قال الناقد الأدبي الدكتور شريف الجيار، إن الراحل جابر عصفور يُعد أحد النقاد والمفكرين التنويريين البارزين، في الثقافة العربية المعاصرة، بما طرحه من إسهامات نقدية ومعرفية وثقافية مستنيرة، تجسد مبدأ المساءلة العقلانية، وروح الاستقلال الفكري، وحق الاختلاف مع الأبوية، والتمرد على قيود الأعراف والتقاليد الجامدة، وتمثل امتدادا فاعلا ومؤثرا، لتاريخ طويل من مسيرة الوعي التنويري العربي، التي أخذت تتجلى منذ بدايات القرن التاسع عشر، مع "رفاعة الطهطاوي"، وخلال النصف الأول القرن العشرين، لا سيما مع "طه حسين"، الذي هيمنت أفكاره الليبرالية على أجيال من لأساتذة في الجامعة المصرية؛ أمثال: "عبد العزيز الأهواني"، و"سهير القلماوي"، التي تتلمذ جابر عصفور" على يديها. جاء ذلك خلال فاعليات الملتقى الدولى جابر عصفور الإنجاز والتنوير، المقام بالمجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مؤسسة سلطان بن على العويس.
وأضاف أن جابر عصفور كان متشبعا بأفكار أستاذه "طه حسين"، منذ نعومة أظفاره، كما قول "عصفور": عرفت كتب طه حسين منذ مطلع الصبا، وكان لكتاب الأيام تأثير السحر على حياتي، ويضيف عن العميد: فهو الذي حقق مجانية التعليم، والتي أدخلت الفقراء من ثالي إلى المدارس الحكومية، وهو المدافع عن التقدم والاستنارة، في مواجهة رموز التخلف جهل، التي ورثتها الثقافة المصرية والعربية.
لقد كان تأثير "طه حسين" على "جابر صفور"، هو التأثير الأكبر من بين جميع الشخصيات التنويرية، التي تعرف عليها في نشأته، ارتبط به منذ صباه، وأصبح نموذجا يسعى إلى أن يكون مثله، فمنذ طفولته، كان أبوه يدعو أن يكون ابنه مثل "طه حسين"، ويشير "عصفور" إلى أن هذا الحلم، كان وراء اختياره قسم الأدبي في دراسته، وقسم اللغة العربية في جامعة القاهرة بعد ذلك.