منذ اللحظة الأولى لتواجدهم في مجلس الشعب، يحاول الإسلاميون فرض هيمنتهم على مقاليد الأمور، لم ينتظروا بدء فعاليات المجلس، بل قرروا (ذبح القطة) من ليلة الدخلة، واتخذوا من أداء القسم ذريعة لبث فكرة واحدة إلى كل من يسمع ويرى: "الكرة الآن في ملعبنا"، ليست المسألة إذن (تطبيق شرع الله) بل شيوع فكرة أنهم سوف يقومون بذلك لأنه باسم الدين كل الأفعال مشرعة، كل الأوامر مطاعة، ومن يخالف فهو ضد الدين وضد الله ذاته وليس ضد الفكرة! هذا هو سلوك التيارات الدينية فى دول العالم المختلفة تماما وإلا بأي منطق يقتل النظام الإيراني المعارضين؟ بالتهمة الوحيدة التي لا ترد، وهى مخالفة شرع الله! ولكن ما هو شرع الله الذي يريدون تطبيقه في مصر، شرع الله المطبق في أفغانستان.. أم المطبق في إيران.. أم في السعودية! إلى أين أنتِ ذاهبة يامصر؟ تطالعنا الصحف اليومية بتصريحات الإسلاميين من عينة "إلغاء الدعم على السياحة"، في الوقت الذي من المفترض أن نروج فيه لسياحتنا المصرية بمختلف أنواعها، فعلى سبيل المثال تركيا الإسلامية والذي يسعى التيار الإسلامي – كما أكدت مصادرهم – للاستفادة من تجربتها والتعاون معها، تنمي وبقوة مصادرها السياحية، وحينما ذاع صيت المسلسل الشهير (نور) خصصت الدولة ميزانية كاملة لتحويل المنزل إلى متحف، مما أحدث حالة من الرواج لامثيل لها، يحدث هذا في الوقت الذي أهملنا نحن فيه أجمل مدننا السياحية كمدينة "الإسماعيلية" والتي أُطلق عليها البعض باريس الشرق! هل من آليات تطبيق شرع الله عقد التحالفات الشيطانية مع المجلس العسكري ضد الثوار الشرفاء؟ وهل شرع الله يجيز النفاق والمشي على الحبال؟ هذه المناورات التي يفعلها الإسلاميون مع الشعب الفقير الملهوف على لقمة العيش كتوزيع علب السمن والمواد الغذائية قبل الانتخابات، هل تتوافق مع شرع الله؟ وهذا الموقف غير المبرر من تجاهل دم الشهداء والاحتفال (بعيد الثورة) هل يرضي الله؟ إن أجمل ما حدث في هذه الفترة هو أن الشعب المصري بكل طوائفه بدأ يفيق وينتبه لهذا النفاق، وما حدث في التحرير هو أبلغ رد على تلاعبهم بالإرادة الشعبية والتخفي وراء ستار الدين، فاليوم لا يختلف اثنان على أن حزب الأغلبية أصبح صورة طبق الأصل من حزب الأغلبية و الوجه الآخر لعملة الكذب الحكومي. وآخر المطاف الأذان فى عقر سيد قرارة وقريبا مدفع الإفطار فى عقر سيد قرارة وصلوات التراويح وفى القريب العاجل سيتم النحر طبقا لشرع الله ولكن ليس نحر الدواب ولكنه نحر الشعب ولسان حال الإسلاميين طبقا لشرع الله وشرع الله حسب فكرهم وزمانهم.. حدث كل هذا في أيام معدودات، فيا ويل مصر من سنون قادمات.