أيام قليلة تفصلنا عن حفل توزيع جوائز الأوسكار في نسخته ال 94، الذي تتنافس فيه العديد من الأعمال الناجحة ذات الفرص المتقاربة على التتويج بجائزة أفضل فيلم لهذا العام. مشهد من الفيلم
من بين الأفلام المرشحة لنيل جائزة الأوسكار هو CODA، العمل الذي نال إعجاب الكثيرين وحاز على العديد من الإشادات النقدية والجماهيرية خلال الفترة الماضية.
ترشح فيلم CODA لنيل ثلاث جوائز بحفل الأوسكار هذا العام وهم أفضل فيلم، وأفضل ممثل لبطله تروي كوتسور، وأفضل سكريبت معدل. أبطال فيلم CODA
وحاز مؤخرا على جائزتي البافتا لبطله وكاتبة السيناريو سيان هيدر، فيما نال جائزة أفضل أداء جماعي في عمل سينمائي في حفل الساج، وغيرها من جوائز هذا العام. مؤلفة ومخرجة فيلم CODA سيان هيدر استطاعت بإمكانيات بسيطة أن تقدم دراما اجتماعية مليئة بالتفاصيل والمشاعر والعلاقات الاجتماعية البسيطة في مظهرها ولكن معقدة في معناها. روبي روسي في فيلم CODA
قصة فيلم CODA
تدور أحداث فيلم CODA حول المراهقة روبي روسي، التي اختارها القدر لتكون الوحيدة القادرة على الحديث والسمع في أسرة من الصم والبكم تتكون من والدها ووالدتها وشقيقها الأكبر.
تروي كوتسور يحصد جائزة البافتا كأفضل ممثل مساعد عن Coda الجائزة الثانية خلال ساعات.. Critics Choice تمنح الممثل تروي كوتسور تكريم أفضل ممثل مساعد
منحت روبي هبة الحديث والكلام والغناء بصوت رائع يؤهلها للحصول على منحة في أكبر جامعة موسيقية متخصصة، لكنها أيضا العمود والسند الذي تعتمد عليه عائلتها في التعامل مع الآخرين.
إيميليا جونز
تتمزق روبي التي لعبت دورها الشابة إيميليا جونز، بين رغبتها في خوض الحياة بطريقتها، لكنها أيضا تهتم بعائلتها وترغب في البقاء إلى جانبهم حتى لا تخيب أملهم، في محاولتهم لإصلاح شئون حياتهم وتجارتهم.
في النهاية تنتبه العائلة لموهبة ابنتهم، ويمنحها والدها طوق النجاة رغم احتياجه لها ليطلق سراحها، ويتمكن هو وباقي الأسرة من تدبر أمورهم وإجبار المجتمع على احترامهم، وتعلم طرق التواصل معهم دون الحاجة إلى صوت ابنته.
أبطال CODA مع جوائز الساج
انتصرت قيم العائلة والترابط الأسري في النهاية، وخرج الفيلم على قدر بساطة قصته بدروس مستفادة هامة أبرزها هي أن الاهتمام بالأسرة تقدير الأهل يمكن القيام به دون التضحيات الزائدة عن الحد، وأن التفكير في النفس أحيانا مفيد حتى نتمكن جميعا من العطاء والتفاعل مع من حولنا.
فيلم CODA بقيمه، وبأبطاله من الصم والبكم الذي كانوا قادرين على التعبير بلغتهم الخاصة أبلغ بكثير من كلمات المؤلفين والكتاب، أصبح حالة فنية مغايرة في عصر سيطرت فيه الصورة والجرافيك والأكشن على إيرادات السينما.