حالة من الإنبهار أصابني بها قادة وزارة التربية و التعليم الحاليين ، الذين تولوا زمام الأمور بالوزارة بالتوازي مع تولي جماعة الاخوان المسلمين لإدارة شئون مصر . أصابني هذا الإنبهار عندما سمعت بنفسي هؤلاء القادة و المسئولين في بداية عهدهم و هم يتحدثون بثقة منقطعة النظير و يؤكدون أن "كله هايبقى تمام في وجودهم " بل و يقولون "احنا مش بتوع كلام زي اللي قبلنا"، و "الامتحانات معانا هاتمشي زي الساعة" و لكن مع مرور الأيام يشاء القدر أن يتحول الانبهار الى صدمة .. فها أنا يا مسئولي وزارة التربية و التعليم قررت أن أكتب الآن ، بعد أن تابعت بنفسي إمتحانات نهاية العام الحالي لسنوات التعليم الابتدائي و الإعدادي ، وأقولها بكل أسف "لقد خدعتمونا". فوعدتونا بعدم إدخال السياسة في الامتحانات ، و فوجئنا بالعديد من الأسئلة التي تتحدث عن الرئيس مرسي و النظام القديم و الثورة و الثوار بشكل فيه تحيز لإنتماءات سياسية معينة دون غيرها. ووعدتونا بالتنسيق مع الداخلية لتأمين لجان الإمتحانات تأميناً لا مثيل له ، ثم فوجئنا بخبر اطلاق اعيرة نارية داخل لجنة مدرسة العروبة بقنا اثناء سير امتحان الإعدادية مما أدى لإصابة طالب و هروب باقي الطلاب و الملاحظين من اللجنة من الهلع خوفاً على حياتهم!! ثم وعدتونا بالتنسيق مع وزارة الكهرباء لعدم قطع الكهرباء عن لجان الإمتحانات و كنترولات الصحيح ، ففوجئنا بشكاوى المعلمين بإنقطاع الكهرباء عن اللجان و عن أماكن التصحيح ، و اضطرارهم للتصحيح على أضواء "الكشافات" لإنقاذ الموقف. و وعدتونا أيضاً بعدم السماح لأي مسئول بزيارة لجان الإمتحانات أثناء سير الإمتحان حرصاً على عدم اصابة الطلاب بالتوتر او شغلهم عن إجابة الأسئلة ، ثم فوجئنا بالوزير ابراهيم غنيم بنفسه يمر على لجان المدرسة الثانوية للبنات ، و لجنة المدرسة الثانوية الجديدة للبنات بإدارة كفر الشيخ التعليمية ، بل و تم تصويره داخل هذه اللجان مما يعني ان وسائل الاعلام ايضا دخلت معه اللجنة. وعدتونا و وعدتونا و وعدتونا و لكننا للأسف يا مسئولي وزارة التربية و التعليم لم نر منكم إلا " أقوالاً بلا أفعال" .. فما رأيناه في امتحانات سنوات مراحل الابتدائي و الاعدادي جعل كل البيوت المصرية تضع يدها على قلبها متسائلة "اومال في الثانوية العامة هايحصل ايه؟" .. و انا اضم صوتي لهم يا من تتحدثون معنا بكل ثقة من اعلى مكاتب الوزارة .. فكيف تضمنوا لنا عدم وضع اسئلة سياسية بإمتحانات الثانوية ؟ و كيف تضمنوا لنا عدم قطع التيار الكهربي عن الكنترولات التي سيتم فيها التصحيح الذي سيتحدد على اساسه مستقبل الطلاب ؟؟ ... و فوق كل ذلك كيف ستؤمنون لنا امتحانات الثانوية العامة ؟؟ في الوقت الذي اصبح فيه الهجوم المسلح على اللجان أمراً مباحاً في الامتحانات العادية؟ .. أقولها الآن و بكل صدق "رحم الله أيام اللواء حسام أبو المجد رجل المخابرات الذي كان يرأس ادارة الأمن ، و الذي كان يتحمل بعلاقاته المخابراتية تأمين الامتحانات .. نعم "أبو المجد " الذي لم نسمع يوماً في عهده عن أي أعمال بلطجة داخل لجان الامتحانات.. "أبو المجد" الذي ضحيتم به و أبعدتوه عن الوزارة لمجرد انه "رجل من الحرس القديم" .. و الذي قولتم لي بعد رحيله عن الوزارة "الامتحانات مش هاتقف عليه و احنا هانوريكم التأمين اللي على أصوله" .. حقاً رحم الله ايامك يا سيادة اللواء يا من دخل السلاح من بعدك الى لجان الامتحانات. المزيد من أعمدة ياسمين بدوي