اقتصاد الإمارات.. تعاون بناء بين سوق أبوظبي العالمي و"مصدر" نحو صناديق استثمارية عقارية مستدامة

شكل التعاون بين سوق أبوظبي العالمي وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"؛ بيئة خصبة لتأسيس "صندوق مصدر للاستثمار العقاري الأخضر" أول صندوق على مستوى الإمارات متخصص فقط في الاستثمار بأصول عقارية مستدامة.. ويعد صندوقا استثماريا مؤهلا يوفر للمستثمرين فرصة قيمة للاستثمار في محفظة فريدة، تضم أصولا عقارية مستدامة مستقرة ومدرة للدخل، في مدينة مصدر، ودولة الإمارات.
ويعد سوق أبوظبي العالمي الأول في المنطقة الذي يطرح منظومة خاصة لصناديق الاستثمار العقاري تلبي احتياجات مديري الصناديق الساعين لهيكلة صناديق عقارية متاحة فقط عبر الطرح الخاص للمستثمرين المهنيين، كون قوانين السوق تتيح تطبيق مثل هذه الهياكل.
وتقدم صناديق الاستثمار العقاري فرصا مميزة للمستثمرين لتحقيق الدخل من القطاع العقاري عبر مزايا استثمار مبالغ قابلة للإدارة، والتمتع بإمكانية تسييل تفوق المتاحة من خلال الاستثمار العقاري المباشر.. وتساهم أيضا في دعم نمو القطاع العقاري عبر جذب رؤوس الأموال بما في ذلك رأس المال الأجنبي، نحو قطاع العقارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبر أدوات جديدة وفعالة تتيح للمؤسسات فرصا استثمارية في القطاع العقاري.
وتستعرض وكالة أنباء الإمارات "وام" في التقرير التالي الرؤية المشتركة والطموحات الواحدة التي تجمع بين سوق أبوظبي العالمي ومصدر في مجال تعزيز الاستدامة وتعزيز الحلول المتطورة التي تعد ركيزة أساسية في بناء مستقبل مستدام و كانت عاملا مهما في تأسيس مصدر أول صندوق استثمار عقاري في سوق أبوظبي العالمي خلال فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020.
ويضم صندوق "مصدر" الاستثماري العقاري حاليا أربعة عقارات تجارية ضمن مدينة مصدر، وينخفض استهلاك جميع هذه العقارات من المياه والكهرباء بنسبة 40% تقريبا مقارنة بالمباني الأخرى في أبوظبي وقد حصلت جميعها على تصنيف 3 لآلئ أو أعلى وفق نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ من برنامج استدامة بأبوظبي، كما نال واحد من هذه المباني شهادة "لييد" البلاتينية.
ومن شأن صندوق مصدر للاستثمار العقاري الأخضر، المساهمة في استقطاب المزيد من الأصول العقارية المستدامة إلى السوق، وذلك من خلال توفير تمويل مؤسسي لدعم خطط التوسع المستقبلية في مدينة مصدر و ما تتضمنه من تطوير عقارات مستدامة جديدة.
كما يمثل الصندوق خطوة مهمة على طريق تنفيذ إعلان أبوظبي للتمويل المستدام الذي وقعت عليه 25 جهة حكومية ومؤسسة رائدة في عام 2019 من ضمنها شركة "مصدر" وسوق أبوظبي العالمي، والذي يهدف إلى تأسيس قطاع مالي حيوي ومستدام لدعم جهود الإمارات للمساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وأكد محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي ل "مصدر" أهمية تعاون الشركة مع سوق أبوظبي العالمي لاستحداث مجالات جديدة ضمن قطاعات الاستدامة والتمويل المستدام والاستثمارات والمحافظ الخضراء وهو التعاون الذي أثمر تأسيس صندوق مصدر للاستثمار العقاري الأخضر المستدام الذي يعد أول صندوق من نوعه على مستوى المنطقة يتخصص في الاستثمار في أصول عقارية مستدامة و يوفر للمستثمرين فرصة فريدة للاستثمار في محفظة تضم أصولا عقارية مستدامة مستقرة ومدرة للدخل في مدينة مصدر ودولة الإمارات، خصوصا في ضوء تنامي اهتمام الجهات الاستثمارية بالمشاركة في "الاستثمارات المسؤولة" ودخول قطاع المباني الخضراء.
و قال الرمحي إن "مصدر" حققت خلال مسيرتها الممتدة على مدى خمسة عشر عاما إنجازات مهمة ونوعية لم تقتصر فقط على مشاريع الطاقة المتجددة ونشر التقنيات النظيفة بل شملت أيضا تشييد العديد من المجمعات والمباني الخضراء منخفضة الكربون.. ونحن ملتزمون بمواصلة مساعينا في هذا المجال والمساهمة في الجهود العالمية لتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
من جهته قال إيمانويل جيفاناكيس الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية لدى سوق أبوظبي العالمي في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" إن شراكتنا وتعاوننا المستمر مع مصدر من شأنه تعزيز أجندة الاستدامة وتوسيع آفاق الاستثمار المستدام في الدولة والمنطقة، والمساهمة في دعم نجاح أول صندوق استثمار عقاري أخضر في الإمارات.
وأضاف جيفاناكيس إن سوق أبوظبي العالمي من موقعه كمركز مالي دولي يسعى بشكل دؤوب إلى توفير كل أشكال الدعم لأجندة التمويل المستدام بالمنطقة ويلتزم بالتعاون وتطوير الحلول والمبادرات المبتكرة التي من شأنها احداث أثر إيجابي.
وبعد استضافتها أسبوع أبوظبي للاستدامة؛ أتاحت مصدر سبلا للتعاون في مجال الاستدامة وتعزيز الوعي بالوسائل التكنولوجية، والهياكل التنظيمية التي تعزز أدوات التمويل المستدام اليوم، وتدعم توجه مصدر مع شركائها لتطبيق التكنولوجيا النظيفة على نطاق واسع بين العديد من الأطراف المعنية، خاصة صناع السياسة والمجتمع المالي على نطاق واسع، وذلك من خلال مشاريع تمتد لتغطي أكثر من 30 دولة وقد أسفرت هذه الجهود عن تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص سواء في الدول النامية أو الأسواق الناشئة، وفي جميع البقاع من المغرب إلى أندونيسيا، ومن صربيا إلى الولايات المتحدة.
واستطرد: وستواصل مصدر جهودها لتيسير الأدوات المالية "الخضراء" لتعزيز السوق لوسائل تكنولوجية مبتكرة في السندات أو القروض أو مزيج منهما، ومن الأمثلة الحية على الوسائل الأخيرة، إعادة التمويل بمبلغ 1.27 مليار جنيه أسترليني لحصة مصدر في محطة "دادجون" لطاقة الرياح بالمملكة المتحدة خلال شهر ديسمبر 2018.
وتعد "مصدر" واحدة من الجهات ال41 الموقعة على إعلان أبوظبي للتمويل المستدام، الذي يشكل منصة رائدة لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول مبتكرة لجذب وزيادة الاستثمارات الخضراء والمستدامة وإتاحة المجال أمام تمويل المشاريع والمبادرات التي تدعم قطاع التمويل المستدام وتخدم رؤية الإمارات وأجندتها الخضراء.
من جهته، يبذل سوق أبوظبي العالمي جهودا مميزة في تعزيز التمويل المستدام ودعم جهود التنويع الاقتصادي للدولة ويضع في مقدمة أولوياته التعزيز الفاعل للرؤى طويلة المدى لإمارة أبوظبي والدولة، ويتجسد ذلك في سياسات مثل الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050 والأجندة الخضراء.
ويهدف السوق إلى ترسيخ مكانة أبوظبي مركزا لرفع ونشر رؤوس الأموال، وإدارة المخاطر لتحقيق نمو اقتصادي طويل المدى يرتكز على الاستدامة وأصبح السوق رائدا رئيسيا في مجال دفع عجلة الاستدامة في الدولة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بفضل التغلب على المخاوف المالية والاجتماعية والبيئية العالمية.
وفي نوفمبر 2018 كشف سوق أبوظبي العالمي النقاب عن خطته لتعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للتمويل المستدام خلال قمة معهد التمويل الدولي المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد تشكل هذا الطموح في بادئ الأمر خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة في عام 2019 عندما استضاف السوق بنجاح ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام الذي كان منصة لإطلاق إعلان أبوظبي للتمويل المستدام الذي يعتبر حجر الزاوية للمبادئ الإرشادية حول التمويل المستدام لدولة الإمارات المنشورة في عام 2020، وهي المبادرة الأولى من نوعها في ضوء أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
كما أطلق السوق، برنامج السندات الخضراء بمبادرة مشتركة مع دائرة الطاقة وسوق أبوظبي للأوراق المالية، وذلك بهدف ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي لإصدار السندات الخضراء والصكوك الخضراء للمشاريع المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وساهم السوق أيضا مساهمة فاعلة في سندات الأثر الاجتماعي الأولى في منطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي تعد أداة مالية معترفا بها عالميا لزيادة الاستثمار الخاص دعما لبرامج الأثر الاجتماعي والذي أطلقته هيئة المساهمات المجتمعية "معا".
وعلى المستوى التنظيمي أصدر السوق مبادئ الاستدامة لدى سوق أبوظبي العالمي وهي مبادئ تحكم إجراءات السوق لدعم الاستدامة وعلى نطاق أوسع أجندة الإمارات العربية المتحدة 2030 لتنمية الاستدامة.
وتعد منصة المحكمة الإلكترونية أفضل مثل على التزام سوق أبوظبي العالمي ونهجه القائم على الاستدامة، وذلك من خلال رقمنة الخدمات القضائية بما في ذلك المحاكم بدون أوراق، وتجنب الحاجة إلى السفر إلى أماكن الاستماع وتنعقد جلسات الاستماع عبر مؤتمر الفيديو، وتقدم الوثائق إلكترونيا.
جدير بالذكر أن سوق أبوظبي العالمي يهدف إلى ترسيخ مكانة أبوظبي مركزا لرفع ونشر رؤوس الأموال وإدارة المخاطر لتحقيق نمو اقتصادي طويل المدى يرتكز على الاستدامة فيما تدعم "مصدر" جهود الإمارات لبناء اقتصاد المعرفة، ليكرسا بذلك معا قدرة قطاع الأعمال على المساهمة في تحقيق أهداف الدولة في الاستدامة وأهداف أجندة الاستدامة العالمية.