ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "الأربعاء" أنه في ظل تزايد حجم الضغوط الدولية على الرئيس السوري بشار الأسد لإجباره على التنحى استجابة لمطالب المتظاهرين في بلاده، تجد إيران (الحليف الرئيسي للنظام السوري في منطقة الشرق الأوسط) نفسها تحت وطأة حصار يهدد شراكتها القوية مع سوريا - أحد ألد أعداء واشنطن على حد وصف الصحيفة. وأشارت الصحيفة - في تعليق على موقعها الإليكتروني- إلى ترجيح بعض المسئولين الأمريكيين والمحللين السياسين أن سقوط نظام بشار الأسد حدث ينذر بمزيد من التقويض للموقف الإيراني إذ يعاني الاقتصاد الإيراني بالفعل من وطأة العقوبات الغربية المفروضة في سبيل تخلى طهران عن المضي قدما في برنامجها النووي. وأردفت الصحيفة تقول إن رحيل نظام الرئيس الأسد لا ينذر "بقطع" العلاقات بين طهران ودمشق فحسب، بل ينذر أيضا بحرمان إيران من "قنوات نفوذها الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أنه فى حال سقوط نظام الرئيس الأسد فستفقد إيران "المنافذ" التي تسمح بإيصال الدعم العسكري والمالي واللوجيستي إلى كلا من جماعة حزب الله اللبنانية وحركة حماس في غزة المدرجان ضمن قوائم المنظمات الإرهابية من قبل واشنطن. ورأت الصحيفة الأمريكية أن العقوبات المفروضة على طهران تركتها مكبلة الأيدي أمام تقديم المساعدات المالية للرئيس الأسد التي "نفدت" خزانته جراء الانتفاضة الشعبية التي تشهدها بلاده والعقوبات الدولية المفروضة على سوريا. ونقلت الصحيفة عن علي بانوازيزي أستاذ العلوم السياسية بجامعة بوسطن الأمريكية والمدير المساعد لبرنامج الدرسات الإسلامية والشرق أوسطية قوله :"إذا ما تم اعتبار إيران تهديدا محتملا فإن إحدى أهم السبل لاخماد وطأة ذلك التهديد يأتي عن طريق إضعاف شوكة النظام في سوريا ودعم التظاهرات المناوئة له". وفي ختام تعليقها، اعتبرت الصحيفة أن الضعف الذى حل بالمحور الإيراني - السوري إنما يمثل "تحولا صارخا" عن شكل الأوضاع في العام الماضي حيث بدى حينها الرئيس الأسد محكم قبضته على زمام الأمور في بلاده إلى جانب الصورة التي رسمتها إيران لنفسها بوصفها "مصدر الالهام" للانتفاضات والصحوات الشعبية في دول الربيع العربي التي باتت تتهدد الولاياتالمتحدة وحلفائها في الغرب".