كشفت مصادر استخباراتية عن معلومات تشير إلى تغييرات تنظيمية في صفوف التنظيمات التابعة ل"القاعدة" العاملة على الساحات المصرية والسورية والعراقية والفلسطينية، التي ستؤثر بشكل جذري في خريطة عمليات "القاعدة" في المنطقة ومن ثم الأخطار الناجمة عنها. وأوضحت المصادر لصحيفة "السياسة الكويتية"، أن هذه التغييرات تأتي في أعقاب التطورات التي حصلت أخيراً لناحية الهزيمة التي مني بها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في حلب من جهة، ونجاحه في الفلوجة من جهة أخرى، حيث يسعى "أمير" التنظيم أبو بكر البغدادي لضم تنظيمات صغيرة إلى صفوف "داعش"، على غرار تنظيم "أنصار بيت المقدس" الناشط منذ سنوات على الساحة المصرية، الذي تبنى العديد من العمليات الإرهابية في مصر خلال الأشهر القليلة الماضية منذ سقوط نظام "الإخوان". وبحسب معلومات من جهات مقربة من البغدادي، فإن الأخير يهدف من هذه التغييرات بشكل عام ومن انضمام "أنصار بيت المقدس" إلى "داعش" بشكل خاص إلى إبراز القوة التي بات يتمتع بها تنظيمه أمام قيادة تنظيم "القاعدة" في أفغانستان، من خلال استغلال التنظيمات الصغيرة كوسيلة سياسية وإعلامية في إطار الصراع الدائر بينه وبين زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري. وأضافت المعلومات أن الظواهري لا ينوي ولا يملك القدرة على توفير أي دعم مالي أو عملياتي للتنظيمات التي ينوي البغدادي ضمها إلى صفوف "داعش"، وان الأخير يخطط لتعزيز مواقفه بهدف تولي قيادة تنظيم "القاعدة" مستقبلاً خلفاً للظواهري. واستناداً إلى معلومات مستقاة من التحقيقات مع عناصر من تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذين اعتقلوا أخيراً في مصر ومن وثائق تم العثور عليها في شبه جزيرة سيناء، كشفت المصادر عن أن هناك بوادر انشقاق داخل صفوف "أنصار بيت المقدس" بين الجهات التي تدعم التعاون مع تنظيم "داعش" وبين الجهات المعارضة لهذه الخطوة التي لا ترى فيها أي فائدة، بل تعتبرها خطيرة على مستقبل التنظيم؛ لأنها ستوجه كل جهود الجيش المصري ضده.