من داخل مقر السفارة البريطانية بمصر شهدت القاهرة اليوم اطلاق المنصة الأولى من نوعها في تطوير مشاريع المياه الذكية مناخيًا وتعزيز الأمن المائي في جميع أنحاء إفريقيا. تم اطلاق المنصة الجديدة في حفل رسمي في مقر السفارة البريطانية بالقاهرة بحضور جاريث بايلي - السفير البريطاني في القاهرة وتعد ندرة المياه أحد أقوى التحديات التي تعوق مسيرة التنمية بالقارة الأفريقية ومن المتوقع أن يسبب التغيير المناخي في تناقص معدل وفرة المياه و زيادة ندرة مصادر المياه مما سيؤدي إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بنقص المياه. كما إن جودة المياه أيضاً تشكل خطراً كبيراً على المجتمعات حيث يتم التخلص من معظم مياه الصرف دون معالجة وهذه الفجوة الملموسة في تخزين وتوريد المياه وتوفير وتوصيل المياه وتوفير مرافق صحية نظيفة يدعوا إلى حتمية وجود بنية تحتية كفئ لإدارة المياة بشكل كفئ وفعال.
كما أن آثار التغيرات المناخية علي دورة المياه تظهر واضحةً في إمدادات المياه إلى القطاعات الصحية والاقتصادية والزراعية، وفي الوقت نفسه تزيد من عدم المساواة في الوصول الي المياه. و أقر مؤتمر تغير المناخ في دورته السابعة والعشرين
(COP27) والذي استضافته مصر العام الماضي أوصى بالترابط بين المياه والغذاء والطاقة من جهة، وتداعيات تغير المناخ من ناحية أخرى، ودعا إلى زيادة الاستثمارات بشكل كبير و جدي في قطاع المياه للتخفيف من وطأة التغييرات المناخية في إفريقيا. وكونها أحد أهم الأسواق الواعدة للمنصة الإستثمارية الجديدة فقد شهدت مصر خلال العقد الماضي تطوراً ملحوظاً في تحديث البنية التحتية المائية ووضعت نصب أعينها الأمن المائي كأحد اهم اولاويتها. فمن المتوقع أن تتسع الفجوة بين العرض والطلب على المياه بسبب عدة عوامل وقد تم التعامل مع هذا بشكل متطور وتقدمي عن طريق إعادة تدوير واستخدام مياه الصرف الزراعي والمياه الجوفية وتحلية المياه بالمناطق الساحلية. وبالتعاون مع الحكومة المصرية، تشارك كيانات القطاع الخاص في عملية تطوير مشروعات المياه كمشروع محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي؛ المشروع الأكبر من نوعه على مستوى العالم، وكذلك مشروع المحسمة. و هذا يدل علي اهمية تعدد مصادر المياه في مصر وبعيداً عن نهر النيل وتشجيع مشروعات المياه الصديقة للبيئة والتي تستخدم طاقات نظيفة وتكنولوجيات خضراء
ويشار إلى أن منصة الاستثمار تهدف إلى إنشاء نموذجا تجاريا لتوفير البنية التحتية لقطاع المياه في إفريقيا؛ وتعزيز المشاريع الاستثمارية طويلة الأجل في هذا القطاع. كما ستسهم إستثمارات المنصة دمج التقنيات الصديقة للبيئة ومصادر الطاقة البديلة في مشاريع البنية التحتية في قطاع المياه من اجل تقليل البصمة البيئية
هذا وستقوم المنصة الجديدة، AWIDبتمويل محطات معالجة المياه ومياه الصرف ؛ كذلك ستعمل المنصة على تطوير وإنشاء مرافق ذات موصفات عالمية بهدف زيادة الوصول إلى مياه آمنة ومستدامة؛ كما ستركز الشركة بشكل خاص على البلدان الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
حضر الاحتفالية كريس تشيدجيتومي - العضو المنتدب للمؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي رامي غندور - المدير التنفيذي لشركة ماتيتو.