الدول العربية من المحيط الأطلسي غربا إلى بحر العرب والخليج العربي شرقا، نزولا إلى عمان وجزر القمر والسودان جنوبا، ترفض جميعها أن تكون الحرب هي السبيل الوحيد لحل الأزمات، وأن يتم استهداف الشعوب وتدمير مقدراتها وأمنها واستقرارها. هذا الكلام ليس بالمسترسل أو من قبيل المديح، فلم يذكر العصر الحديث أن الدول العربية كانت غازية أو معتدية أو رافضة للسلام أو للأيادي الممدودة به، وظهر ذلك مؤخرا مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أعلنت الدول العربية رفضها للحرب وأن تكون هي البديل في حل القضايا والخلافات سواء بين دول العالم، وسعت للعب دور الوساطة لإنهاء الخلاف ووقف القتال. الحدود البولندية الحرب في أوكرانيا والموقف العربي الموقف العربي بضرورة حل النزاع الروسي الأوكراني عن طريق المؤسسات الدولية أو الحوار الدبلوماسي خير دليل على دعم العرب للسلام، لأن كثير من أبناء الأمة دفعوا ثمن الحرب غاليا ولديهم تجارب مريرة كما هو الحال في العراقوسوريا وليبيا واليمن وفلسطين والسودان والصومال ولا يريدون إعادة الكرة. والمتتبع للأحداث جيدا في المنطقة وللتاريخ الحديث يجد أن الدول العربية عانت الأمرين خاصة الشعب الفلسطينيوالعراقي والسوري والليبي واليمني ولم يحرك العالم ساكنا بل وقف متفرجا وداعما بل ومشاركا أحيانا في ضرب استقرار الأمة وتفتيت وحدتها ولم تلقى القضايا والأزمات التى عاشها شعوب الأمة نفس الاهتمام والتحرك الغربي رغم دعمهم للسلام وحل الخلافات وقضايا العالقة بين الدول وبعضها عن طريق الجهود الدبلوماسية اللاجئون الأفارقة القضية الفلسطينية وما يحدث تجاه الفلسطينيين ومن بعدهم العراقيين والسوريين وغيرهم من أبناء الامة العربية يفضح الوجه القبيح للسياسات الدولية والعالم الأول ويعري "إزدواجية المعايير" التي تتبعها الدول الغربية تجاه قضايا الأمة العربية وتجاه أزماتها. المواقف الغربية المتناقضة والعنصرية تجاه أبناء الأمة العربية وتجاه أزماتهم ليست بجديدة ولكن تتجدد مع كل أزمة تواجه دول ما يعرف بالعالم الأول، وقد كشف عنها مراسل "سي بي إس" الامريكية مع بداية الحرب في أوكرانيا قبل 12 يوما، عندما قال تعليقا على أزمة اللأجئين، إن "الأوكرانيين ليسوا أبناء العرب وليسوا من الشعوب العربية وأنهم شعب أوروبي لديه نظام ويستطيع التعامل مع الأزمة ويلاقي ترحيبا في كل مكان في عنصرية واضحة تجاه العرب". مراسل-CBS-News الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل واجه أبناء الأمة العربية والأفارقة والملونين أزمة كبيرة مع بداية الحرب في أوكرانيا واللجوء للحدود البولندية، حيث واجهوا معاملة من الدرجة الثانية وهو ما رفضه الاتحاد الإفريقي من خلال بيان صادر عنه. وفي التقرير التالي نستعرض بعض المواقف الغربية مع القضايا العربية وكيفية التعامل معها مقارنة بغيرها: القضية الفلسطينية هي القضية العربية الأم والأبرز، والتي لم يلتفت لها أحدا على مدار 70 عاما، حيث شعر الفلسطينيون ب "الخذلان الشديد وخيبة الأمل من تجاهل الدول الغربية تنفيذ قرارات للأمم المتحدة حول فلسطين والتي تعود إلى عقود طويلة، في حين تعمل تلك الدول على اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة وموجعة خلال أيام ضد روسيا". القضية الفلسطينية إن تعامل الدول الغربية بمعايير مزدوجة مع فلسطين ليس جديداً، وأن ذلك أصبح "قيمة عليا في سياستها الخارجية"، ولكن الغرب يتحدثون دائما عن الحرب الروسية، لكن ذلك يتطلب ردة فعل غربية مماثلة تجاه ضحايا الصراعات الأخرى ومنها الفلسطيني -الإسرائيلي". بنوك روسيا تبدأ في إصدار البطاقات الصيني يونيون باي|فيديو روسيا: إسقاط 4 مقاتلات أوكرانية وفتح 6 ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين مصالح الغرب المشتركة مع إسرائيل أن ما فعله الغرب تجاه القضية الفلسطينية كان واضحا؛ لأن إسرائيل جزء من المنظومة الغربية، وقلعة أمامية لمواجهة التحديات الغربية"، بالإضافة إلى ممارسة إسرائيل جهداً كبيراً في صناعة النظرة الغربية المتعاطفة معها، بجانب أن إسرائيل لها "نظام سياسي ديمقراطي تعددي وقيم مشتركة مع الغرب. وبجانب الموقف الواضح لتحرك أوروبا لاستقبال الفارين من القصف الروسي، لم يكن حتما بالقدر نفسه الذي تم به معاملة الآلاف من دول الجنوب، آسيا وأفريقيا، حيث لم نر قيم الإنسانية والتعاطف مع المشردين على الحدود اليونانية مع تركيا، وعلى الحدود مع بيلاروسيا أو في ضفة المتوسط الشمالية. اللاجئون العرب على الحدود الأوروبية لم تتحرك أوروبا، ولم يعطف قلبها لاستقبال الفارين من الحرب في سوريا، أو من نار الحرب في ليبيا، أو حتى اللاجئين الأفارقة، عبر المتوسط، مفارقات صارخة بمباركة من محطات الإعلام الغربي وتفاخره على الهواء. الدول الغربية هبت لنصرة الفارين من الحرب وهذا موقف يحسب لها ولكن ما يحسب عليها غياب تعاطفها مع اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين عانوا من ظلم الغزو والاحتلال ولم نرى أي تعقيب غربي فعلي. كل ذلك التعاطف الاستثنائي والمحصور في نطاق معين، لا ينكر أبدا انفضاح الغرب في ازدواجية المعايير وادعائه حقوق الإنسان عندما تتساوى قيمة النفس في الحروب والأزمات. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبجانب التهميش والتفريق والتمييز في كل شيء، هناك الجماعات الإرهابية التي عاثت في الأراضي العربية فسادا، وأعملت القتل والتفجير، وحاولت جاهدة ومدعومة من دول غربية بعينها إلى تفتيت الأمة، كل هذا وسط صمت دولي مطبق إذا ما كان الضحايا عرب وتنديد شديد إذا ما كان المستهدف من دول العالم الأول. ومع تمسك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفتح باب التطوع للقتال في أوكرانيا، باركت معظم الدول الغربية الخطوة، وكانت بريطانيا أول من يسمح لمواطنيها بالتطوع للقتال مع الأوكرانيين، وإذا ما دافع أبناء الأمة العربية عن دولهم كما حدث أبان غزو العراق أطلق عليهم متطرفين، الإ إذا كانوا انفصاليون مدعمون من الغرب لتفتيت إحدى دول الأمة والأدلة متعددة. فتح باب التطوع للقتال ضد روسيا ومن منا لا يتذكر المواقف المتناقضة للدول الغربية خاصة في الحرب على الإرهاب، فعند قيام إحدى الدول العربية بالدفاع عن سلامة واستقرار أرضها وأمن مواطنيها، تتبارى المنظمات الغربية الممولة بمهاجمة هذه الدولة بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان، فأين هم من حقوق الإنسان؟. الشوالي يفضح ازدواجية الغرب لقد عانت ولا تزال منطقتنا العربية من الإرهاب والتطرف اللذان انتشرا مع بداية ما عرف ب"الربيع العربي" في كثير من الدول العربية مستغلين حالة الانشغال، وقام المتطرفون بعمليات انتحارية كبدت الدول العربية خسائر مالية وبشرية ضخمة حتى استطاعت بعض دول الأمة التغلب عليهم ودحرهم كما حدث في مصر. المعلق التونسي الرياضي، عصام الشوالي وفضح المعلق الرياضي التونسي الشهير عصام الشوالي، ازدواجية المعايير التي يتبعها الغرب تجاه القضايا العربية وأزماتها - في مقدمة وصفها البعض بالتاريخية وكانت خلال تعليقه على "دربي مدينة مانشستر" بالدوري الإنجليزي. ممثل أوكرانيا فى"العدل الدولية": بلادنا تواجه حربا تعرض حياة الملايين للخطر|فيديو فرنسا تلوح بفرض مزيد من العقوبات ضد روسيا وقال الشوالي في مقدمته التي جاءت تعليقا على وقفة تضامن من لاعبي الفريقين والجماهير مع الشعب الأوكراني الذي يعاني من الحرب الروسية ضد بلاده: "الميزان الأعرج يسمح لمَ يشتهون ويمنع ما يكرهون، عاشت القضية الفلسطينية غالطوك فقالوا السياسة والرياضة منفصلتان". النائب الإيرلندي ريتشارد بويد ومن جانبه، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو للنائب الإيرلندي ريتشارد بويد، التابع لحزب "People before profit" الإيرلندي، وهو يوبخ أعضاء البرلمان في بلاده والغرب بشكل عام، بسبب سياساتهم المتناقضة في القضايا العالمية الشائكة. وهاجم ريتشارد بويد، خلال كلمته أمام البرلمان، الغرب بسبب ازدواجية المعايير، مؤكدا أن سياسات المجتمع الدولي "متناقضة"، لا سيما بعد ردة الفعل الغربية التي أعقبت العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا. الحرب في أوكرانيا وأشار النائب الإيرلندي، إلى أن المجتمع الدولي فرض العقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غضون خمسة أيام، فيما لم يتم فرض أي عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل فلسطين منذ عشرات السنين بحجة أنها غير فعالة. واستنكر ما وصفه ب "ازدواجية المعايير" التي يمارسها الغرب في القضايا، منوها إلى أن 5 أيام كانت كافية للمجتمع الدولي لكي يفرض عقوبات على بوتين، بينما عاش الفلسطينيون عشرات الأعوام من القهر دون أن يحركوا أي ساكن. وقال: "الغرب الذي انتفض من أجل الشعب الأوكراني وتجاهل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني على مدار 70 عاما يعامل الشعب العربي والشعب الفلسطيني بأنهم عرق أدنى"، مضيفا: "أطالب الجميع بتوخي الحذر في اللغة التي يستخدمونها". الرئيس الروسي جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وأردف: "يطالب الغرب بلغة أقوى لوصف جرائم بوتين بأنها جرائم ضد الإنسانية لكنهم لا يستخدمون ذات اللغة الحازمة لوصف معاملة إسرائيل للفلسطينيين، والتي تم توثيقها من قبل أهم مؤسسات حقوق الإنسان في العالم". وتابع ريتشارد حديثه قائلا: "أي شخص ينظر بصدق وأمانة للاضطهاد الوحشي والا إنساني الذي تعرض له الفلسطينيون خلال السنوات الماضية، كالاعتداء على غزة وضم الأراضي وتطبيق قواعد الفصل العنصري، يجب عليه على الأقل استخدام كلمة فصل عنصري بغض النظر عن العقوبات". جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وعبر ريتشارد عن غضبه الشديد من كل الغرب، مشيرا إلى أنهم لم يقوموا بأي شيء مفيد لإيقاف الاحتلال الإسرائيلي، حتى بالكلام. ومن جانب آخر، وصفت شبكة «CNN» الإخبارية الأمريكية الحرب الروسية الأوكرانية بأنها أسوأ أزمة أمنية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مما ساهم في إغفال الصراعات الأخيرة نسبيًا في القارة مثل حرب البوسنة في التسعينيات وصراع إيرلندا الشمالية، التي استمرت من الستينيات حتى عام 1998. كما عملت هذه التصريحات وهذا التعميم على إخفاء حقيقة أنه في حقبة ما بعد الحرب العالمية، صدرت أوروبا العديد من الحروب إلى البلدان التي كانت كيانات استعمارية سابقة. الحرب-بين-روسيا-واكرانيا