كم تدفع أجهزة الأمن لمن يرشد عن مكان عصام العريان، وعاصم عبدالماجد؟.. ما هى المكافأة فى حال سقوط أحدهما أو كليهما؟.. ماذا تفعل الأجهزة، إذا علمت أنه عند أطراف أصابعها؟.. الأجهزة لم تستخدم كل الوسائل المتاحة حتى الآن.. ربما يبقى «عصام» و«عاصم» هاربين.. ربما لا يقع أيهما فى قبضة الشرطة؟.. أنا أدلكم عليه.. أعرف مكانه فعلاً.. «العريان» لن «يتظفلط» هذه المرة! غير معقووول أن «العريان» جن مصور.. غير صحيح أن قدرته على الاختباء أكبر من قدرة المخابرات وأمن الدولة على البحث والتحرى.. الحكاية لا تتعلق بأنه «عريان» وأن الإمساك به صعب.. ربما تكون هناك حكمة فى تركه.. الرسائل المصورة التى يرسلها ل«الجزيرة» مفيدة للأجهزة.. لكنها بالتأكيد تريد أن تضبطه.. قلت إننى أعرف مكانه، وربما مكان عبدالماجد وطارق الزمر! فى رحلة تساؤلاتى عن مكان «العريان».. لماذا لم تضبطه أجهزة الأمن؟.. كيف طالت المدة إلى هذا الحد؟.. هل لديه قدرة أسطورية على الاختباء؟.. هل غادر الحضر إلى الجبل، كما فعل عبدالماجد؟.. فجأة دعانى صديق على رحلة داخل الجبل.. يسمونها رحلة سفارى.. ركبنا سيارة خاصة بالجبل.. دخلنا فى موكب مهيب.. لم نصادف قطة.. تربط القرد يقطع.. يمكن أن يعيش الهارب سنوات! استرجعت مسلسل ذئاب الجبل.. دراما حقيقية نعيشها على أرض الواقع.. مشايخ عرب يقودون الرحلة.. صديقنا الشيخ سليم راح يحكى عن الأجداد.. يحكى عن كل شجرة قابلناها.. يقف مشدوهاً أمام الشجر والحجر والقمر.. عاشق للجبل بمعنى الكلمة.. بعد نحو ساعة توقف الركب، أمام استراحة الملك فاروق، فى وادى وجبل الرشراش.. تندهش كيف اختار الملك هذا المكان فى حضن الجبل؟! سألت الشيخ سليم: هل ممكن أن يكون «العريان» هنا؟.. قال: لأ طبعاً.. لا يستطيع أحد أن يأتى هنا دون علمنا.. هل ممكن أن يكون فى أى جبل آخر؟.. قال ممكن.. هل أجهزة الأمن تأتى إلى أماكن جبلية؟.. أجاب بالنفى.. ثم راح يقول: القبائل العربية تستطيع أن تساعد الأجهزة فى فرض الاستقرار.. الأجهزة لا تريد.. سألته: لماذا؟.. قال لأنها تهمشنا.. الغريب أنها تريدنا أن نكون «مرشدين»! الأمن لا يريد أن يعترف بنا فى مناطقنا.. هكذا يشرح الشيخ سليم.. الأمن لا يدرى الفرق بين أن نكون «شركاء»، وأن نكون «مرشدين».. شركاء يعنى مسؤولين.. لنا دور وطنى.. مرشدون يعنى نشعر بالإهانة.. ولا نقبل أن يهين أحد كرامتنا.. كلام الشيخ سليم منطقى ومحترم.. مشايخ القبائل لا يبلغون عن أحد، لكن يمنعون وجوده أصلاً.. رجال المباحث ينبغى أن يطوروا أداءهم الآن! هروب «العريان» قد يطول، إذا كان فى الجبل.. هروب «عبدالماجد» قد يمتد أكثر.. ليس لأنهما يلبسان طاقية الإخفاء.. أبداً.. قد يندسون فى جبال تورا بورا، على طريقة زعيم الإرهاب بن لادن.. «العريان» يواصل رسائله المصورة.. يستقوى بالخارج ويطالب أوروبا بالتدخل.. سينضم إليه آخرون من ذئاب الجبل.. لا أحد سوف يصل إليهم إلا الطيران.. مع أن القبائل «الوطنية» فى يدها الحل! هناك ألف طريقة لتهريب «العريان».. هناك جبال وعرة لا يدخلها الأمن.. هناك إمكانية للاختفاء.. هناك يمكن التصوير داخل الجبال، ثم إرسال الشرائط إلى «الجزيرة».. حدث ذلك مع «بن لادن» من قبل، ويحدث الآن مع «العريان».. فقط يمكنكم أن تعطوا الثقة للقبائل «الوطنية».. هنا وفى سيناء أيضاً! نقلا عن المصرى اليوم