ذكرت صحيفة "الأهرام" أن الأكاذيب والافتراءات الإسرائيلية بشأن المزاعم حول منع مصر المساعدات عن قطاع غزة، كما ورد في أقوال أحد ممثليها أمام محكمة العدل الدولية، تعكس المأزق الكبير الذي تعيشه حكومة الحرب الإسرائيلية الحالية بعد فشلها في تحقيق أهداف حربها على غزة التي تجاوزت المائة يوم، وتستهدف تضليل الرأي العام وصرف الانتباه عن مسئوليتها المباشرة عن الجرائم التي ارتكبتها في قطاع غزة، وهي بالطبع ادعاءات وأكاذيب تثير السخرية وتتنافى تماما مع الواقع خلال الشهور الماضية. وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الإثنين/ بعنوان "مصر الداعم الأكبر للفلسطينيين رغم الأكاذيب الإسرائيلية"- أنه منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة سعت الحكومة الإسرائيلية إلى تبني إستراتيجية الجحيم وتحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة، وذلك عبر القصف الشامل والتدمير الكامل لكل مباني القطاع، والحصار التام ومنع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء والوقود، واستهداف المستشفيات والمدارس ومقار وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، واستهداف سيارات الإسعاف، في إطار استخدام سلاح الجوع ضد الفلسطينيين لتنفيذ مخطط التهجير القسري، ولذلك أعاقت دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، شريان الحياة الوحيد إلى القطاع، عبر قصف المعبر من جهة غزة مرات عديدة وقصف الطرق المؤدية إليه، وكذلك استهداف الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية والإصرار على تفتيش الشاحنات وتعطيلها، كما رفضت إدخال الوقود، وهي جرائم حرب تنتهك القانون الإنساني وتستوجب محاكمة مرتكبيها. وأشارت الصحيفة إلى أنه في المقابل مهدت مصر طريقا للإنسانية، حيث سعت منذ اليوم الأول للعدوان إلى تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين في غزة عبر إدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى القطاع، رغم التعنت والعقبات الإسرائيلية، وسخرت مطار وميناء العريش لاستقبال المساعدات الإنسانية الدولية، كما أن مصر قدمت أكثر من 80% من المساعدات التي دخلت قطاع غزة، وفرضت مصر منطقها عندما رفضت دخول الأجانب مزدوجي الجنسية إلا بعد دخول المساعدات لقطاع غزة، كما عملت مصر على حشد الدعم الدولي لمساعدة الفلسطينيين وتوضيح حقيقة الوضع على الأرض عبر الدبلوماسية والإعلام المصري، وأن ما تقوم به إسرائيل يتجاوز مبدأ الدفاع عن النفس إلى سياسة العقاب الجماعي وحرمان الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة التي يكفلها القانون الدولي ويلزمها على سلطة الاحتلال، كما زار العديد من الشخصيات الدولية معبر رفح مثل أمين عام الأممالمتحدة أنطونيو جوتيريش والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان وغيرهم للاحتجاج على التعنت الإسرائيلي ورفض دخول المساعدات إلى غزة. وقالت صحيفة "الأهرام" إنه لذلك ستظل مصر هي الداعم الأكبر للفلسطينيين رغم الأكاذيب والافتراءات الإسرائيلية التي لن تنطلي على أحد.