أثنى وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس على الجهود التى تقوم بها مصر للتوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة. وقال فابيوس فى لقاء مساء أمس الثلاثاء، مع الصحفيين الأجانب نظمته جمعية الصحفيين الأجانب بباريس، إن الجانب المصرى يقوم بدور "هام للغاية ويجب أن نثنى عليه" فى إشارة إلى الجهود التى تبذلها مصر لإحتواء الموقف المتدهور فى قطاع غزة حاليا.
أضاف رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن باريس تحشد جهودها أيضًا لتسهيل التوصل إلى وقف لإطلاق النار "عاجل ودائم"..مشيرًا إلى الزيارة التى قام بها إلى كل من تل أبيب والقدس ورام الله الأحد الماضي، حيث استمع إلى الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
وشدد فابيوس على أن "الحرب ليست الحل"..مضيفًا أن بلاده تواصل مساعيها لوضع نهاية للوضع المتدهور.
وقال إنه يجرى اتصالات فى هذا الشأن مع عدد كبير من نظرائه على المستوى الدولى وكان آخرها مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي الوضع بانه "خطير للغاية" حيث قتل ما يقرب من 100 شخص فى الجانب الفلسطينى كما تستهدف الصواريخ أيضا الجانب الاسرائيلى.
وشدد فابيوس على أن وقف إطلاق النار بين الجانبين يجب أن يتم "بشكل شامل" فى إشارة إلى أن يضم حركة حماس والفصائل الأخرى فى قطاع غزة.
وفيما يتعلق بموقف فرنسا من التحرك الفلسطينى لطلب الحصول على وضع "دولة غير عضو" فى منظمة الأممالمتحدة..أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن موقف باريس يقوم على ضرورة إقامة السلام.
وأشار فابيوس إلى أن بلاده تصر على حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم وفى الوقت نفسه على حق إسرائيل فى أن تنعم بالأمن..موضحا أن تقديم الطلب الفلسطينى للأمم المتحدة وطرحه للتصويت قد يكون له تداعيات لاسيما مع إقتراب الانتخابات الاسرائيلية.
وأضاف أن بلاده ترى أن التوقيت "ليس الأفضل" لطرح الطلب الفلسطينى"..مشيرا إلى انه ناقش الأحد الماضى خلال زيارته إلى رام الله هذا الموضوع مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن باريس لم تحدد موقفها بعد إزاء الطلب الفلسطينى لرفع العضوية فى الأممالمتحدة كما لا تعرف فرنسا أيضا موقف شركائها الأوروبيين..مضيفا "أمامنا عدة أيام..سنقوم بقراءة النص الفلسطينى وتحليله ثم مناقشة البلدان الأوروبية..وبعد ذلك سنعلن موقفنا".
وبالنسبة للأزمة السورية الجارية..إستعرض فابيوس الجهود التى تقوم بها باريس لدعم المعارضة السورية..مشيرا إلى إعلان باريس الإعتراف بالائتلاف الوطنى السورى الجديد وإستقبال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند السبت الماضى لرئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي تشكيل الائتلاف الوطنى السورى المعارض الأسبوع الماضى بالدوحة بانه حدث هام طالما طالبت به باريس إذ يمثل الائتلاف المنتخب وبشكل واسع المعارضة السورية..موضحا ان رحيل الرئيس السورى بشار الأسد ضرورة وكان من الأهمية بمكان بحث من سيتولى شئون البلاد فى مرحلة ما بعد إسقاط نظام دمشق لتفادى "الفراغ" (السياسي) ومنع تكرار سيناريو العراق.
وأضاف فابيوس أن خارطة الطريق بالنسبة للإئتلاف السورى المعارض تتضمن عدة عناصر لاسيما البعد الانساني حيث سيتم تسليم المساعدات الانسانية للشعب السورى الذى يعانى من نقص فى المواد الغذائية والمياة والأدوية عن طريق الائتلاف..مشيرا إلى أن الائتلاف الوطنى السورى سيعمل أيضا على تشكيل حكومة تكنوقراط تمثل كافة طوائف الشعب السورى فضلا عن تشكيل قيادة عسكرية موحدة.
وبخصوص تسليح المعارضة السورية على ضوء الدعوة التى أطلقها الائتلاف السورى المعارض الجديد..أكد وزير الخارجية الفرنسية أن فرنسا مرتبطة وتلتزم بالحظر الأوروبى على الأسلحة "ولكن فى الوقت نفسه هناك دول (غير أوروبية) تقدم الأسلحة للنظام السورى" وهناك أيضا المناطق السورية المحررة التى يتعين تأمينها.
وأشار فابيوس إلى الاتصالات التى تجريها باريس على الصعيد السياسي فيما يتعلق بالأزمة السورية خاصة مع المبعوث الدولى المشترك الأخضر الإبراهيمى..مستعرضا فى الوقت نفسه إتصالاته وإجتماعاته مع نظيره الروسى سيرجى لافروف فى محاولة لإيجاد مخرج للأزمة.
وحذر وزير الخارجية الفرنسي من تداعيات إستمرار الوضع فى سوريا على ما هو عليه على المنطقة بأسرها بخلاف الإرتفاع الكبير فى أعداد القتلى والمصابين والنازحين.
وبالنسبة للأزمة النووية الإيرانية..أكد أن الدبلوماسية الفرنسية تقوم بدور فى هذا الإطار وتواصل محادثاتها مع الجانب الإيرانى بشأن برنامجه النووى فى إطار مجموعة (5+1)..مشيرا إلى أن باريس ترتبط بعلاقات صداقة مع الشعب الإيرانى ولكنها تؤكد فى الوقت نفسه انه يتعين على قادة طهران أن يتفهموا أن المجتمع الدولى لن يسمح بإمتلاك إيران للطاقة النووية (غير السلمية).
واعتبر رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن "إيران حاضرة فى العديد من الصراعات وتقوم فى بعض الأوقات بتغذيتها"..مشيرا إلى انه لا يخفى على أحد أن طهران تزود نظام بشار الأسد بالأسلحة..كما أن هناك طائرات بدون طيار تحلق فوق إسرائيل وأيضا الصواريخ بعيدة المدى هى من صنع إيران "هذا فضلا عن برنامجها النووى" المثير للجدل.
وكرر فابيوس "فى العموم فإن إيران تسهم فى تفاقم الصراعات" فى المنطقة.وبالنسبة للوضع فى مالى..قال وزير الخارجية الفرنسي أن وجود الجماعات الإرهابية التى تسيطر على شمالى البلاد يهدد مالى والدول المجاورة وكذلك إفريقيا بأسرها ويمتد التهديد أيضا إلى أوروبا..مشيرا إلى أن بلاده لا تعتزم التدخل فى شمال مالى ولكنها تؤكد دعمها للافارقة من أجل الوصول إلى حل للأزمة الجارية.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع فى الكونغو الديمقراطية..أكد فابيوس انه لابد من "مراجعة" مهمة بعثة الأممالمتحدة لإرساء الاستقرار بالكونغو..مشددا على ضرورة وقف العمليات الجارية على ضوء سيطرة متمردى مجموعة "أم 23" على مدينة جوما بشرقى البلاد.