رأى المركز الدولي للحوار أن الصراعات المذهبية المستعرة بين المسلمين اليوم "سنة و شيعة"، ما هي إلا مؤامرة دولية لتقويض القوى العربية والإسلامية التي تهدد أمن إسرائيل، خاصة أن المنطقة الشيعية المحيطة بالأراضي الفلسطينية المحتلة "إيران – سوريا – حزب الله" باتت ذات قوة كبيرة، فيما تعاظمت أيضا قوى بعض الدول السنية ومنها مصر والسعودية. وقد بدأ المخطط من خلال إعلاء النعرة المذهبية بين الفئتين المسلميين من خلال إدخال المصطلحات الدينية ودسها على الثورات الشعبية التي بدأت في المنطقة منذ ما يقرب من الثلاثة أعوام، وظهر ذلك جلياً في الأزمة السورية التي تحولت بالفعل من ثورة إلى صراع مذهبي بين السنة والشيعة، بالرغم من وجود بعض التفاوتات القليلة. وفي لبنان أيضاً تؤثر تداعيات النعرة المذهبية بشكل كبير على أحوال البلاد واستقرارها، حيث إن الدولة غير قادرة على تشكيل حكومتها منذ شهر إبريل الماضي، والتي تم تكليف السياسيى البارز تمام سلام بها، حيث إن حزب الله صاحب الأرضية القوية في لبنان يسعى للحصول على أغلبية مقاعد الحكومة كما كان الحال في الحكومة المستقيلة برئاسة نجيب ميقاتي، فيما تمانع باقي الأطراف السياسية وبعضها يسعى لإخراج حزب الله من الحكومة بشكل كامل. وهناك تقارير تشير لتدخلات دولية وإقليمية أبرزها من المملكة العربية السعودية للضغط على باقي أطراف المعادلة اللبنانية (من حلفائها) لمنع اشتراك حزب الله في الحكومة، لاسيما بعد اشتراكه في الأزمة السورية لدعم نظام بشار الأسد في مواجهة المعارضة. ويدعو المركز السعودية للاضطلاع بدورها لإنهاء الفتنة المذهبية التي لا تضرب لبنان وحدها بل تضرب كافة دول المنطقة، وذلك بالتعاون مع الإدارة المصرية بصفتها أحد أهم الدول المحورية في الشرق الأوسط، ودعوة إيران وحزب الله لإجراء محادثات مشتركة تحد من التقاتل بين بني الدين الواحد، من أجل خلافات مذهبية يمكن تجاوزها وحقن الدماء.