ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن قرار مصر بفتح معبر رفح بعد الغارة المميتة التى شنتها إسرائيل على "قافلة الحرية" فجر يوم الاثنين، المنصرم المحملة بالإمدادات الإنسانية المتوجهة إلى غزة، أوضح مدى صعوبة موقف القاهرة فى التعامل مع العلاقة "غير المريحة" التى تجمعها بقطاع غزة الساحلى. ويعرف أن الحكومة المصرية برئاسة حسنى مبارك تغلق المعبر باستمرار وتفتحه لعدة أيام كل شهر فى محاولة لإضعاف الجماعة المسلحة حماس والتى يخضع لسلطتها القطاع، الأمر الذى استقطب انتقاد العالم العربى الذى رأى هذه السياسة رضوخا للمصالح الأمريكية والإسرائيلية على حساب مواطنى غزة المعذبون. ولكن على ما يبدو غيرت عملية الهجوم على أسطول النشطاء المعايير، وأجبرت مصر على إظهار استعدادها لرفض الحصار الإسرائيلى، وأعلنت الحكومة أن الرئيس مبارك أمر بفتح المعبر لدخول المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة. ويقول عماد جاد، وهو محلل سياسى فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، إن "الحكومة المصرية تقع تحت وطأة ضغط مهولة، خاصة أن الكثير من المصريين يلومونها لأنهم يرون أنها لعبت دورا كبيرا وسمحت بفرض الحصار على غزة، وما حدث سيستنفذ جميع مبررات الحكومة السياسية بشأن أسباب استمرار الحصار السياسية". ورأت لوس أنجلوس تايمز فى تقريرها الذى أعده جيفرى فليشمان أن فتح المعبر يعتبر أحد أهم الخيارات القليلة التى يمتلكها العالم العربى ضد ما تراه التعنت الإسرائيلى للعمل على إحلال سلام الشرق الأوسط. وكما هو الحال دائما، أعربت العواصم العربية عن غضبها حيال الغارة الإسرائيلية، ونزل آلاف المسلمين إلى الشوارع للتظاهر، ولكن الضغط من خارج المنطقة، سواء من أوروبا أو من تركيا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية هو الأقرب إلى تغيير السلوك الإسرائيلى. "لا أعتقد أن رد فعل عربى مبالغ فيه سيكون له أى تأثير يذكر" حسبما تقول المحللة السياسية الأردنية راندا حبيب، "والعالم العربى ينبغى أن يترك الدول الكبرى ذات التأثير الأكبر على إسرائيل أن تعالج هذا الموقف، وبين هذه الدول تركيا، وبالفعل أصبح رئيس الوزراء التركى، أحمد طيب أردوجان بطلا فى العالم العربى". وقالت الصحيفة إن السؤال الملح الآن يكمن فى ما الذى ستفعله مصر فى رفح، فمد وقت فتح المعبر سيلقى استحسان العرب، ولكنه فى الوقت عينه سيستقطب غضب إسرائيل ويزيد من قلق القاهرة حيال تسلل المسلحين والمتشددين المتعاطفين مع حماس إلى مصر. وحكومة مبارك لطالما اعتقدت أن فتح المعبر سيعزز من تشدد حماس وسيقوض الأمن المصرى. ويقول من جانبه ضياء رشوان، المحلل السياسى إن "فتح المعبر دون سقف زمنى محدد لن يكن أمرا سهلا، فالقوى الغربية، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبى، ستطلب من مصر إغلاق المعبر حتى تتجنب أى مشكلات سياسية مع إسرائيل".