ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي حاليا قطعت بالفعل جميع خطوط الاتصالات بين حركة حماس وأهم دولتين تؤيداها ، وهما إيران وسوريا. وقالت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - "إن انهيار جماعة الإخوان المسلمين في مصر بواسطة الحكومة الجديدة التي يدعمها الجيش بعد عزل الرئيس المنتمي للجماعة محمد مرسي ، أفقد حماس الدعم الاقتصادي والدبلوماسي الحاسم الذي كانت تتلقاه من القاهرة". وأفادت بأن وزراء حكومة حماس، التي تدير قطاع غزة، يعكفون يوميا على عقد الاجتماعات لمناقشة الوضع الاقتصادي المتردي، والذي تسبب في عجز قيمته 250 مليون دولار، وذلك منذ أن دمرت مصر المئات من أنفاق التهريب التي تربطها بغزة. وأضافت الصحيفة "أنه نتيجة لذلك، فكر قادة حماس في اللجوء لحركة (فتح) المنافسة لها لمساعدتها علي إبقاء الحدود المصرية مفتوحة، وهي الفكرة التي كان من الصعوبة للغاية تنفيذها في الماضي" ، وفق ما ذكرت الصحيفة. واعتبرت الصحيفة أن هذه الضغوط المتنامية التي تتعرض لها حماس خلال الفترات الراهنة قد يتمخض عنها تداعيات أكبر من المساحة التي تبسط نفوذها عليها، حيث أنها قد تصب في صالح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وفصيلته السياسية حركة (فتح) التي تسيطر علي الضفة الغربيةالمحتلة خاصة وأن هذه التطورات تأتي في ضوء استئناف المحادثات مع إسرائيل برعاية واشنطن. وتعليقا على الموضوع، نقلت الصحيفة عن الباحث السياسي أكرم عطالله قوله:" إن حركة حماس أشبه حاليا بالطفل اليتيم؛ فهي كانت تحلم في الماضي بأن يستولى الإسلاميون في العالم العربي على السلطة لكنها استفاقت عقب ذلك على حقيقة قضت على هذه الأحلام". وأردفت الصحيفة الأمريكية تقول "إن ثورات الربيع العربي ألقت في بدايتها بنتائج إيجابية على حماس؛ فهي أسقطت نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي لم يكن يشعر بالود ولا بالثقة تجاه الحركة، كما أنها عززت إيران وسوريا اللتين تمدان الحركة بالأسلحة والأموال". وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى قيام السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح الحدودي لعدة أيام عقب الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة العشرات من الجنود المصري، الأمر الذي زاد من عزلة حماس خاصة بعدما ترددت أقوال عن أمير قطر الجديد تفيد بأنه لن يدعم حركة حماس بالشكل الذي سار عليه والده وأسلافه. ومضت (نيويورك تايمز) في سرد أسباب زيادة عزلة حماس ، مشيرة إلى أن المجلس الثوري لحركة (فتح) يدرس الإعلان عن أن قطاع غزة بات "مأوى للمتمردين"، وذلك في اجتماع للقيادة الفلسطينية تم بحضور الرئيس عباس الأمر الذي سيساهم في حال تنفيذه، في تضييق الخناق علي (حماس) عن طريق تقليص التمويل الذي تمنحه السلطة الفلسطينية للقطاع.