أيام قليلة مرّت، حملت معها نسائم من الأمل والتفاؤل، وأعطت انطباعًا إيجابيًا لدى المصريين، عن مستقبل البلاد في ظل تحديات صعبة، وأنظمة عالمية متقلبة صعودًا وهبوطًا واقتصاديات كبرى تتأرجح على حافة السقوط أو التعافي. في مصر.. 30 يوم كانت فاصلة ما بين خيبة المتربصين، وتفاؤل المصريين، بدأت بمؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي الذي شهد حفاوة كبيرة من الإعلام العالمي بهذا التجمع الاقتصادي العالمي على أرض مصر، لبحث فرص الاستثمار في البلد الأمين، من أكبر كيان اقتصادي عالمي " الاتحاد الأوروبي " وما يتبعه من كيانات أخرى تتخذ من الفرصة وسيلة للتطور الدائم والمستمر. تواجد الاتحاد الأوروبي في مصر بكل أدواته الاستثمارية وامكاناته الاقتصادية، يعطي رسالة حقيقية للعالم بقيمة مصر، ومكانتها التي تستحقها بين الجميع، ويفتح دروبًا جديدة لجذب المستثمرين من كل أنحاء العالم، ويكفي فقط ما انتهى إليه المؤتمر بنتائج رقمية مذهلة إذ قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إن مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي شهد توقيع 29 اتفاقية ب49 مليار يورو. إنها فرصة رائعة للاستثمارات العالمية على أرض مصر، ودعوة للجميع بن مصر تفتح ذراعيها لكم، وشعبها يّقدر قيمة الإبداع والعمل والكفاح. في مصر.. بدأت الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي عملها، ورأينا نتائج إيجابية، ربما كان أبرزها، نشاط المحافظين الملحوظ. تقريبًا كل المحافظين الجدد هجروا المكاتب إلى الشوارع، وانصهروا بالمواطنين، وتابعوا المشكلات ليس عن قرب فحسب، بل عايشوها وكانوا جزء منها. المواطن في الشارع المصري والأقاليم حاليًا يشعر وكأنه أقرب إلى المسؤول، وشكواه أقرب إلى الآذان، حتى المسؤولين التنفيذيين يعملون ولديهم شعور بأن مكاتب عملهم نافذة على دواوين المحافظة، وأنه لا مجال لإهمال أو بعد اليوم. في مصر.. اليوم هو اليوم الأخير من تنفيذ خطة تخفيف الأحمال، هذا الوعد الذي قطعته على نفسها الحكومة وأوفت به، اليوم تُكتب شهادة نجاح جديدة للحكومة في التغلب على التحدي الذي أرق المواطنين خلال الفترة الماضية، وهو التحدي الذي واجهت فيه الحكومة ظروف تغيرات المناخ والتباطؤ القسري للاقتصاد العالمي وأزمة الطاقة، لكن مصر بطبعها لا تقف عند حد، ولا تعرقلها ظروف. مصر اليوم وغدًا في ثوب جديد، وحًلة مبهجة تتزين بالأمل والتفاؤل والعمل والانتماء والمواطنة، مصر اليوم وغدًا وفي كل وقت جميلة وآمنة ومحروسة.