أثناء دراسة الفريق أول عبد الفتاح السيسى في الكلية الحربية بالولايات المتحده عام 2005 قام بإعداد رسالته البحثية لنيل درجة الماجيستير بعنوان "الديمقراطية في الشرق الأوسط"، و بعد أن تصدر الفريق السيسى المشهد العام و أصبح هو الشخصيه ذات الشعبيه الجارفه لدى قطاع عريض من الشعب المصرى أخذ الغرب يبحث في تاريخ الفريق السيسى الى أن تم العثور على تلك الدراسة البحثية التي أثارت اهتمامات الباحثين في الغرب لفحص ودراسة أيدلوجية الفريق عبد الفتاح السيسى , فقام عدد من المراكز البحثية الأمريكية بإعداد الدراسات التحليلية لتلك الرسالة لمحاولة توصيف سياسة الفريق السيسي وعقليته فبتاريخ 28 يوليو 2013 نشرت مجلة الشئون الخارجيه الامريكيه (الفورين آفيرز – Foreign Affairs) مقالا بعنوان "أجندة السيسي الإسلامية لمصر – رؤية الجنرال السياسية المتطرفة"، كاتب المقال يسمى روبرت سبرينجبورج Robert Springborg وهو محاضر في كلية الدراسات البحرية العليا بأمريكا و قد تعرض للدراسه التى أعدها الفريق السيسى أثناء دراسته بالولايات المتحده بالنقد و الهجوم على أراء الفريق تجاه الديمقراطيه بالشرق الاوسط و رؤيته لكيفية تعامل الغرب بالمنطقه و محاولات تطبيق الديمقراطيه الغربيه بالمنطقه العربيه و معارضته لتلك الفكره وذلك لعدم توافقها مع الطبيعه الاسلاميه و العربيه للمنطقه و أن مفهوم الديمقراطيه يجب أن يتسق مع الهويه الاسلاميه و أبعادها العقائديه و أوضح فى الرساله أيضا رفضه لاى تتطبيق لنماذج الديمقراطيه الغربيه العلمانيه فى المنطقه ,و يتحدث الجنرال ستيف جيراس الاستاذ المشرف على رسالة الفريق السيسى واصفاً الاخير في حوار أجراه مع مركز "واجهة برمجة التطبيقات" NPR: Application Programming Interface أن الفريق السيسى ذو شخصية هادئة وجادة، وتعجب ضاحكاً من تحول السيسى لبطل شعبي , ويقول إن طبيعة شخصية السيسى لا تحب الظهور والهالات حولها فهو ليس ك صدام حسين أو القذافى أو هوجو تشافيز, ويقول الجنرال جيراس أنه يستعيد بالذاكرة كلام الفريق السيسى عن صعوبة تطبيق الديمقراطية في المنطقة وأن ذلك سيأخذ وقتا ولن تكون الديمقراطية في العالم العربى متطابقة مع الديمقراطية في الغرب بل سيكون لها طابع خاص يتناسب مع هوية المجتمعات العربية و قال البروفيسور إنه يتذكر جملة قالها الفريق عبد الفتاح السيسى له نصاً: You guys have a secular view, and that will never work in the Middle East. الترجمة: "أنتم لديكم رؤية علمانية وهذه الرؤية لن تتناسب أبداً مع الشرق الأوسط". وعن الأنظمة الحاكمة فى الشرق الأوسط ذكر الفريق السيسى فى دراسته أن هناك العديد من القادة المستبدين يدّعون أنهم يؤيدون نظم الحكم الديمقراطية لكنهم لا يرغبون فى التخلى عن السلطة، وبعضهم لديه أسباب وجيهة لذلك، فبعض البلاد غير معدة أو منظمة بطريقة تجعلها تدعم حكومة ديمقراطية، والأهم من ذلك، وجود بعض المخاوف المتعلقة بالأمن الداخلى والخارجى لهذه البلدان، فالعديد من قوات الشرطة والجيش فى هذه البلاد موالية للحزب الحاكم، فإذا تطورت الديمقراطية مع مؤسسات ودوائر جديدة لن تكون هناك ضمانة بأن الشرطة والجيش سيدينان بالولاء للأحزاب الحاكمة الناشئة، وبالتالى فإن قوات الأمن تحتاج لتطوير ثقافة الالتزام والولاء للبلاد وليس للحزب الحاكم، وعلاوة على ذلك، فإن الشعب بحاجة إلى أن يكون مستعداً للمشاركة فى نظام حكم ديمقراطى، وهذا يتطلب وقتاً لتثقيف المواطنين، وكذلك تطوير العملية الديمقراطية التى ستمكّن الديمقراطية من التقدم بالبلاد إلى الأمام . و لا يتسع المجال للاستفاضه فى تناول هذه الدراسه و ما تحتويه من رؤيه صائبه حول مستقبل الديمقراطيه بالمنطقه العربيه و طبيعة الانظمه فى ذاك التوقيت و ذلك قبل قيام ثورات الربيع العربى بخمس سنوات و لكن المهم فى الامر هو إتضاح الرؤيه حول الخلفيه الفكريه لهذا الرجل و رؤيته المتعلقه بالعمليه الديمقراطيه فى المنطقه العربيه و ضرورة إتساقها مع العقيده الاسلاميه بشكل أساسى و هو ما يدحض كل الاتهامات التى تكال حول الاتجاه نحو علمنه الدوله المصريه و أن ما يحدث هو حرب على الاسلام يتزعمها الفريق السيسى و على الرغم من أن السبب الرئيسى فى ظهور هذه الدراسه هو مهاجمة و نقد هذا الرجل و محاولة النيل منه إلا أنها أوضحت تماماً براءته من إتهامات أنصار الجماعه و تأتى الرياح بما لا تشتهى سفن الغرب و الربان الماهر هو وحده من يستطيع تجاوز العواصف و إنقاذ السفينه من الهلاك .