الأمطار هبة من السماء، لكنها تحتاج إلى إدارة حكيمة، تجعل منها نعمة وموردا مهما للمياه، إذا ما تم حصادها وتخزينها للاستخدام في الزراعة والصناعة والشرب. فالتحدي الحقيقي يكمن في تحويل هذه النعمة إلى فرصة للتنمية المستدامة. وعلى الرغم من أن مصر تعاني من شح المياه بشكل عام، إلا أنها تواجه تحديا متزايدا مع تكرار هطول الأمطار الغزيرة، خاصة في ظل التغيرات المناخية وهو ما يتطلب منا إعادة النظر في استراتيجياتنا لإدارة المياه، والتحول من حالة رد الفعل إلى حالة استباقية للاستفادة من هذه المياه الموسمية. وبرؤية ثاقبة إشار الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى وزيري الزراعة والري إلى الاستفادة من مياه الأمطار وإدخال الزراعة على مياه الأمطار ضمن السياسات الزراعية للدولة التي تعد من الأمور شديدة الأهمية فى دولة تعاني شحا مائيا. وحققت وزارة الموارد المائية والرى إنجازات كبيرة في مجال إدارة المياه وحماية الأراضي من السيول. ففى مجال الحماية من أخطار السيول والأمطار الغزيرة .. فيتم سنوياً تطهير مخرات السيول بعدد 117 مخر سيل وبأطوال إجمالية 318 كيلومتر قبل موسم السيول والأمطار الغزيرة لضمان قدرتها على إمرار مياه السيول بدون أي عوائق . وباستثمارات قدرها 2.60 مليار جنيه خلال عام 2023 .. تتواصل أعمال تنفيذ منشآت الحماية من أخطار السيول ، والتى توفر الحماية اللازمة للمواطنين والمنشآت ، بالإضافة لحصاد مياه الأمطار والتى يتم إستخدامها من التجمعات البدوية فى المناطق المحيطة لاستخدامات الشرب والرعى ، حيث تم خلال عام 2023 مواصلة العمل في مشروعات تعزيز منظومة درء المخاطر الناجمة عن أخطار السيول بمحافظات جنوبسيناء بمدن شرم الشيخ وأبو رديس ، والبحر الأحمر بمدن مرسى علم و راس غارب ، وأعمال الحماية بمخر سيل اطفيح والديسمى والمنشى والودى والكريمات بمحافظة الجيزة ، ووادى الجبو بمحافظة القاهرة ، ووادى سنور بمحافظة بنى سويف ، ومخر سيل جبل الطير القبلى والبحرى وشارونة بمحافظة المنيا ، وحماية عزبة الشيخ سعيد ودير الامير تادرس بمحافظة أسيوط ، و وادى قصب بمحافظة سوهاج ، و وادى الكلاحين (أ&ب&ج&د) بمحافظة قنا . ومن المقرر خلال عام 2024 الحالي أن تمتد أعمال التنفيذ لتشمل مدن طابا وأبو رديس بجنوبسيناء ومرسى علم بالبحر الأحمر وعدد من الأودية النشطة بمحافظة مطروح ، وحماية أودية ومناطق أبو الريش ونجع الشديده بمحافظة اسوان ، ومنطقة القرنة الجديدة بمحافظة الأقصر ، وحماية قريتى أبو دياب شرق والمخادمة بوادى الزنبقة بمحافظة قنا ، وحماية جامعة سوهاج ومدينة سوهاج الجديدة بمحافظ سوهاج ، وحماية الوادى الاسيوطى بمحافظة أسيوط ، و وادى السويطة ووادي الشيخ حسن بمحافظة المنيا ، وأودية غراب وفقيرة بمحافظة بنى سويف ، و وادى متين القبلي والبحري بمحافظة الجيزة . متابعة حالة الأمطار والسيول كما تتواصل المتابعة من خلال غرف العمليات ومراكز الطوارئ التي تعمل على مدار الساعة لرصد ومتابعة حالة الأمطار والسيول التي تتعرض لها البلاد من خلال مركز التنبؤ بالفيضان التابع للوزارة والذى يقوم برصد ومتابعة والتنبؤ بكميات ومواقع هطول الأمطار والسيول قبل حدوثها ب 72 ساعة .
فمنذ عام 2014، تم إنشاء أكثر من 1500 منشأة للحماية من أخطار السيول، و وفرت الحماية اللازمة من أخطار السيول للمواطنين وحماية مدن ومنشآت سياحية وقرى بدوية وتجمعات وطرق وخطوط إتصالات وغاز ومياه وكهرباء وأبراج كهرباء تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الجنيهات، بما في ذلك المدن، والمنشآت السياحية، والقرى، والبنية التحتية الحيوية. إلا أن هناك تحدي أمام الحكومة يتمثل في أن السيول أغلبها تسقط داخل المناطق المتصلة بالظهير الصحراوي وغير المأهولة بالسكان مما يجعل تلك المياه مهدرة، ومن المعوقات الأساسية التي تمنع الاستفادة من مياه السيول الساقطة على مصر هو ارتفاع أسعار إنشاء مصايد للسيول وهو ما يؤدي إلى إهدار المياه.