تحتفل مصر باليوم العالمى لليتيم في الجمعة الأولى من شهر أبريل، فى كل عام، ويتبارى عدد كبير من الفنانين والمشاهير، في زيارة اليتامى وتقديم الهدايا لهم، ويبدو أن الفكرة عند المصريين منذ القدم، خاصة أن الكثير من الرسومات الفرعونية، تؤكد قيام المصريين القدماء بالترفيه عن الأطفال الأيتام، إلا أن عددا كبيرا من المواطنين لا يعلمون الكثير عن فكرة الاحتفال أو تخصيص الجمعة الأولى من أبريل تحديدا للاحتفال باليتيم، وصاحب الفكرة في مصر. يوم اليتيم.. كيفية إسعاد الأطفال الذين فقدوا والديهم بشكل صحيح في يوم اليتيم.. أهم أحكام كفالة الطفل في الإسلام| تعرف عليها متى انطلقت فكرة تخصيص يوماً لليتيم؟ تضاربت الأقاويل حول بدء الاحتفال بيوم اليتيم، وهناك رأي بأن الفكرة بدأت من مؤسسة "ستار فونديشن" البريطانية عام 2003، بينما بدأت الفكرة لتخصيص يوماً لليتيم في مصر في نفس العام، عندما اقترح أحد متطوعى جمعية الأورمان الخيرية، بتخصيص يوم للاحتفال باليتيم، وإدخال الفرحة إلى قلبه، خاصة أنها من أولى الجمعيات التى اهتمت بأمر اليتيم. كان الهدف الرئيسى ليوم اليتيم هو التركيز على احتياجات اليتيم العاطفية، ولفت انتباه العالم له، ولاقت فكرة تخصيص يوماً لليتيم، الدعم من الشخصيات العامة، ووزارة التضامن الاجتماعى، وحصلت الجمعية على قرار رسمى بإقامة يوم عربى لليتيم من مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب فى دورته السادسة و العشرون، وبذلك تقرر تخصيص يوم له فى الدول العربية والاحتفال به، وانتقلت الفكرة من النطاق المصرى إلى العربى، فأصبحت أول جمعة من شهر أبريل، يوماً مخصصاً للاحتفال بالأطفال اليتامى. وتشمل مظاهر الاحتفال بيوم اليتيم العديد من الفعاليات، منها تنظيم الرحلات الترفيهية والسياحية، والحفلات الموسيقية، إضافة إلى توزيع الهدايا والملابس الجديدة على الأطفال. في يوم اليتيم.. تعرف على حكم إرضاع الطفل المكفول والوصية له بالميراث وزير التنمية المحلية ومحافظ القاهرة يشهدان احتفالية يوم اليتيم بحديقة الأزهر تطور الفكرة تطورت فكرة الاحتفال، حتى تحول الأمر إلى دعوة عامة لرعاية اليتيم، فبدأ الاحتفال مصريًا ودعمت الجمعية جهودها ليصبح عربيًا، ثم عالميًا، وذلك بعد أن وقف ما يقرب من 5 آلاف طفل مصري تحت سفح الهرم، حاملين أعلام مصر في يوم اليتيم، وبهذه الوقفة الرمزية دخلوا موسوعة جينيس للأرقام القياسية وأصبح بعدها الاحتفال بيوم اليتيم عالميًا. في عام 2006 عرضت الفكرة على مؤتمر وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، حتى أُقِر بإقامة الاحتفال بيوم اليتيم العربي، على أن تقدم كل دولة الدعم الإعلامي وبذل الجهد لنشر الفكرة وتشجيع المجتمع على المشاركة في هذا العمل الإنساني. وفى عام 2007 وافق الأمين العام لجامعة الدول العربية على رعاية المؤتمر الذى تنظمه جمعية الأورمان، بينما فى عام 2008 استطاعت الجمعية الاحتفال بيوم اليتيم، وذلك فى حضور 30 ألف طفلاً، فى مكان الاحتفال فى دريم بارك. وتطورت الفكرة بعد ذلك وانتشر صداها في العالم، بعد وقفة الأطفال تحت سفح الهرم. نحتفل به في مولد النبي.. مبروك عطية يطالب المسئولين بإلغاء يوم اليتيم.. فيديو المنطقة الجنوبية العسكرية تنظم احتفالية بمناسبة يوم اليتيم رأي الدين في الاحتفال بيوم اليتيم بعد تدشين يوم عالمي للاحتفال بيوم اليتيم، ترددت أسئلة عديدة عن رأي الدين في الاحتفال، وهل يتوافق مع مباديء الشريعة أم يخالفها، ليأتي الرد الحاسم من الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية. وقال علام، إن الشريعة الإسلامية تضع الأيتام في مكانة ومنزلة خاصة، وتدعو دائمًا إلى رعايتهم والعمل على قضاء حوائجهم وتقديم كل أشكال الرعاية لهم، للتخفيف عنهم وإشعارهم بالحب والحنان الذي يفتقدونه، وذلك باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، لذا ينبغي على الجميع أن يُشعر اليتيم بوجودنا بجانبه، ليس في أبريل فقط بل في كل أيام العام. وأضاف المفتي، بمناسبة الاحتفال ب"يوم اليتيم" في مصر والعالم العربي، إن تخصيص يوم للاحتفال بالطفل اليتيم في مصر والعالم العربي بمثابة رسالة لجميع الأيتام بأن المجتمع لا ينساهم، وأنهم جزء لا يتجزأ منه، كما أن الشريعة تجعل رعايتهم وتلبية مطالبهم من مقاصدها، وتابع: "لقد خص الإسلام من يمسح على رأس يتيم بالثواب العظيم والأجر الكبير من الله عز وجل، فما بالنا بمن يقوم بزيارته باستمرار ولا ينقطع عنه ويرعى شؤونه ويُدخل الفرحة والسرور على قلبه؛ لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن جاءه يشكو قسوة قلبه: "من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين" وفرق بين إصبعيه السبابة والوسطى، وهو حديث صحيح، خاصة أن الأطفال الأيتام لهم حق أصيل على المجتمع بكل أفراده وطوائفه، فلا يقتصر على الجمعيات والمؤسسات الخيرية فقط، داعيًا الأسر المصرية إلى زيارة الأيتام طوال العام من أجل التخفيف عنهم وإدخال الفرحة والسرور على قلوبهم، خاصة أن دور رعاية الأيتام تفتح أبوابها طوال العام وليس يومًا واحدًا فقط. آيات القرآن تدعو لرعاية اليتيم وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن القرآن الكريم قد حفل بالعديد من الآيات التي تحض على رعاية شؤون اليتيم والاهتمام به ورعاية مصالحه، ومن هذه الآيات قول المولى عز وجل: {وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً} [النساء : 127]، وقوله تعالى أيضًا: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَر} [الضحى: 9]، وقوله جل شأنه: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: 8]، كما جعلت الشريعة الإسلامية التعدي على أموال الأيتام جريمةً تستوجب العقاب الشديد في الدنيا والآخرة، مصداقًا لقول المولى عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}. استعدادات الحكومة للاحتفال بيوم اليتيم تولي الحكومة المصرية إهتمام خاص بيوم اليتيم، حيث خصصت لجنة عليا لاحتفالات يوم اليتيم، تشرف على الاحتفالات التي تقام في 27 محافظة. وتبدأ جمعية الأورمان بالتعاون مع إدارات الشئون الاجتماعية بالمحافظات، الاحتفال بيوم اليتيم بتسليم أكثر من 100 ألف طفل يتيم ملابس جديدة، كما توفر أتوبيسات وتصطحب الأطفال للمتنزهات والملاهي. كما تهتم الهيئات والبنوك والمؤسسات والأندية بمصر، إلى تقديم طلبات للاحتفال بالأيتام، متضمنة برامج مميزة ومختلفة، منها تبرع إحدى المؤسسات ب135 ألف وجبة ساخنة، و200ألف وجبة إفطار للأطفال.