نعم الله _عزّوجل_ علينا لا تعد ولا تحصى ومن وأعظم النعم نعمة اللسان التي بها قد يصل الإنسان إلى أعلى الجنان لذا يظهر حرص النبي صلى الله عليه وسلم علينا في أن نستخدم ذلك العضوالذي لا يكل ولايمل ولا يتعب فيما ينفعنا فلقد سأل الصحابي الجليل عقبة بن عامر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :(قُلتُ يا رسولَ اللهِ ما النَّجاةُ؟ قال: "أَمْسِكْ عليك لِسانَكَ، ولْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وابْكِ على خَطيئَتِكَ "رواه الترمذي. وهنا يظهر لنا توفيق الله _عزّ وجل_ للصحابي الجليل في سؤاله فهو للأمة جمعاء فنحن جميعا نبحث عن أسباب نجاتنا في الدنيا والآخرة. ونرى في جواب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الجواب الشافي الكافي وهو أيضا من جوامع الكلم لرسول صلى الله عليه وسلم فأول ما أرشدنا إليه النبيصلى الله عليه وسلم حفظ اللسان فهو مع صغر حجمه إلا أنه عظيم أمره وذلك لأن آفات اللسان عظيمة وخطيرة والتي منها (الغيبة ، والنميمة ، ،وشهادة الزور ،وسباب المسلمين ،وغيرها من المهلكات .... ) فالصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قُلْتُ يَا نَبيَّ اللهِ: وَإنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ: (ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّار عَلَى وُجُوهِهِمْ أَو عَلَى مَنَاخِرهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهمْ) رواه الترمذي. * والجزء الثاني_ من الوصية: ( ولْيسَعْك بيتُك ) يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم الى المسؤلية الملقاة على اعتاقنا فنحن مسؤلون عن أنفسنا وعن تعليم وتربية وإرشاد وتوجيه أولادنا وتنشأتهم نشأة صحيحة سليمة فعلى العاقل أن يجعل وقت فراغه لبيته ليكون في مهنة أهله أي مساعدتهم ،ومساندتهم ،وتوجيههم . * والجزء التالث من الوصية: ( وابْكِ على خطيئتِك) فالإنسان لا يخلو يومه من اقتراف إثم أو ذنب فعليه أن يستشعر عِظَم هذا الذنب أو الإثم فيبادر بالندم والإستغفار والتوبة والرجوع إلى الله فهو سبحانه وتعالى يقبل التوبة ويعفو ويغفرحيث قال تعالي: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)( سورة الشورى: آية: 25.) فلا نيأس من رحمة الله وعلينا التمسك بأسباب النجاة التي بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعمل بها.