أكد وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس اليوم، الخميس ان بلاده ستواصل إيصال رسالة إلى مصر مفادها انه لن توجد نتائج إيجابية على المدى الطويل بدون إحترام سيادة القانون، وعملية شاملة، وحماية جميع الأقليات. جاء ذلك فى الكلمة التى القاها وزير الخارجية الفرنسية مساء اليوم فى ختام أعمال المؤتمر السنوى للسفراء الفرنسيين والذى عقد على مدى ثلاثة أيام بباريس. وأضاف فابيوس انه وفي الأزمة "التي مزقت" مصر، البلد الصديق لفرنسا ، سعينا جاهدين للعمل لصالح "طريق سلمى وديمقراطي". وفيما يتعلق بإيران..شدد فابيوس على أن فرنسا ستواصل الضغط على طهران بشأن برنامجها النووى..مشيرا إلى انه وإن كان انتخاب رئيس جديد للبلاد يعبر عن الأمل في التغيير بالنسبة لبعض الإيرانيين، إلا أن السلطة التنفيذية الايرانية لم تقم بعد بأفعال ملموسة. وفى سياق آخر..أكد وزير الخارجية الفرنسى أن بلاد تؤيد جهود الولاياتالمتحدة في عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية..مشددا على إستعداد باريس للمساهمة فى جهود دفع المفاوضات. واستعرض رئيس الدبلوماسية الفرنسية التحديات الحالية ومن بينها "الحركات الديمقراطية" التى تعكس "التوق للحرية والكرامة والتغيير"..مشيرا إلى أنه بالنسبة للثورات العربية، فإن الوضع يبدو غالبا مأساويا، حيث أثبتت "الثورات" انها لايمكن أن تنجح "إذا ما أرادات "السلطات بها" أن تقوم بأسلمة المجتمع بالقوة، إذا رفضت وجود حكومة شاملة ، أو إذا لم تعمل على معالجة المشكلات الاقتصادية". وأعتبر فابيوس أن المساهمة "مساهمة بلاده" في نجاح التحول الديمقراطي تشكل تحديا كبيرا وصعبا..مشيرا إلى انه ومن أجل تفادى إستبدال تلك السلطات "بالديكتاتورية العسكرية أو الديكتاتورية الدينية"، فإنه لابد من التأكيد على الطابع الأساسي للعملية السياسية المدنية، والبحث عن حكومة شاملة، مع ترسيخ مبادىء احترام حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والفصل بين المجال العام والمجال الخاص "وسيكون هذا هو موقف فرنسا" فيما يتعلق بالدول التى تشهد تحولات ديمقراطية. واستعرض وزير الخارجية الفرنسى الخطوط العريضة للسياسة الخارجية لبلاده خلال المرحلة القادمة لاسيما فيما يتعلق بالسلام والتعددية والديمقراطية فى العالم بأسره خاصة فى الشرق الأوسط وإفريقيا. وقال أن فرنسا تحظى باحترام، ويستمع لها لإنها أمة مسئولة تستطيع التدخل من أجل خدمة السلام والأمن كما كان الحال فى مالى..مشددا على أن باريس ستواصل القيام بهذ الدور من أجل تحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب وتهريب المخدرات" حيثما تستطيع" ذلك. وجدد فابيوس إلتزام بلاده بمساعدة البلدان الافريقية من أجل تحقيق الأمن فى القارة "وهذا هو الهدف من القمة الافريقية-الفرنسية المقررة فى ديسمبر القادم بباريس". وفيما يتعلق بالشرق الأوسط..قال رئيس الدبلوماسية الفرنسية "علينا أن نواصل جهودنا من أجل التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مع العمل على تجنب خطر الانتشار النووي". واضاف انه "فى مصر، والعراق، وليبيا، وهى سياقات مختلفة جدا، لابد لفرنسا لأن تدعم تلك البلدان من أجل تحقيق الاستقرار بالمنطقة".