في ظل الأزمة العالمية التي تعصف بكبرى شركات تصنيع السيارات في العالم، شكلت تايلاند في السنوات الأخيرة استثناء بكونها أصبحت أهم مركز لتجميع السيارات في جنوب شرق آسيا. ويعد قطاع إنتاج السيارات في هذا البلد واحدا من أهم عشر قطاعات في العالم متقدما على فرنسا مثلا. وفي عام 2012، حقق قطاع إنتاج السيارات قفزة بنسبة 70% مقارنة بالعام 2011، ووصل عدد السيارات المصنعة إلى 2.48 مليون سيارة، بحسب أرقام المنظمة الدولية لمصنعي السيارات ومقرها في باريس. ورغم الأزمة الاقتصادية، سجلت تايلاند في الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية أفضل مبيعات في تاريخ قطاع السيارات فيها. ويعود جزء كبير من هذه النمو إلى نقل اليابان جزءا من مصانعها إلى تايلاند، وكذلك فعلت مجموعة فورد الأمريكية. وفي الوقت الذي تشتد فيه حمى المنافسة للسيطرة على السوق، تستثمر شركات السيارات، خصوصا اليابانية، في المصانع الجديدة في تايلاند بهدف الوصول إلى السوق الداخلية التايلاندية وأسواق جنوب شرق آسيا. وتطمح شركة هوندا اليابانية إلى إنتاج 420 ألف سيارة سنويا في تايلاند بحلول العام 2015، مع افتتاح مصنع جديد في ضاحية بانكوك بلغت تكاليف إنشائه 644 مليون دولار. ويبدو أن الإقبال على العمل والصناعة يشكل نوعا من التعويض عما أصاب البلاد في العام 2011 حين أجبرت الفيضانات مؤسسات ومصانع عدة من بينها هوندا على الإقفال مؤقتا. وقال نائب مدير مصنع هوندا في تايلاند: "خلال الفيضانات، اضطررنا إلى الإقفال على مدى ستة أشهر، وتأجيل كل مشاريعنا"، وأضاف: "أما اليوم، فإن تايلاند تشكل أكبر قاعدة لإنتاج سيارات هوندا في المنطقة". والشهر الماضي، بدأت تويوتا بتشغيل مصنعها للتجميع في تايلاند، وقد بلغت تكاليف إنشائه 340 مليون دولار. ويقول مدير مصنع تويوتا في تايلاند: "لدينا ملء الثقة بأننا قادرون على تطوير صناعتنا في تايلاند، ويمكننا أن نغطي 35 إلى 40% من السوق المحلية هنا".