مئات من الجمال ذات الأحجام والأشكال المختلفة، يربط بعضها من أقدامها منعاً لهروبها من أصحابها، قابعة خلف أسوار ترسم حدود السوق، تلك كانت أحد أبرز المشاهد بسوق الجمال في منطقة برقاش الأشهر في بيع الأبل على مستوى محافظة الجيزة. بشارب أبيض أنيق وجلباب أسود صعيدي ذي الخطوط البيضاء، وعصا خشبية رفيعة تستخدم في رعي الجمال، يجلس الحاج " إسماعيل البرادعي" على أريكة خشبية تتخللها بطانية صوف، يراقب جماله بسوق برقاش في حرص شديد منتظراً في صبر الزبائن لشراء أضاحي العيد. يعد الحاج "إسماعيل" من أقدم تجار الجمال بسوق برقاش، وذلك لوقوفه بهذا السوق منذ 52 عاما وهو بعمر 12 سنة ليصبح من كبار سوق الجمال بمحافظة الجيزة، اليي يعد أكبر أسواق الجمال بالمحافظة المذكورة. بحكم خبرة الحاج " إسماعيل" يستطيع فرز الجمال بشكل جيد ووزنها بالعين المجردة، ومعاينة حالتها الصحية والجسدية للجمال التي يتاجر فيها منذ نعومة أظافره. يروي الحاج " إسماعيل" صاحب 65 عاما، أنه يوجد جمال مصابة بالعمى مثلها مثل أي ماشية، لافتاً إلى أن تلك الجمال تولد بهذه الحالة وتتم مراعاتها كباقي الجمال ولكن يتم ربطها بالجمال الأخرى أثناء سيرها حتى لا تضل طريقها ويتم إطعامها من قبل المربي عكس الجمال الاخرى، وذلك وفقاً لتعبير أقدم مربي بسوق برقاش لموقع " صدى البلد". يشرح الحاج "إسماعيل" أن أقصى وزن للجمل يتراوح من بين 500 إلى 600 كيلو ولا يزيد عن ذلك، وعن أغلى جمل بِيع بالسوق كان ثمنه 82 الف جنيه وذلك في مزاد أقيم منذ عامين. أما عن أعمار الجمال يوضح أقدم تاجر بسوق برقاش أن أعمار الجمال تتراوح ما بين 15 إلى 17 عاماً، وتقل عن ذلك بحسب الحالة الصحية للجمل وعوامل اخرى. وحول أسرار الجمال يروي تاجر الجمال الستيني، أن الجمال تصاب بالاكتئاب بعض الأحيان حين تكون بمفردها أو تكون جديدة على المكان، كما يمكن أن تعض صاحبها بأسنانها الحادة في شهور صيامها التي تصل إلى نحو 3 أشهر.. لذا يقوم المربي بإجبارها على تناول الطعام حتى لا تقدم على عض أي شخص. ويرى الحاج " إسماعيل" أن الجمال من أنقى الكائنات لكونها لا تصاب بالكثير من الامراض، حيث يعد أسوأ هذه الأمراض هو مرض السل، ولذلك يضطر صاحب الجمل إلى حرقه لكونه لم يعد صالحا للأكل أو التربية، موضحاً أن لبن الإبل فيه شفاء وبه فوائد عظيمة تعالج الكثير من الأمراض وأن الناس يتجهون لشراء الجمال في حال انتشار الأمراض بالماشية الاخرى .