أكدت جامعة الدول العربية حرصها على مواصلة الجهود لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الآثار العربية، خاصة المسجد الاقصى الذي أصبح يتعرص كل يوم لكافة أشكال الاعتداء، وكذلك ما تتعرض له مدينة القدس المثابرة في وجه القوات المحتلة التي تسعى إلى محو هويتها تمهيدا لتهويدها ، بالاضافة إلى تصعيد هذه الممارسات بمحاولة ضم مدينة القدس العربية إلى تراثها الثقافي والتاريخي حيث تدعي ذلك في كافة الهيئات والمنظمات الثقافية الدولية. وشددت الجامعة ، في كلمة الأمانة العامة أمام أعمال المؤتمر الرابع عشر للاتحاد العام للآثاريين العرب،السبت، بمقر الجامعة، على ضرورة تضافر الجهود في مواجهة الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة ومحاولاتها تزييف تاريخ القدس، مؤكدة أن القدس العربية أرض فلسطينية عربية بثقافتها وتاريخها وحضارتها منذ الأزل. ولفتت الجامعة العربية في الكلمة التي ألقاها الوزير مفوض ممدوح موصلي، مدير الادارة الثقافية بالجامعة إلى أن الاعتداءات الاسرائيلية على المواقع التاريخية الفلسطينية لا تمثل الاعتداءات الوحيدة على التراث العربي ، مذكرة بالاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي اللبنانية في الأعوام الماضية وما خلفته من تدمير لمواقع تاريخية وتراثية في مختلف المدن اللبنانية . وأضاف موصلى أما في العراق فقد تركت المتاحف والمواقع التاريخية دون أي حماية من الجيش المحتل الذي ادار وجهه نحو حماية المنشآت النفطية وهكذا يصير النفط أثمن من التراث والحضارة الانسانية لدى الادارة المحتلة. ولفت إلى أن الجولان المحتلة لم تسلم كذلك من أيدي التخريب الاسرائيلية منذ احتلالها عام 1967 وحتى الآن، حيث دمرت اسرائيل وجرفت أكثر من 200 موقع أثري سوري. ودعت الجامعة، المشاركين في المؤتمر إلى ضرورة التركيز على مناقشة تأثير الاعتداءات العسكرية المسلحة في المناطق ذات النزاع على التراث الثقافي والتاريخي وكذلك على المواقع الأثرية في الوطن العربي وكيفية التصدي لها ، وكذلك مناقشة سبل حماية المتاحف والمكتبات والمواقع التاريخية والسياحية العربية في ظل ما يمكن ان تتعرض له من أعمال سلب ونهب في حالات التظاهرات أو الاعتصامات. من جانبه ، أكد د. محمد الكحلاوي أمين عام الاتحاد العام للآثاريين العرب أهمية هذا المؤتمر، حيث يناقش قضية رئيسية تتمثل في حماية المواقع الآثرية في البلدان العربية من جراء الاعتداءات والحروب والصراعات، وخاصة الأحداث المؤسفة التي شهدتها المواقع الاثرية الليبية. وأشار إلى أن المؤتمر يحاول من خلال الأوراق المقدمة إلقاء الضوء على المواقع الأثرية المتضررة بالجماهيرية الليبية نتيجة القصف الجوي لحلف الناتو. وبدوره، أكد د. رائف يوسف نجم وزير الاوقاف والمقدسات الإسلامية الأسبق بالأردن أهمية الموضوعات المطروحة أمام المؤتمر، موضحا دور علم الاثار الحديث في تفنيد الاباطيل والمزاعم الصهيونية في القدس. وأشار إلى أن الصهيونية العالمية حاولت اثبات الحق اليهودي المزعوم والزائف حول القدس باستعمال التاريخ و القانون الدولي والمحافل الدولية ولم تفلح وصدرت جميع القرارات الدولية بإدانة هذا الكيان، ، لذلك لجأت إلى علم الاثار لعله يخدم مآربها المزورة ، غير أن النتيجة كانت مخيبة للآمال الصهيونية ومن قبل علماء الآثار من اليهود أنفسهم .