جاءت عملية الإفراج عن الجنود المختطفين لتدخل السعادة في قلوب ملايين المصريين الذين تابعوا عن كثب خلال الاسبوع الماضي تطورات تلك العملية، وربما ان تلك العملية لم تشفي غليل العديد من المواطنين لعدم القاء القبض على الخاطفين حتى يكونوا عبرة لكل من تسول نفسه ان يعبث بمصر. إن المجهود الذي بذلته القوات المسلحة لإطلاق سراح تلك المجموعة عظيم ويجب أن نقدم كل التحية والشكر، ونفخر بقواتنا المسلحة التي حافظت على حياة جنودها، وانها لم تتهاون في الحفاظ على حياتهم، وعدم الرضوخ لمطالب الجماعات الإرهابية التي قامت بعملية الاختطاف أو النزول على رغباتهم . الأهم مما حدث يجب أن نعلم أن هذه العملية وتبعاتها فتحت أمامنا ملف غاية في الاهمية، ويجب ان يتم التعامل معه بكل حكمة، وهو ملف الإرهاب في سيناء الذي اعترف به وزير الداخلية مؤخرا،والسلاح الذي يستخدمونه في الفترة الحالية، فالذي يجب ان نعلمه ان سيناء اصبحت مرتعا للإرهاب والإرهابيين، وهو موضوع موثق ،وأكبر دليل على ذلك عملية الاختطاف التي تمت، وعدم القاء القبض على منفذي تلك العملية ،كما ان مراكز البحث في اسرائيل اعلنت من قبل عن خلال اجهرزة المخابرات اعلنت عن تواجد اكثر من 10 الاف عنصر ارهابي هناك مزودين باحدث الاسلحة التي تصل اليهم عبر الانفاق من جانب غزة . لايمكن ان ننكر ان هناك هناصر ارهابية سلفية جهادية يتم تدريبها في سيناء وارسالهم الى سوريا لخوض معرك ضد النظام الحاكم ضمن صفوف جبهة نصرة الاسلام -المصنفة على انها جماعة ارهابية -،كما ان الاردن تمنع تسلل بعضهم عبر اراضيها للدخول الى سوريا، كما ان العمليات التي تستهدف اسام الشرطة والاكمنة الأمنية في سيناء اكبر دليل على ذلك ،فلا يجب ان ندفن رؤوسنا في الرمال ونقول عكس الحقيقة، ونجعل الفرحة تنسينا الخطر الداهم. ان الوضع في سيناء غاية في الخطورة،ويجب ان يتم التعامل معه بكل حذر مع هذه المجموعات الارهابية،فمساحة سيناء تضاهي مساحة 22 محافظة من المحافظات المصرية ،وطبيعتها مختلفة تماما عن باقي المحافظات، والعناصر الارهابية متصلة بعناصر اخرى في غزة ،وايضا بتنظيم القاعدة، ومن الممكن ان تدخل تلك العناصر مصر في دوامات الارهاب والاغتيالات مرة اخرى في حال التعامل معها بشكل غير سليم او غير مدروس . والواضح في الوقت الحالي محاولة اقحام القوات المسلحة في التعامل مع تلك العناصر في سيناء ،مع ان مسئولية تلك العملية لعناصر الداخلية المصرية ،والهدف هنا واضح وهو محاولة استدراج الجيش للدخول في صراع مسلح مع تلك العناصر،ويتم تحويل الصراع من امني الى عسكري، و تحويل الجيش المصري لنوذج الجيش السوري، وابعادة عن الحياة السياسية المصرية، بعد العديد من المطالبات الشعبية باستعادة دورة مرة اخرى في الحياة السياسية . رغم كل ما حدث مع الجنود وفرحة اصطلاق سراحهم الا انها مشوبة بالحذر فالعناصر الارهابية لاتزال في سيناء، والمعضلة لم تحل والجيش اصبح هو المستهدف في المرحلة المقبلة، فيجب الحذر قبل ان ينزلق في تلك الازمة واعتقد ان قيادات القوات المسلحة على دراية كاملة بما يدبر لها. المزيد من أعمدة جميل عفيفى