أكد رئيس جمعية مصارف لبنان فرنسوا باسيل أن القطاع المصرفي اللبناني يتمتع بتاريخ طويل من الإنجازات المستندة الى استقطاب قاعدة من الرأسمال والودائع الآتية ليس فقط من العملاء اللبنانيين المقيمين وغير المقيمين أفرادا ومؤسسات وإنما أيضا من بلدان أخرى في الشرق الأوسط والعالم. وقال خلال اجتماعه اليوم بسفير الولاياتالمتحدة الجديد في لبنان ديفيد هيل بحضور اعضاء جمعية المصارف ان رأسمال المصارف الأهم هو سمعتها ولذا نعتبر أنه من الأهمية بمكان أن نحافظ على سمعتنا الجيدة إقليميا ودوليا عبر التزام أعلى معايير التحقق والإدارة الرشيدة في القطاع المالي. ولفت إلى ان إدارات المصارف اللبنانية متشددة للغاية في تطبيق المبادىء والعقوبات الأمريكية الموضوعة لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وتقوم جمعية مصارف لبنان بالتنسيق الوثيق مع وزارة الخزانة الأميركية ومع غيرها من الوكالات المختصة مثل مكتب مراقبة الأصول الخارجية وجهاز مكافحة الجرائم المالية. وذكر ان الجمعية تعمل بالتعاون مع إحدى شركات التدقيق الدولية على إعداد كتيب عن سياسات وإجراءات مكافحة غسيل الأموال وقانون الإمتثال الضريبي الأميركي (فاتكا) وسوف يوضع هذا الكتيب في وقت قريب جدا بتصرف جميع المصارف العاملة في لبنان لتمكينها من التأقلم التام مع النظم الأمريكية الجديدة. ونبه الى ان سلطات لبنان النقدية والرقابية المتمثلة بحاكمية مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف متشددة جدا في التأكد من التزام المصارف اللبنانية المعايير الدولية للصناعة المصرفية وقد درجت على ممارسة أقسى آليات الرقابة على القطاع برمته. وذكر بأن لبنان والمنطقة يمران حاليا بأوقات عصيبة وقد تركت التطورات السياسية والأمنية في الأشهر الثلاثين الماضية أثرا سلبيا على عمليات المصارف في لبنان ودول الجوار غير أن القطاع المصرفي اللبناني الذي تعرض لفترات من الإضطراب في تاريخه الحديث أثبت مناعته بخروجه قويا معافى من الحروب والقلاقل السابقة وما زالت المصارف اللبنانية تسجل معدلات نمو سليمة ومعدلات ربحية جيدة وهي تتمتع بنسب عالية من الملاءة تتجاوز المتطلبات والمعايير الوطنية والدولية. وأوضح ان المصارف اعتمدت على الدوام استراتيجية محافظة جدا بالحفاظ على مستويات عالية من السيولة وباتباع سياسات اقراض حذرة أفضت الى مستوى متدن من الديون غير المنتجة. وأكد تطلع المصارف اللبنانية الى حوار صريح وبناء مع الادارة الامريكية بهدف تمتين الروابط بين القطاع المصرفي اللبناني والولاياتالمتحدة على نحو يخدم المصالح المشتركة للبلدين.