ذكرت صحيفة "الأهرام" أن قمة القاهرة للسلام شكلت أهمية كبيرة من حيث الدلالات والمخرجات، فمن حيث الدلالات عكست الدور المحوري لمصر في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني كأحد ثوابت السياسة الخارجية المصرية، خاصة في ظل ما يواجهه من عدوان شامل غير مسبوق من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أخذت مصر زمام المبادرة لبناء توافق إقليمي دولي، عكسه هذا الحضور الكبير من الدول والمنظمات الدولية، من أجل وقف الحرب ومواجهة تيار التصعيد وتعزيز تيار الحكمة والعقلانية والاعتدال. وأوضحت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الإثنين، بعنوان "مخرجات مهمة لقمة القاهرة للسلام" - أنه من حيث المخرجات فقد استهدفت قمة القاهرة تحقيق 3 أهداف رئيسية على 3 مسارات: أولها: المسار الإنساني والعمل على تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في ظل المأساة الإنسانية التي يعيشها مع استهداف القوات الإسرائيلية للبنى التحتية من مدارس ومستشفيات ومساكن وغيرها ومنع مقومات الحياة عنه من كهرباء ومياه نظيفة وغذاء ودواء، في انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية والأعراف القانونية والأخلاقية، وكانت من ثمار الجهود المصرية هو البدء في إدخال المساعدات المصرية الإنسانية عبر معبر رفح مع انطلاق قمة القاهرة، رغم التحديات والعقبات التي يضعها الجانب الإسرائيلي. ثانيها: المسار الأمني والعسكري حيث سعت القاهرة لبناء جبهة دولية وإقليمية للعمل من أجل وقف التصعيد والحرب الحالية ومنع اتساعها لتتحول لحرب إقليمية ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة وستفاقم من حالة عدم الاستقرار وتعيق تحقيق التنمية والازدهار في المنطقة، وقد بدت المواقف الدولية متقاربة مع الموقف المصري في أهمية بذل الجهود لمنع تحول الحرب في غزة إلى حرب إقليمية بسبب العدوان الإسرائيلي الذي تجاوز مبدأ الدفاع عن النفس إلى سياسة العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني. مخرجات ورسائل قمة القاهرة ثالثها: المسار السياسي، حيث كان من أبرز مخرجات ورسائل قمة القاهرة هو ضرورة حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من جذوره وإزالة مسبباته المتمثلة في استمرار الاحتلال وغياب أفق التسوية السياسية وهو ما غذى بيئة الصراع وأدى إلى هذا الانفجار الذي تكرر كثيرا في السابق وسيتكرر في المستقبل، وهو ما يدفع ثمنه الأبرياء والمدنيون العزل، ولذلك برزت أهمية التحرك الإقليمي والدولي للعمل على العودة إلى المفاوضات وتحقيق السلام العادل والشامل عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود 1967 في إطار حل الدولتين، وهذا هو السبيل الوحيد فقط لتحقيق الأمن للجميع والاستقرار ومنع اندلاع هذه المواجهات الدموية والخروج من دوامة العنف المستعرة منذ عقود.