شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، محاضرة مشتركة عن "الثوابت والمتغيرات في الإسلام" للدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، في إطار مشروع جامعة القاهرة لتأسيس خطاب ديني جديد، وبحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والأساتذة والطلاب. الخشت: القرآن والسنة المتواترة ثوابت لا يجوز الاقتراب منها آداب القاهرة تعلن موعد امتحانات الفصل الدراسى الأول لطلاب الماجستير قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، " إن الدكتور محمد الخشت يمثل قيمة وطنية كبيرة وعقل فلسفي وعلمي يعتز به الجميع"، وأن جامعة القاهرة تمثل صرحًا وطنيًا عريقًا له جذور تاريخية ومركز كبير في التعليم وصناعة العقول وتصنيع الخبرات والموارد العلمية في العالم العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن قبة جامعة القاهرة هي أحد العلامات المضيئة التي شهدت قامات ورموز وأعلام وتعد جذور أصيلة في تاريخ الوطن. وأوضح الأزهري، أن تجديد الفكر والخطاب الديني ترتكز على 4 محاور أساسية، وهي إطفاء نيران الفكر المتطرف، وإطفاء نيران التطرف اللاديني المضاد الذي يصل إلى قضية الإلحاد، وإعادة بناء الشخصية الوطنية القادرة على حماية البلد والتي تبحث وترمم أعمدة شخصية الإنسان المصري، وإعادة صناعة الحضارة، مشيرًا إلى أن الغرض من التجديد يتمثل في احترام الأكوان، وإكرام الإسان، وحفظ الأوطان، وإزدياد العمران، وزيادة الإيمان. وأشار الأزهري، إلى ثقته المطلقة بأن الدكتور الخشت والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يكن كل منهما للآخر كل الاحترام والتقدير والمحبة وهو ما لا يتعارض مع فتح أبواب الحوار المثمر. وأعرب الأزهري، عن تأييده لما ذكره الدكتور الخشت حول أن القرآن فوق التراث ويصلح لكل زمان ومكان، وتناوله لضوابط فهم الناس وطريقة تفكيرهم عند قراءة التراث، وأن نأخذ من العلماء منهجهم في التفكير القائم على فهم الأدلة، وتأكيد على أن النص الشريف يتنزل من الواقع الثابت، بينما يختلف الحكم الشرعي حسب ما يوجد في الواقع من أمور، وأن التراث لا يتم رده بأكمله أو قبوله بأكمله. وأوضح الدكتور أسامة الأزهري أن موضوع الثوابت والمتغيرات في الإسلام له أهمية كبيرة، مؤكدًا تأييده لما أشار إليه الدكتور الخشت بأن الثوابت في الإسلام لا مساس بها وهي سياج منيع لا يسمح لأحد بالتطاول عليه، مؤكدًا أن الفرق بين الثوابت والمتغيرات هام لتثبيت هوية هذا الدين من ناحية والتعمق فيه التي تمثل أحد مكونات بقائه وخلوده. وأشار الأزهري، إلى أن من ثوابت الإسلام مصادره وأدلته الكبرى وعلى رأسها القرآن والسنة النبوية المشرفة والبيان للقرآن العظيم والإجماع والقياس بالأدلة المتفق عليها، موضحًا أن ثوابت الدين تولد منها عدة محاور للمعرفة عند المسلمين، ومنها أولا أن العقائد من الثوابت والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر كلها من الثوابت التي لا تتغير بتغير الأزمان أو الأماكن أو الحضارات. وأضاف الأزهري، أن الأمر الثاني في هذا الدين يتمثل في المبادئ الأخلاقية الكبرى مثل الصدق والأمانة والعدل والكرم والتنزه عن الكذب والسرقة، وهي من الثوابت التي ليس فيها اختلاف بين الأشخاص، وهي معايير للفضيلة وصناعة سلوك إنساني رشيد، مؤكدًا أن الشرع الشريف له مقاصد عليا نشأت من الاستقراء التام لعلماء الفقه الذين عكفوا على استقراء فروع الفقه. وتابع الأزهري أن المتغير في الإسلام معناه أن الأحكام الشرعية المتعلقة بالحلال والحرام تنزل على واقع، بمعنى أن الاجتهاد يتم في استخراج الأحكام الشرعية ويصل إلى مسائل جزئية للفتوى في الحلال والحرام مثل الزواج والطلاق وغيره، مشيرًا إلى التمييز بها بين المبادئ الكبرى مثل الصلاة والصوم والحج التي تمثل ثوابت قطعية، مشيرًا إلى أنه من المتغيرات أيضًا الأحكام الفقهية التي قد تختلف باختلاف المكان والزمان والأحوال والأشخاص، مؤكدًا أهمية إدراك الواقع الذي يمثل معنى واسع، والأنماط الفلسفية التي تتولد كل يوم في ظل الانفجار المعرفي والمعلومات الحادث.