أورسولا فون دير لاين تفوز بولاية ثانية رئيسة للمفوضية الأوروبية

حصلت أورسولا فون دير لاين على فترة ولاية ثانية كرئيسة للمفوضية الأوروبية، محققة نصراً حاسماً يؤكد الوحدة بين المجموعات الرئيسية في البرلمان الأوروبي. إن إعادة انتخابها بمثابة مواجهة قوية للفصائل المناهضة للاتحاد الأوروبي واليمين المتطرف.
انتصار مؤكد
وفقا للجارديان، امتلأت قاعة ستراسبورغ بالتصفيق عندما أُعلن فوز فون دير لاين. وتجاوزت العدد المطلوب وهو 360 صوتا، وحصلت على 401 صوتا لصالحها، مقابل 284 صوتا معارضا، وامتناع 15 عن التصويت وسبعة أصوات باطلة. وكانت هذه النتيجة بمثابة تفويض أقوى من انتخابها الأولي في عام 2019، مما يعكس الدعم الواسع النطاق عبر الجماعات السياسية الرئيسية.
مخاطبة القوى الديمقراطية
في خطابها أمام قاعة ستراسبورغ، ناشدت فون دير لاين القوى الديمقراطية، موضحة أولوياتها للفترة المقبلة. "لن أسمح أبدًا بأن يصبح الاستقطاب الشديد في مجتمعاتنا مقبولاً. وقالت: "لن أقبل أبدًا أن يدمر الديماجوجيون والمتطرفون أسلوب حياتنا الأوروبي"، مؤكدة استعدادها للتعاون مع جميع الجماعات الديمقراطية.
مكاسب اليمين المتطرف والسياق الدولي
أدت المكاسب الانتخابية الأخيرة التي حققتها الأحزاب اليمينية المتطرفة والخلفية الدولية المضطربة إلى تكثيف التركيز على قيادة فون دير لاين. إن تصويتها الأقوى لإعادة انتخابها يسلط الضوء على التزام البرلمان الأوروبي بالحفاظ على موقف ديمقراطي مؤيد لأوروبا.
دعم التحالف
حظيت إعادة انتخاب فون دير لاين بدعم حزب الشعب الأوروبي، والاشتراكيين والديمقراطيين، ومجموعة التجديد الوسطية. كما دعمها حزب الخضر، الذي عارضها في البداية في عام 2019، لمنع صعود اليمين المتطرف.
صرح تيري رينتكي، الزعيم المشارك لحزب الخضر، قائلاً: "بالنسبة لي، الأمر الحاسم هو أن الأغلبية التي تسود اليوم هي أغلبية الجماعات الديمقراطية المؤيدة لأوروبا في هذا المجلس لأننا بحاجة إلى منع اليمين المتطرف من الدخول في هذا المجلس".
الانقسامات بين المتشككين في أوروبا
انقسمت مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين المتشككين في أوروبا، والتي تضم حزب "إخوة إيطاليا" في إيطاليا وحزب "القانون والعدالة" في بولندا. وعلى الرغم من معارضة الأغلبية لها، فقد سمحوا بالتصويت الحر بين أعضائهم. وحث زعيم حزب الشعب الأوروبي مانفريد ويبر، على الرغم من علاقته المتوترة مع فون دير لاين، على الدعم، واضعًا التصويت على أنه دفاع عن الديمقراطية.
إعطاء الأولوية للتنافسية والازدهار
في كلمتها أمام قاعدة حزب الشعب الأوروبي، تعهدت فون دير لاين بتقليل الأعباء التنظيمية لتعزيز الشركات الصغيرة، مع التركيز على القدرة التنافسية والازدهار. كما التزمت بمواصلة مبادرات الاتحاد الأوروبي بشأن المناخ، ووعدت بإبرام "صفقة صناعية نظيفة" جديدة خلال أول 100 يوم لها لدفع الاستثمار في إزالة الكربون والتكنولوجيا الخضراء.
مبادرات الدفاع والإسكان
في انعكاس لرؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اقترحت فون دير لاين "اتحادا حقيقيا للدفاع"، بما في ذلك درع جوي أوروبي لحماية المجال الجوي المشترك. كما قدمت خططًا لإنشاء مفوض أوروبي مسؤول عن الإسكان و"خطة أوروبية للإسكان الميسر" لمعالجة الإيجارات المرتفعة وعدم القدرة على تحمل تكاليف السكن، مما يعالج أولوية رئيسية للاشتراكيين.
موقف قوي تجاه أوكرانيا
أكدت فون دير لاين مجددا دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، وانتقدت بشدة الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مؤخرا إلى موسكو. وقالت لأعضاء البرلمان الأوروبي، وقد حظيت بأعلى تصفيق في خطابها الذي استمر 50 دقيقة: "إن ما يسمى بمهمة السلام لم تكن سوى مهمة استرضاء".
معالجة التنمر الإلكتروني
في نداء عاطفي، تعهدت فون دير لاين باتخاذ الاتحاد الأوروبي إجراءات ضد التنمر عبر الإنترنت، وسلطت الضوء على تأثيره المدمر على الشباب. وقالت: "إن قلبي ينزف عندما أسمع عن شباب ينتحرون أو يؤذون أنفسهم بسبب وسائل التواصل الاجتماعي"، مؤكدة التزامها بالتصدي لهذه الآفة الحديثة.