الرشاوى الانتخابية كانت أحد معالم أي انتخابات بمصر خلال أكثر من 30 سنة من العهد البائد ، كان رصيد المرشح بالبنوك وقدرته علي دفع الأموال سواء للحزب الوطني أو الناخبين هو الطريق الوحيد للدخول تحت القبة. ولكن بعد ثورة يناير المجيدة انحسرت هذه الظاهرة بعض الشيء ولكنها ظلت موجودة وإن اتخذت وسائل أخري. فقد ذكرت إحدي المنظمات الحقوقية أن الرشاوى الانتخابية من أهم ملامح المرحلة الأولى فى الانتخابات البرلمانية , وأشارت منظمة "سواسية " لحقوق الإنسان إلي أن الرشاوي تنوعت أساليبها واختلفت وسائلها , ورصدت المنظمة بعض من هذه الوسائل والأساليب التي استخدمها المرشحون بالجولة الأولي مثل . قيام بعض الأحزاب بتوجيه الناخبين عن طريق شراء الأصوات ب بطانية و100 جنيه أو كيلو لحمة و50 جنيه كما فعلت الكتلة المصرية والمصريين الأحرار ,وفرخة و20 جنيه ومواد تموينية كما فعلت بعض الأحزاب , وقام أنصار حزب النور بتضليل الناخبين واستخدام دعاية الحرية والعدالة على أنها الدعاية الخاصة بهم. وفي المرحلة الثانية كان توزيع المواد الغذائية والسلع التموينية والبطاطين على الناخبين من أهم السمات التي شهدتها المرحلة . أما في الجولة الأخيرة من الانتخابات البرلمانية فقد إختفت ظاهرة شراء الأصوات تماماً أثناء عملية الإقتراع في هذه المرحلة , واستطاع الناخبون أستطاعوا أن يقضوا نهائياً على تلك الظاهرة المتبقية من النظام البائد , وظهرت بطولات حقيقية للشعب المصرى ليدلل أنه قادر على بناء وطنه من جديد. وقد رصدت المنظمة عدد من ردود الأفعال حول عودة تلك الظاهرة في المرحلتين الأولي والثانية ثم إختفاءها في المرحلة الثالثة . في البداية أكد ناصر عثمان عضو مجلس الشعب أن جمهور الناخبين أستطاع القضاء على ظاهرة الرشاوى إلى حد ما في تلك المرحلة حيث أن المرحلتيين السابقتين رصدت خلالهما أحداث عديدة من شراء الأصوات وتوجيه الناخبين ولكنها كادت أن تتلاشى في الجولة الأخيرة . من جانبه دعى مصطفى فرغلى عضو مجلس الشعب أبناء الوطن جميعاً إلى استكمال مسيرة الديمقراطية في بناء مصر الجديدة بعد أحداث الثورة المجيدة ,حيث طالب فرغلى تلك الجماهير العريقة على مزيد من المشاركات في انتخابات الشورى والمجالس المحلية والمحافظات وأيضاً الانتخابات الرئاسية المقبلة . أكد محمد السعيد طوسون عضو مجلس نقابة المحامين على أهمية مشاركة الناخبين في عملية الأقتراع في المراحل القادمة من أجل بناء حياة سيادية وقانونية تعم بالنفع على الجميع . ووصف يسرى بيومى عضو مجلس الشعب هذه الأفعال بأنها من ألاعيب النظام البائد ولن تؤتى ثمارها فى الوقت الحاضر. وأشار خالد محمد عضو مجلس الشعب أن مثل هذه الممارسات لم يكن لها أثر واضح على أهل دائرته رغبة منهم فى أن يمثلهم مرشح يعبر عن رغباتهم الحقيقية وليس مرشحاً يرشيهم ولا يرونه مرة أخرى . وأشار جمال حنفى عضو مجلس الشعب أن الشعب المصرى أصبح الآن قادراً على أختيار من يمثله . وأكد رضا البديوى المدير العام لمؤسسة شهداء مصر من سكان مدينة العبور أن الشعب المصرى أصبح يشعر بقيمة صوته ولذلك لم يقوم ببيعه مهما كان الثمن ,حيث شعر المواطن البسيط بقيمة صوته وحقيقة مشاركته في بناء مجتمع يشعر بالكرامة والعدالة الاجتماعية . أشار سيد عمر مدير عام دار النشر للجامعات ومن سكان حى الساحل بأن ظاهرة شراء الأصوات هى ظاهرة غير أخلاقية وسوف ينتهى ذكرها تماماً في المراحل القادمة من بناء مصر الجديدة والنظيفة الخالية من أيدى العابثين المخربين .