ذكر تقرير رسمي حكومي اليوم، الثلاثاء، أن الصين لا تعتزم تغيير سياساتها "الصحيحة" في إقليم التبت المضطرب لأنها حققت إنجازات غير مسبوقة وانتقد الفكرة الرومانسية بأن التبت كانت في وقت من الأوقات تمثل دنيا الخيال المثالية. وتدافع الصين منذ فترة طويلة عن حكم القبضة الحديدية في إقليم التبت الجبلي النائي قائلة إن الإقليم كان يعاني من فقر مدقع واستغلال وحشي ينطوي على عبودية وركود اقتصادي حتى الخمسينيات عندما "حررت (القوات الشيوعية) سلميا" التبت وقدمت "إصلاحات ديمقراطية" في عام 1959. وعندما تولى الرئيس شي جين بينغ السلطة في وقت سابق هذا العام، كانت هناك توقعات في بعض الأوساط بأنه قد ينتهج خطا متساهلا إزاء التبت لأسباب منها أن والده الراحل - نائب رئيس وزراء إصلاحي - كانت تربطه علاقة وثيقة بالدلاي لاما. لكن شي لم يظهر أي مؤشر على تغيير في المسار في التبت. وفي وثيقة مطولة عن السياسة نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، قالت الحكومة إن التبت تحت الحكم الصيني حققت قدرا كبيرا من الإنجازات. وذكرت الوثيقة أن إقليم "التبت" اليوم يتطور اقتصاديا ويحقق تقدما سياسيا وازدهارا ثقافيا وبه مجتمع متجانس وبيئة جيدة وينعم شعبه بالسعادة والصحة. وأضاف التقرير الرسمي: "تطوير التبت لا يمكن فصله عن هذا المسار الصحيح". وتقول منظمات حقوقية وأشخاص من التبت يعيشون في المنفى إن الصين تسحق ثقافة ودين ولغة وبيئة التبت وارتكبت انتهاكات جسيمة لضمان استمرار حكم بكين. وزادت التوترات في مناطق التبت إلى أعلى مستوياتها في سنوات بعد موجة احتجاجات من جانب سكان التبت أشعل البعض خلالها النار في أنفهسم، ما أدى إلى حملة أمنية صارمة. وأشعل أكثر من 120 شخصا النار في أنفسهم منذ عام 2009. ورفض التقرير الرسمي الانتقادات قائلا إن "أي شخص عادل ستأخذه الدهشة من التقدم الذي حققته الصين في التبت".