شهدت مدينة الأقصر، افتتاح فعاليات الدورة ال12 للمهرجان القومي للتحطيب، بساحة أبو الحجاج وسط المدينة، بمشاركة 40 لاعباً من محافظاتالمنياوأسيوطوسوهاج وقنا والأقصر. وافتتحت فرقة الفنون الشعبية بالشرقية الحفل للمرة الأولى، وتنوعت العروض بين الغناء التراثي والعروض الاستعراضية، وتمثيل عرض الفرح الريفي، بحضور الآلاف من أهالي الأقصر وقرى الصعيد المجاورة، وعدداً من شباب وشابات رحلات قطار الشباب والرياضة. ما هو فن التحطيب، وماذا عن ضمه لقوائم اليونسكو، وكيف انتشرت هذه اللعبة الذكورية بين الإناث بعد الكثير من الانتقادات؟.. لعبة التحطيب التحطيب في نقوش المصريين القدماء هي أحد الفنون القتالية التي ظهرت في عهد المصريين القدماء، وضعت له قوانين وقواعد صارمة، وذلك حسب نقوش المصري القديم منذ أكثر من 4800 سنة قبل الميلاد، وتحديداً في عهد الأسرة الخامسة، عُثر علي تلك في منطقة أبو صير الأثرية. استمر فن التحطيب بعد عصر الدولة القديمة في مصر، ودون انقطاع طوال تاريخها، ففي عصر الدولة الوسطى، خلال الفترة من 2061 حتي 1665 قبل الميلاد، وقد صور المصريون على جدران مقابر حكام مصر الوسطى في جبانة بني حسن بالمنيا ذلك الفن، ليس فقط باعتبارها رياضة، وإنما أيضا كجزء كذلك تدريبات الجنود، كما ظهر في ذلك العصر أيضا نوع جديد من المبارزة باستخدام عصي قصيرة، واستمر تصوير التحطيب في الإمبرطورية الجديدة، خلال الفترة من 1081 الى عام 1569 قبل الميلاد، وتم نقشه علي جدران المعابد في الأقصر وسقارة. اليوم يمارس فن التحطيب بطرق مختلفة، كفن قتالي، وكرقص فلكلوري، كتقليد قروي، كلعب العصا، كرياضة، وكتقنية للدفاع عن النفس، واقتبست منه كثير من الحضارات مثل الكيندو الياباني، والمبارزة القديمة التي انتشرت في معظم الحضارات الغربية، وتتشابه طقوسها وأخلاقياتها مع الجذور القديمة للتحطيب الفرعوني. ضم التحطيب لليونسكو في ديسمبر 2016 تم تسجيل التحطيب عنصراً جديداً إلى قائمة اليونسكو التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشريّة الخاص بمصر كأحد أشكال الفنون القتاليّة. و جزء من الرموز والقيم المرتبطة بممارستها وتمارس هذه اللعبة من قبل الذكور الذين غالباً ما يكونون من سكان محافظات الصعيد في مصر العليا. ومن الجدير بالذكر أنه تم تسجيل السيرة الهلالية عام 2008 كأول الملفات المصرية التي تم إدراجها في قائمة التراث غير المادي باليونسكو، والممارسات المرتبطة بالنخلة ، و فنون الخط العربي عام 2021 بجهود مصر بالتنسيق مع الأشقاء العرب، السعودية ولبنان والأردن وتونس، والنسيج اليدوي بالصعيد، وفن الأراجوز تم ادراجه في 2018، ومؤخراً تم تسجيل الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في نوفمبر 2022. "اليونسكو" تهنئ مصر بتسجيل رحلة العائلة المقدسة على قوائم التراث غير المادي أبرز الفنون التراثية.. شاهد انطلاق مهرجان التحطيب بمعبد الأقصر
التحطيب المعاصر والأولمبياد تم تطوير فن التحطيب التقليدي، عن طريق مؤسس لعبة التحطيب الحديثة ومدرب الفنون القتالية دكتور عادل بولاد، لإدراج معايير تعليم التحطيب في المدارس المصرية والفرنسية. قام بتقديم أول عروض في المتحف البريطاني وأكبر مهرجان دولي لفنون القتال في باريس وقال إنه في عام 2032 من المحتمل المشاركة بها في الأولمبياد. وقال خلال تصريحات صحفية سابقة أنه من شروط إدراجها في الأولمبياد أن تصبح لعبة شعبية ولها مدربين وشاركت في مسابقات. وتم إضافة قسم جديد للعبة وهو مشاركة الفتيات، والذي يعد أحد شروط إدراجها بالأولمبياد، وتعتمد اللعبة على وجود موسيقى إيقاعية ولاعبين يرتدي كل منهما حزام أحمر مكون من 3 طبقات ويحملن عصا خشبية طويلة من الخيرزان. وقال عادل بولاد أنها سُميت بأسماء مختلفة حسب مكان ممارستها، مثل "الجلاوي"، "الملاجفة"، "المقصفة" ، وفي السبعينات أطلقت عليها وزارة الثقافة اسم "التحطيب" وتنظم لها مهرجانا سنويا في الأقصر. ويقول: "التحطيب الحديث مسجل في 40 منظمة دولية في 3 قارات معترف بها من قبل أعلى هيئة رياضية محلية أو لجان أولمبية". وبحسب الموقع الرسمي للعبة فإنه من المحتمل أن تتنافس وتتعاون ثلاثة بلاد في هذه اللعبة وهي مصر، المغرب وجنوب إفريقيا. نهلة إمام مستشارًا لوزارة الثقافة لشئون التراث غير المادي اللى يموت ملوش دية| "التحطيب" لعبة فرعونية توارثتها الأحفاد ولها قانونها الخاص كيف تمارس البنات التحطيب وسط انتقادات من المتعارف عليه أن هذا الفن مقتصر على الرجال فقط، بالطبع الأغلبية التي تمارس هذا الفن هما من الرجال، ولكن مؤخرا بدأت مجموعة من البنات تمارس هذا النوع من الفن. وفي هذا السياق، قالت مريم نبيل، من سوهاج، 25 عاماً، إنها نجحت في الالتحاق بفريق التحطيب بجمعية الصعيد، وكذلك إعداد ماجستير في رياضة التحطيب، لتوثيق تلك الرياضة وعدم تشويهها باعتبارها رياضة وليست للرقص والاحتفال فقط، وأنها أيضاً ليست للرجال فقط. وتحدثت عن أنها لاقت تشجيعا من أهلها على تلك الرياضة، لثقتهم في أنشطة جمعية الصعيد، ولكن على مستوى الأصدقاء فكانت دائماً ما يزعجها عبارات استهتار، وقالت أن التحطيب ليس مجرد عروض فنية، ولكنه رياضة تتطلب لياقة بدنية. من جانبها قالت نيرة طلعت، 23 عاماً، من قرية بني عبيد بالمنيا إنها بعد حضورها لعرض تحطيب تابع لجمعية الصعيد بالمنيا، أعجبت بالفكرة، وقررت الانضمام للفريق، خاصة أنني أول فتاة من المنيا تشارك في التحطيب. وعانت نيرة لإقناع الأهل بانضمامها لفريق التحطيب، حيث نظرتهم إليه بأنه رقص فلكلوري للرجال فقط، وأضافت: "بعد محاولات سمحوا لي بالانضمام والتجربة، وبعد ذلك اقتنعوا بأنها رياضة للدفاع عن النفس وليست رقص". وقالت إيفون أسعد، 28 عاماً، من الأقصر، المنضمة لفريق التحطيب منذ عام 2016 أن رياضة التحطيب هي رياضة دفاع عن النفس، وليست فولكلوراً شعبيا صريحا، مؤكدة: "بعد أبحاث توصلنا إلى أن الفراعنة كانوا يصنعون من معجون وورق بردي وبعض المواد عصا تساعدهم على النزاع في ساحات القتال، وهي نفس العصا التي نستخدمها حالياً، ولكنها مصنوعة من الخيزران، لها طول ووزن مناسب، وتستطيع التحكم فيها"، وتحدثت عن الانتقادات التي تعرضت لها من أهلها، و المحيطين بها. كما ترى رانيا مدحت، 24 عاماً، والتي تنتمي إلى مركز صدفا بمحافظة أسيوط، أن انضمامها لفريق التحطيب يعد تحدياً تستطيع أن تنجح فيه، فهي تعتبرها رياضة إنسانية وأخلاقية بالمقام الأول.