوا فينا مبكرا وقتما يطغي ويستبد فنلاقي منه ما يسيء لنا فلا يحق لنا فتح افواهنا رفضا ومعارضة لأننا نحن من خلقناه وعبدناه وخضعنا له.. البعض فسر مشاعر المصريين باعتبارها نفاقا جماعيا وذلا، لاموهم عليه، والبعض أشفق علي المشير السيسي من ذلك النفاق الذي سيعلو بسقف التوقعات لدي المصريين صوبه، فإذا ما أخفق في حل مشاكل الوطن - وهم افترضوه سيخفق بالضرورة- لن يتحمله المصريون ولن يتحملوا إخفاقه وسرعان ما سينقلبوا ضده!!!!
البعض لام المصريين علي انجرافهم العاطفي ونفاقهم وسعيهم لخلق الفرعون المستبد والبعض أشفق علي المشير السيسي من ذلك النفاق والانجراف العاطفي والمشاعر البغيظة رأفة به وخوفا عليه.
وكمثل معظم المصريين، تابعت ذلك الصخب ومعانيه وتعجبت من ""الأمية الوطنية"" التي يعيش فيها هؤلاء، وأظن الجميع اللائمين والمشفقين لا يفهمون المصريين ولا حالتهم الوجدانية ولا أمنياتهم التي يعبر عنها أغلبيتهم ببساطة وبتلقائيه وبلا كلمات كبيرة في كل مناسبة جماعية وخاصه منذ ثورة 30 يونيو وحتي الآن، فهم -حسبما اري- لا يعرفون المصريين ولا معني مشاعرهم وقيمتها ومبررها ولا يعرفون الفراعنة ولا يقدروهم حق قدرهم العظيم الذي يستحقوه، "امية وطنية" نعم، أقولها وأكررها، أمية وطنية يعاني منها هؤلاء وكأنهم لا ولم يعيشوا مع المصريين في نفس الوطن ونفس الظروف ونفس الايام السوداء الصعبة التي احكمت خناقها علي حياتهم ووطنهم.
ولنعود للصفحة الاولي من كتاب التاريخ الذي نكتبه ونعيشه هذه الايام، وقتما استبدت الجماعة الارهابية بالمصريين وسعت بسرعه وقبلما يمر عام اول علي حكم اول رئيس ارهابي منتخب ، سعت بسرعه لتمزيق وطنهم بمنح السودان حلايب وشلاتين، ومنح حماس والجهاديين سيناء، ومنح قطر إقليم قناه السويس ومعه حق الانتفاع بالآثار المصرية، وقتما استبدت الجماعة الارهابية بمصر والمصريين وأرسلت مليشياتها تحاصر المحكمة الدستورية تارة ودار القضاء العالي تارة اخري يهتفون بما أسموه تطهير القضاء ويسبون القضاه بأسمائهم ويهاجمون المحاكم ويتدخلون في أحكامها عن هوى سياسي وعقائدي.
وقتما استبدت الجماعة الارهابية بالإعلام المصري وحاصرت بمليشياتها وحلفائهم مدينه الانتاج الاعلامي وأعدت قوائم اغتيالات للإعلاميين المصريين وتوعدوهم بالقبض والاعتقال ومنعهم من الظهور علي الشاشات وأحالوا بعضهم للنائب العام الباطل بأمر من رئاسة الجمهورية للتحقيق معهم في معارضتهم لها وهددتهم بالحبس بل وبالقتل وهتفت ضدهم بأسمائهم تسبهم وتلعنهم وتهددهم في رزقهم وعملهم وأسرهم.
وقتما استبدت الجماعة الارهابية بالمصريين وأرسلت مليشياتها المسلحة تضرب وتعتقل وتقتل المتظاهرين السلميين المحتجين علي الإعلان الدستوري الباطل علي اسوار الاتحادية باعتبارها تحكم وتتحكم ولا ولن تسمح بمعارضة ولا نقد.
وقتما استبدت الجماعة الارهابية بالمصريين فأفرجت عن الارهابيين القتلة من السجون وطمست ملفاتهم الاجرامية وتنازلت -رغماً عن إرادة المصريين- عن دماء قتلاهم وشهدائهم في كل العمليات الاجرامية الارهابية ابتداء من مذبحة مديرية أمن أسيوط 1981 وحتي مذبحة المعبد البحري 1997، وقتما استبدت الجماعة الارهابية بالمصريين فمنعت عنهم الكهرباء لأنها صدرت السولار لحلفائها في غزة.
وقتما استبدت الجماعه بالمصريين وأصدرت دستورا فاشيا في منتصف الليل خلسة ودون مناقشات حقيقيه من لجنه اقصائية تمييزية اخرجت من اعضائها كل معارضي الجماعه وحلفائها.
في تلك الايام السوداء القاهرة الموحشة تطلعت انظار المصريين الي قواتهم المسلحة وجيشهم الذي سبق وانحاز لهم في يناير 2011 واعلن انه والشعب ايد واحدة ، تطلعت انظار المصريين لقواتهم المسلحه يتمنون دعما ومددا وسندا ، يتمنون تدافع عنهم وعن وطنهم وحرياتهم ودستورهم واثارهم وسلطتهم القضائيه والازهر الشريف والكنيسة العظيمة وعن امنهم القومي الذي يستباح بتمزيق الوطن والتنازل عن الارض ليتمكن منه وفيه الارهابيون القتلة.
تطلعت انظار المصريين لقواتهم المسلحه التي ارسلت لهم - خلال تلك السنة السوداء - الرسائل الكثيرة تطمئنهم وتؤكد لهم انها لن تسمح بقهرهم ولا اهدار حرياتهم ولا الاستبداد بهم ولا تمزيق ارضهم ولا اهانه علمهم ولا اهدار امنهم القومي ولا المساس بتاريخهم واثار حضارتهم العظيمة ، فأصدر وزير الدفاع في عز عنفوان الجماعه وحكمها لمصر قانونا بمنع تملك الاجانب لأرض سيناء دفاعا عن الامن القومي ( يناير 2013 ) وأكد ايضا في اجتماع لمجلس الوزراء رفضه ورفض القوات المسلحه لمشروع اقليم قناه السويس لمساسه بالامن القومي المصري باعتبار ان قناة السويس هي عرض مصر ( فبراير 2013 ) واكد ايضا مسئول عسكري رفيع المستوي أن الأراضى المصرية ليست محل مجاملة بين الرئيس ورؤساء الدول المجاورة، وأن القوات المسلحة ستقف بالمرصاد لأى شخص أو جهة تريد تهديد السيادة المصرية التى بدأت بمحاولة الضغط على الجيش لتحويل سيناء إلى دولة للفلسطينيين، ثم ضم حلايب إلى السودان وبعدها ضم السلوم إلى ليبيا ( ابريل 2013).
تطلع المصريين صوب قواتهم المسلحة لتدعم نضالهم وتؤيد اختياراتهم في تحرير وطنهم من الاحتلال الاخواني الفاشي والحفاظ علي هويته المصرية الوطنية وامنه الوطني القومي ، تطلعوا صوبها لتدعم تحركهم صوب الحرية والحفاظ علي الوطن بعدما استبدت به الجماعة وتمكنت منه لتمزقه وتدمر اقتصاده وتتنازل عن اراضيه ، تطلع المصريين صوب قواتهم المسلحه ممثلة في شخص وزير الدفاع الذي هتف المصريين باسمه ونادوه لينضم لهم وينحاز لنضالهم وارادتهم واختيارهم في تحرير وطنهم من الطغمة الفاشية المستبدة.
في تلك اللحظة التاريخيه الفارقة وقبلما تنفجر الحرب الاهليه في شوارع المحروسه ويتقاتل المصريين قتالا غير متكافئ بين مدنيين عزل وجماعه فاشيه مستبدة ومليشياتهم المسلحه وحلفائها الارهابيين من حماس وغيرها من الجهاديين القتله من اول تنظيم القاعدة وحتي أصغر ارهابي خلقته الجماعه واشترت ضميره بالمال ووعدته بالجنة، وبعدما خرج ما يزيد عن ثلاثين مليون مصري من بيوتهم يبغون اما العيش بكرامة واما الموت بشجاعه يصرخون من قلوبهم "ارحل ارحل" في تلك اللحظة، انحازت القوات المسلحة المصرية للمصريين ولاختيارهم وارادتهم الحرة ورغبتهم الأكيدة في تحرير وطنهم من الاحتلال الارهابي والجماعة الفاشية المدعومة بالتنظيم الدولي وامريكا.
انحازت القوات المسلحه المصرية للشعب المصري في صورة قوات مسلحه ملأت الشوارع تحمي المتظاهرين وطائرات فوق رءوسهم تمطر عليهم اعلام مصر وترسم لهم في السماء قلوب محبة وعلم مصر خفاق عالٍ، واطمئن المصريون ان لهم درعاً وسيفاً يحميهم ويدافع عنهم وعن امنهم القومي واستقلالهم الوطني واعداء الداخل والخارج.
اطمئن المصريين ان الجيش المصري لن يدّعي حيادا بغيضا ويتركهم فريسه للإرهابيين القتله بل سينحاز لإرادتهم وللوطن ولمستقبل الأولاد والاحفاد وكان ماكان وجميعنا نعرفه وعشناه وقت اعلن المشير السيسي عن خارطه الطريق في مشهد مصري مهيب يزينه شيخ الازهر وبابا الكتدرائيه المرقسيه وممثلو القوات المسلحة والشرطة ورموز وطنية مصرية.
في تلك اللحظة، في تلك اللحظة بالذات، خلق في قلوب المصريين ووجدانهم بطل شعبي مصري، بطل حمل روحه علي كفه وأرواح جيشه علي كف المصريين وخاض معهم ولصالح وطنه والشعب معركة كبيرة مع التنظيم الدولي الارهابي وامريكا داعمة الارهاب والاتحاد الاوربي والقنوات الفضائية المعادية لمصر ما بين عربية وأجنبية، خلق في قلوب المصريين ووجدانهم بطلا شعبيا مصريا، فك شفرتهم وفهمهم وانحاز لهم فأحبوه واطمأنوا له ووثقوا فيه وسلموه -كل منهم بينه وبين نفسه- سلموه قيادة وطنهم ليعبر به إلى شط الأمان وسط البحر المتلاطم الموحش وأعاصيره المخيفة.
نعم، في تلك اللحظة صار السيسي بطلا شعبيا مصريا، "والبطل الشعبى تصنعه أحلام الفقراء والبسطاء، وتضع فيه كل آمالها فى أن يقضى لها على الظلم، والخيانة والفساد والمفسدين، فهو بطلها المخلص، ومنجدها فى وقت الشدائد، وحامى حماهم حين يتولى عليهم ظالم، لا يرحم ضعيفهم، ولا يحترم شيخهم، ولا يوقر كبيرهم، فالأبطال الشعبيون هم الذين يختارهم الناس لينيبوا عنهم فى الثأر لهم من المجرمين العتاة، ولينتقموا لهم ممن أذلهم وظلمهم، إنها معادلة أدبية شعبية لإعادة التوازن للكون، وانتصار للحق حين عز عليهم الانتصار، وخلق نوع من التوازن الداخلى يعيد لنفوس الفقراء والبسطاء السكينة والهدوء والاتزان النفسى، ويخلق لهم خيالا عادلا وفاضلا، بديلا لواقع ظالم وغير منصف لهم، صار بطلا شعبيا أحبه المصريون ووثقوا فيه وآمنوا به واطمأنوا له لاسباب موضوعية حقيقيه ولعطاء حقيقي ولانحياز حقيقي وليس لأسباب عاطفيه فارغه او هوي جامح.
وثقوا فيه وآمنوا به واطمأنوا له وحين طالبهم بالنزول للشوارع لتفويض القوات المسلحة والشرطة ضد الارهاب المحتمل، هب المصريون عن بكرة ابيهم إدراكا منهم لحجم المخاطر المحيقة بوطنهم وبأس اعدائهم وخستهم ونذالتهم ، هبوا عن بكره ابيهم في نهار رمضاني حار، هبوا للشوارع والميادين والقري والنجوع تلبية لندائه الذي اعتبروه نفير استدعاهم فاستجابوا وكان مشهدا مصريا عظيما تجاور فيه المصريون صائمين اقباط ومسلمين ودقت اجراس الكنائس وقت رفع اذان المغرب وتوحد المصريون علي صوت ندائه، ليس نفاقا ولا مجاملة، بل ايمانا حقيقيا انه صار بطلهم الشعبي وصار زعيمهم.
انحاز لهم في وقت الصعب فانحازوا له وساروا خلفهم مطمئنين له واثقين فيه.. ليس نفاقا ولا خنوعا ولا مداهنة، بل حب وثقة واطمئنان من المصريين في بطلهم الذي منحته لهم الايام الصعبة ليقودهم بعيدا عنها صوب المستقبل الرحب والوطن الجميل.
فضلا عن كل ما سبق فأن شعب مصر لايري في فراعنه مصر العظماء ملوك الحضارة الانسانية مجرد طغاة او مستبدين، بل يروهم بشكل اخر يختلف عن ما يراه بعض المؤرخين وكتاب التاريخ، فالشخصية الشعبية للفراعنة صناع الحضارة العظيمة في نظر ووجدان المصريين تختلف عن الشخصية التاريخية " إذ تحكي الروايات؛ أنه خرج من صفوف الفقراء وظهر كمدافع عن حقوقهم، وبرز للناس بريئاً من تجاوزات بطانته الظالمة، ليصبح في الذهنية الشعبية صاحب سلوك مثالي، ولا شك أن إسقاط العيوب عن الشخصية التاريخية لصالح الشخصية الشعبية، يعد تعبيراً صادقاً وتلقائياً عن رأي الناس في الدور المحوري والتاريخي لملوك مصر الفراعنة الذين شيدوا العديد من المباني الضخمة والرائعة في طول البلاد وعرضها، فجاءت تلك الروايات تقديراً من الناس لهذا الدور "فيري المصريين الفرعون ملكا عظيما لشعب عظيم سليل أول حضارة انسانية عظيمة، ويروه ايضا ملكا منحازا لهم مدافعا عن حقوقهم ولا يشعرون غضبا منه ولا لوما عليه ولا يشعرون لوما لأنفسهم لأنهم اخرجوا من صفوفهم من يحكمهم وينحاز لهم وينصرهم وينتصر بهم لصالح وطنهم بل ويتباهوا باعتبارهم "فراعنة" ينتمون له ولهذه الحضارة العظيمة.
في النهاية اقول. أظن ان ملايين المصريين التواقين لوطن جميل ومستقبل سعيد وحياه كريمة لا يصنعون بحبهم ومشاعرهم الصادقة التي عبروا عنها مرات ومرات فرعوناً ظالما ليطغي عليهم ويستبد بهم، بل يفصحوا عن اطمئنانهم وثقتهم في بطل شعبي وطني انحاز لهم وأنصفهم وأحب وطنهم فأحبوه وكم من أبطال شعبيين عظماء بقوا في وجدان المصريين وعاشوا فوق اعمارهم مئات السنين يتغني المصريون بحبهم وبطولاتهم.
في النهاية أقول.. ربما لن يترشح الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية، ربما سيبقي وزيرا للدفاع، ربما سيختفي لأي سبب من المشهد السياسي المصري الحالي والمستقبلي، ربما وربما وربما، لكن الأكيد انه انضم لزمرة الابطال الشعبيين المصريين الذي يتغني وسيتغني المصريون بأسمائهم وبطولاتهم -الان وغدا- علي الربابة في ليالي السمر وسيبقي اسمه موشوما في قلوبهم حبا واحتراما واطمئنانا كبطل عظيم انحاز لهم وسمع صوت نداءاتهم بقلبه فانحاز لهم وللوطن.
في مقالتي هذه أدافع عن اغلبية المصريين الذي اتهمهم المتحذلقون بالنفاق والخنوع والمداهنة واحاول اشرح مشاعرهم ومعناها، ولا أدافع عن الرجل، فالرجل لا يحتاج مني لدفاع لا مع محبيه وأصدقائه ولا مع كارهية وأعدائه فهو أقدر بنفسه والتاريخ سيمنحه قدره ومكانته التي يستحقها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.