وصف عدد من الصحف الأمريكية والبريطانية فى تقارير أمس، قرار الرئيس حسنى مبارك بفتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى، بأنه «رضوخ» أمام غضب الرأى العام من حصار غزة، خاصة فى أعقاب الغارة الإسرائيلية على أسطول «الحرية». وقالت صحيفة «كريستيان سيانس مونتور» الأمريكية، إن قرار الرئيس مبارك أعقب الغارة الإسرائيلية وما أثارته من غضب عالمى، خاصة فى مصر، التى لا يرحب شعبها بتوقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية عام 1979، فضلا عن غضبه من مساهمة حكومته فى زيادة الأعباء على سكان غزة. وأرجعت الصحيفة الأمريكية موقف مصر من غزة إلى سيطرة حركة «حماس» على القطاع منذ الانتخابات الفلسطينية، على اعتبار أن الحركة لها صلات وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين، أقوى حركات المعارضة فى مصر، موضحة أن نظام مبارك يخشى نجاح جماعة الإخوان فى الوصول إلى الحكم، بناء على رغبة المواطنين، بما يجعل عزل القطاع اقتصاديا مفيدا لمصالح القاهرة. واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن صورة تركيا كحارس لحقوق الفلسطينيين مع صورة الجنود الإسرائيليين الذين يطلقون النار على المدنيين العزل، قوضت مصداقية العواصم العربية المتحالفة مع الغرب، ووضعت كلاً من مصر والأردن والسعودية فى موقف دفاعى أمام تركيا المتحالفة مع إيران وسوريا وقطر، الذين اكتسبوا مصداقيتهم من دعمهم لحركة حماس. وأوضحت الصحيفة فى تقرير أعده «مايكل سلاكمان» أن مصر شعرت بالإحراج الشديد من الهجوم الإسرائيلى على أسطول الحرية، خاصة أنها تقاوم انتقادات إبقائها حدودها مغلقة مع القطاع منذ العدوان الإسرائيلى على غزة عام 2008، بقولها إن فتح الحدود من شأنه تقويض أمنها لأنها لا ترغب فى إحكام سيطرة حماس على حدودها خشية انتشار أيديولوجية الحركة الإسلامية عبر الحدود. وذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية، أن فتح معبر رفح الذى يعد شريان الحياة لقطاع غزة يشكل معضلة لمصر، قائلة إن الرئيس مبارك واقع فى شرك الاختيار بين التضامن العربى والمصالح مع إسرائيل. وقالت الصحيفة فى تقرير أعده «جاك شينكر»، إن مبارك بقراره فتح المعبر يحاول تهدئة الغضب الشعبى المتزايد تجاه تصرفات إسرائيل، إلا أنه أيضا يرغب فى الحفاظ على علاقته الوثيقة بالدولة اليهودية على الجانب الآخر، لأن هذه الصداقة تفتح أمامه 2 مليار دولار من المساعدات الأمريكية سنويا، التى يعتقد الكثير من المحللين أنه يعتمد عليها لإبقاء نظامه الذى لا يحظى بشعبية المصريين. من جهتها، رأت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، أن مصر وإسرائيل فرضتا الحصار على القطاع عقب سيطرة حركة «حماس» عليه عام 2007، مرجعة السبب إلى اعتبار مصر رسالة الحركة من شأنها تعزيز المتطرفين المسلمين فى مصر، فى حين أن إسرائيل تنظر إليها على أنها منظمة إرهابية تطلق آلاف الصواريخ على المستوطنات وتنفذ هجمات إرهابية. وأضافت الوكالة أنه يتم منع دخول الأسلحة والمتفجرات والأسمنت والحديد والصلب والأسمدة إلى القطاع، فضلا عن الناس والصادرات، خاصة أن مصر لا تفتح المعبر الحدودى إلا بشكل متقطع لا يزيد على ثلاثة أو أربعة أيام كل ستة أسابيع، وهو ما دفع سكان غزة إلى الاعتماد على نظام الأنفاق لتهريب السلع والوقود بين الحدود المصرية والقطاع.