"ياديب عيب اختشى يامحامى الجواسيس.. ده انت لحم اكتافك من خير البلد دي ياحفيد ابليس.. ده اللى اختشو ماتوا دم ولادنا مش رخيص ..الطيور على اشكالها تقع، بتدافع عن حرامى ياخسيس، وتقول عن الفاسد القاتل هو ده الرئيس .. بتشبه مبارك بالرسول ده انت عديم الأحاسيس.. وتشبه شعب مصر بكفار قريش ده انت من المهاويس..هربت من البلد ياجبان اوعى ترجع خليك حسيس ..مش هتفلت من ايدينا ومش هاتحميك حراسة ولا متاريس" هذه الكلمات ليست من توقيعى وانما هى من توقيع شعب مصر الذى دائما حاضر بإفيهاته "اللى بتضرب فى الصميم" الشعارات رفعت تنديدا بالمحامى فريد الديب بعد مرافعته الأخيره للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك فأصداؤها مازالت تخيم على الشارع المصرى فقد تكررت تفاصيل هذه المرافعه الهزليه الساخرة مرارا على مسامعى، حتى ان الاطفال استبدلوا التعلب ب "الديب فات فات وفى ديله سبع لفات"، وقد لفت نظرى اداء سائق ميكروباص بسيط وهو يبدى وجهة نظره متطرقا لبعض الجمل التى وردت على لسان الديب اثناء الجلسة فقال متهكما "لاتحزن أيها النسر الجريح الذى انفض الجميع من حوله ، واصبر يامبارك كما صبر محمد على أهل مكة حين آذوه، وأهل الطائف حين نبذوه" واعتقد ان هذا السائق بأدائه البسيط تفوق على الديب وحنكته فى ايجاد الثغرات القانونية التى توصله لإشباع رغباته النفعية . مكر الديب لا يحقق اهدافه دائما فمكره للأغبياء ولأن الله يسلط ابدانا على ابدان، جاء اختياره للدفاع عن مبارك، فتاريخه الأسود فى ساحات المحاكم، لن يفيد مبارك، بل ربما يصبح سببا للقاء عشماوى او ان يلقى على الأقل نفس مصير القذافى، فالشعب لن يتنازل عن حقه أو عن دم الشهداء الغالى. لم يلتفت الديب إلى المشانق والدمى المعلقة التى أشار بها أهالى الشهداء لمصيرموكله، وحتى لو نجا مبارك من محاكمته بحيل وألاعيب الديب؛ لن ينجو من أيدى شعب ثائر..أما وصفى له بمكر الأغبياء فلأن الأستاذ نسى يوما أنه وقف ضد نسره الجريح فى قضيه أيمن نور الشهيرة عام 2005 وأخذ يكيل بالتهم لمبارك ونظامه ويتهمه بالغدر بموكله"ايمن نور" فى قضيه تزوير توكيلات تأسيس حزب الغد..مرافعته وقتها تؤكد كل ما يدين مبارك فى القضيه الحالية. وليس غريبا عليه أن يدافع فقط من أجل الأتعاب ولو وجد من يدفع له أكثر من ملايين مبارك؛ لانقلب على الفور ضده وليس بعيدا عليه ان يهتف "الشعب يريد اعدام الرئيس" فماذا ننتظر من محامى عزام او "محامى الجواسيس" ، فالاستاذ لايجد ادنى غضاضه لأن يقلب الحق باطلا فالحقيقة عنده بعيدة كل البعد عن ان تكون غاية فهى لاتزيد عن كونها مجرد وسيله او أداة لبلوغ الرضا بمنطقه "البراجماتى" النفعى كما وصفه اطباء علم النفس. المنفعه وخاصة المادية، هى الهدف الوحيد عنده والحق ليس قائدا يقود وانما هو تابع يتبع، فهو يبدأ بموقف عبثى لينتهى الى موقف آخر أكثر عبثية، فقد وصف المصريين بكفار قريش لأن موكله حارب شعبه بالخيول والجمال ، وبما أننا فى عصر الجاهلية الأولى، فلابد أن يدعة الديب ان مبارك مازال رئيسا للجمهورية.. ألم تستوعب يا أبا جهل، أن الشعب قال كلمته وأن الشرعية الثورية مازالت موجودة، تحكم الميدان .