جدّد رجل الأعمال والمرشح الرئاسي السابق المهندس إبراهيم الفيومى، اليوم الاثنين، تصميمه على المضى قدماً فى مشروعه لتوصيل نهر الكونغو بنهر النيل بما يوفر لمصر أكثر من 100 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، مشيراً إلى أن وثائق ودراسات المشروع أصبحت حاليا فى حوزة الجهات المعنية في البلاد . وقال الفيومى - فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إن بعض التحفظات التي أثيرت على المشروع تثار دائما فى مواجهة المشروعات القومية الكبرى .. مشيرا إلى أن مشروع السد العالى واجهه مثل تلك الملاحظات من جانب علماء وأساتذة فى الجيولوجيا والتربة وغيرها، لكن الإصرار هو الذى منح مصر حاليا الأمان النسبى الذى تمتعت به طويلا فى مجال المياه. وأكد أن المهندسين والفنيين والعلماء المصريين يستطيعون التغلب على كافة المصاعب التى تكتنف تنفيذ المشروع إذا توافرت الإرادة والعزم والقوة اللازمة لتنفيذه، للقضاء نهائيا ولعقود طويلة قادمة على التهديد الذى يتعرض له الأمن المصرى بسبب المياه . وأضاف الفيومي أن مصر لا تريد مخالفة أية اتفاقيات دولية لتأمين أمنها القومى لكنها فى الوقت نفسه ستفعل أى شيء للحفاظ على استمرار تدفق مياه النيل وعدم التأثير على حصتها السنوية منه. وكانت جمعية نهضة وتعدين برئاسة حمدى زاهر قد نظمت ندوة علمية الليلة الماضية بفندق ماريوت الزمالك ضمت العديد من الخبراء الجيولوجيين وأساتذة الجيولوجيا والموارد المائية والقانون الدولى ومجموعة كبيرة من الصحفيين والإعلاميين حيث تم استعراض المشروع وتناول جوانبه المختلفة. وشهدت الندوة مناقشات علمية مستفيضة بين الآراء المؤيدة والمتحفظة على المشروع بسبب ما وصفه المعارضون بالصعوبات الفنية فى التنفيذ وطبيعة التربة والتضاريس الاختلافات فى التركيبة الجيولوجية والهيدروليكية لحوضى نهرى النيل والكونغو وأولويات الحكومة المصرية والاتفاقيات الدولية الخاصة بالمياه وغيرها. وأبدت غالبية المشاركين تأييدها للمشروع نظرا لأهميته الاستراتيجية الكبرى لمصر، وكذلك للعلاقات الوثيقة التى تربط بين مصر ودولة الكونغو الديمقراطية التى تعد من الدول القليلة من بين دول حوض النيل التى لم توقع على اتفاقية عنتيبى التى وصفها البعض بأنها المشكلة الرئيسية بالنسبة لمصر وليست السدود التى تبنيها دول الحوض وأشهرها سد النهضة فى أثيوبيا. وأكد المشاركون أن علم الهندسة لا يعرف المستحيل وأن المشروعات الهندسية التى قامت بعض الدول بتنفيذها كانت من المستحيلات فى جوانب عديدة لكن الإصرار والتصميم والتقدم العلمى المضطرد استطاع التغلب على هذه الصعوبات وتم تنفيذ تلك المشروعات العظيمة. وشدد المشاركون على أن إصرار القيادة المصرية فى الستينيات على تنفيذ مشروع السد العالى جعل منه أكبر مشروع هندسى فى القرن العشرين، وأن إصرار الجيل الحالى على تنفيذ مشروع تحويل نهر الكونغو ربما يحافظ على مكانة مصر باعتبارها تنفذ أكبر المشروعات الهندسية العملاقة فى القرن ال21 بأكمله.