حلم طالما راودنا ولكننا لم ندركه، وللأسف كلما اقتربنا منه نبتعد عن عمد أو غير.. (الحلم النووي) تشرفت بمعرفة أحد علمائنا الأفذاذ في مجال الطاقة النووية الدكتور أحمد عبد الحليم، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا والمفتش الحالي بها. صدمت بعدما علمت الكثير والذي رغبت في عرض بعضه عليكم؛ عندما انهار الاتحاد السوفييتي وجدنا كلا من إيران وإسرائيل تسرعان نحو استقطاب العلماء الروس للاستفادة منهم، ونحن اكتفينا باستيراد الراقصات الروس. المهم أن مصر مرت بثلاث مراحل أو تجارب في الحلم النووي، الأولى عام 1953 بعد سقوط الملك مباشرة وتوقف المشروع لأسباب مجهولة؛ وأخرى في السبعينيات وعرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية إنشاء المفاعل ولكن بشرط الرقابة الفنية عليه من قبل الوكالة الدولية ورفضت وقتها مصر باعتباره انتقاصًا من السيادة؛ وآخر تلك المحاولات في الألفية الجديدة، حيث خططت مصر لإنشاء ثلاثة مفاعلات بحلول عام 2025 وعرضت الكثير من الدول المتقدمة المساعدة وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكن ظروف الثورة المجيدة والإطاحة بالنظام أوقفت المشروع مرة أخرى. ومن هنا نتساءل: ألم يحن الوقت لإنشاء المشروع، خاصة مع المشاكل التي نواجهها في كثير من المجالات ويمكن حلها مع إنشاء المفاعلات النووية، ويكفي العلم بأن تلك المفاعلات لها القدرة على الكثير، منها على سبيل المثال تحلية مياه البحر؛ توفير إنشاء المحولات الكهربائية التي تكلف الدولة المليارات؛ إنتاج النظائر المشعة المستخدمة في الصحة والصناعة والكثير من الاستخدامات التي تدر المليارات على مصر ويمكن تصديرها للخارج أيضا، وكثير من المزايا الأخرى التي سنسردها المقال القادم إن شاء الله.