ذكر معهد واشنطن الأمريكي لسياسات الشرق الأدنى إنه على رغم التعقيد الكبير في المشهد المصري، إلا أن مصر مازالت بعيدة عن سيناريو الحرب الأهلية أو سيناريو صراع مسلح بين الجيش والإسلاميين الإرهابيين على غرار ما حدث في الجزائر في بداية التسعينيات. ومن جانبه أوضح وليام لورانس منصب مدير "مشروع شمال أفريقيا" في "مجموعة الأزمات الدولية، أن الجميع يسأل نفسه هذا السؤال، هل ستتحول مصر إلى جزائر جديدة؟ وأجاب الخبير الأمريكي الذي عاش في مصر فترة ، إن مصر ليست كالجزائر، والأهم من ذلك إن المصريين يرفضون أن يكونوا مثل الجزائر ويرفضون الإرهاب والعنف. ولفت لورانس إلى أن الشعب المصري يتميز بخصائص ثقافية واجتماعية وسياسية وتاريخية فريدة، بالإضافة إلى أن المصريين مازال لديهم الفرصة للعودة مرة أخرى إلى الديمقراطية. وكانت الجزائر قد شهدت في عام 1992، حربا بين الجيش والجماعات الإسلامية بعد أن ألغى الجيش الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، التي كان من المتوقع أن تحقق فيها الجبهة الإسلامية فوزاً ساحقاً، واضطر الرئيس الشاذلي بن جديد إلى الاستقالة. وقد دفعت تلك الإجراءات البلاد إلى "سنوات عجاف" ومأساوية راح ضحيتها أكثر من 200 ألف شخص. وعلى الرغم من النتيجة السابقة إلا أن الكاتب الأمريكي حذر من أن مصر مازالت تواجه خطرا حاليا بالانزلاق في حرب ضد الإرهاب، في ظل إصرار جماعة الإخوان على العودة للسلطة، وعدم الاعتراف بما يجري.