لا أحب أن أطيل عليك ياسيدتي فلا أحب المقدمات والتطويل .. نعم تزاملت انا وفتاة جميلة ذات جسم ممشوق لافت للنظر.. تصادقنا منذ المرحلة الثانوية، وانتقلنا الي الجامعة بنفس الروح الجميلة الطيبة ..وبدات هي ياسيدتي تجذب الانظار بجمالها الأخاذ وخاصة الطلبة العرب الذين ياتون من بلاد الخليج للحصول علي الشهادة الجامعية من جامعتنا المصرية .. ولم تنتظر طويلا فاذا بها تعلن خطبتها الي احد هؤلاء الطلبة الذي احضر اهله في زيارة سريعة لاتمام كل اجراءات الخطوبة وعقد القران في آن واحد. وفرحت صديقتي بهذه الخطوة ..فلماذا لا ياسيدتي وكل طلبات الدفعة يحسدونها علي هذه الشبكة وتلك السيارة الفارهة التي كان يتركها لها في معظم الاحيان .. ولم تعرني هذه المظاهر اي اهتمام ..ولم اكن من تلك الطالبات اللاتي يتهافتن علي معرفة اخبار الهدايا والفسح التي كان يصطحبها اليها هذا الخطيب .. وباركت الخطوة ولكن في داخلي ياسيدتي كان هناك شعور ما لا اعرف مداه او سببه شعور كله ريبة وشك وتوجس. وتمنيت ان اكون مخطئة كم دعوت الله جلت عظمته ان تخيب ظنوني وتسقط توقعاتي.. نعم ياسيدتي فقد كانت هذه الصديقة عزيزة علي بشكل لايمكن ان يتخيله احد فقد اعتبرتها اختا لي حيث انني وحيدة مع شقيق واحد. وجاءتني فرحة مهللة تعلن موعد زفافها وانه لاداعي للتاجيل وانتظار نهاية الدراسة من الكلية . فمادامت الشقة المجهزة بافخم الاثاث موجودة .. فلماذا اذن التاجيل او الانتظار ؟!.. وتزوجت صديقتي في عرس كاعراس الف ليله وليلة ..وسافرت مع زوجها لتكون اقامتها بين القاهرة وبلده العربي ..أما انا ياسيدتي فمضيت في طريقي وحرصت علي اتمام دراستي الجامعية .. وفي السنة النهائية تعرفت عليه هو طالب بكلية الهندسة المقابلة لكليتنا .. يكبرني بثلاثة اعوام. لاحظت تردده علي الكلية وتقربه من شلتنا منذ التحاقنا بالكلية.. كنت اظن انه معجب بصديقتي ، فهي دائما وابدا محط انظار كل من تقع عليه عيناه.. ولم اهتم بنظراته الحائرة.. وانتظر هو الي ان تزوجت صديقتي.. وجاءني بعد تخرجه يعلن مدي حبه وولعه بي انا وليس هي وان جمالها الجامد الذي لا روح فيه ولا حياة لم يكن يحركه او يثير عنده اي شعور ..صدقته يا سيدتي لانني كنت اريد ذلك ارغب في الارتباط به والعيش في كنفه. باختصار ياسيدتي تزوجته وانجبت ثلاثة ابناء وسعدت بهذا القدر من الرضا والسعادة واعتبرت نفسي من الزوجات المحظوظات. وفي احدي الليالي جاءتنا مكالمة من صديقتي تخبرني بانتظارها بالمطار لانها عائدة بمفردها استقبلناها انا وزوجي فإذا بها انسانة مختلفة تماما لقد تغير كل شيئ فيها ذبل الجمال وخار العود ووهن الجسد واصطحبناها الي منزلنا لتقص علينا اغرب قصة فاذا بزوجها انسان شاذ يطلب منها اشياء لاتستطيع فعلها واذا امتنعت فجزاؤها الضرب المبرح بالات حادة مازال تاثيرها علي جسدها للان. وبعد توسلات وتنازلات وافق علي طلاقها وارسالها الي القاهرة صفر اليدين حاملة معها الندم وضياع الشباب والجمال والانوثة. وقررنا استضافتها بمنزلنا حتي تدبر امورها فلم يعد لها مكان تقيم به بعد وفاة والدها واستيلاء شقيقها علي شقة الاسرة وزواجه فيها والموافقة علي اقامة والدته معه بالكاد. وبدأت تسترجع صحتها شيئا فشيئا وبدا الجمال والانوثة يظهران من جديد ..وبدات ألحظ اهتمامها بزوجي وثناءها علي تصرفاته الراقية الشيك .. كنت سعيدة بترحيب زوجي لها وشكرته علي هذا الصنيع الذي لم انساه له طول العمر.. وبدأت هي تختلي بزوجي تقص عليه كثير من الامور وهو يستمع ويقترح عليها الحلول التي قد تعيد لها شيئًا من حقوقها .. وفي ليلة كنت متعبة وغلبني النعاس لأفيق علي تصرفات غير لائقة صدرت منهما.. فقررت مراقبتهما لأقف علي حقيقة الامر. خرجت من المنزل بحجة شراء بعض اللوازم وعند عودتي خفية دون ان يشعر بي احد هالني ما سمعت ورأيت.. فإذا بزوجي الحبيب يسترحمها بان تظل معه لانه يعاني من اهمالي لمظهري ونظافتي امامه وان الحياة بدونها تمثل له الفناء والعدم. واقترحت هي عليه الزواج لعدم استطاعتها العيش بدونه ,, وعدت من حيث اتيت دون ان يشعر بي احد وبعد ان هدات اعصابي رجعت للمنزل لاجدها تستعد للرحيل بعد ان رفض زوجي فكرة الزواج .. ودّعتها دون ان ادخل في تفاصيل هذا الرحيل المفاجئ. أما زوجي فقد ضمني الي صدره ضمة احسست فيها بالندم والتوبة.. سيدتي لقد عدت لزوجي ولكن بقلب جريح ووجدان مشروخ .. فمازال الشرخ قائما بيننا لا استطيع ان اغفر له هذه الزلة وهذا العروج والجنوح عني.. سيدتي هل سيزول هذا الشرخ ام انه سيظل عائقا بيني وبين الاستقرار والاستمرار مع زوجي واولادي. * المحررة عزيزتي الزوجة المطعونة في زوجها وصديقتها معًا.. دعيني أولاً أحييك في معالجتك للأمور بهذه الحكمة والحكنة واحتوائك علي الموقف بهذه الصورة العقلانية بعيدة عن التهور والاندفاع والعصبية.. لقد تحاملت علي نفسك بمنتهي الذكاء ووضعت بيتك واسرتك امام عينيك. لقد كان لهذا التصرف اثره البعيد علي زوجك انك عندما قررت عدم مفاتحته في الامر كان تصرفًا يحسب لك وليس عليك.. نعم ياعزيزتي، لقد نأيت بنفسك بمنتهي الثقة والتوازن والتحضر عن المقارنة والمواجهة.. فعندما يعلم الزوج ان زوجته تعلم بعلاقته الاخري.. في هذه الحالة لا يهمه اي شيء ويضع الامر امامها وعليها ان تختار وبهذا تكون علي الزوجة ان تختار اما ان يحتفظ بك انت ويبقي علي بيته واما ان يفضلها هي بمغرياتها واسلحتها القوية التي تتناساها كثيرٌ من الزوجات ولكن بتصرفك هذا قطعت عليه خط الرجعة وها هو مازال حريصا عليك وعلي عشرتك، وذلك لان فكرة الزواج التي عرضت عليه صديقتك لم تلق منه ترحيبا وبالتالي جعلتها تمضي حاملة معها حقائبها وغدرها. عزيزتي افتحي صفحة جديدة مع زوجك وعيدي حساباتك ورتبي اوراقك .. اعترفي بخطئك وبانك شريكة له فيما حدث فانت التي اتيت بها لمنزلك ولم يذهب هو اليها .. حاولي ان تعرفي اخطاءك ولماذا انجذب اليها .. هل هو تقصير منك كما ادعي ليجري وراء اول محاولة للاستيلاء عليه؟ . فاذا كان الامر كذلك فلابد وفورا من اهتمامك بنفسك وبمظهرك . عيدي اشراقك وتألقك ليس فقط مظهريا ولكن ايضا بالفكر والمناقشة والتواجد علي كل المستويات ..احرصي ان تتركي بصمتك ولمستك في كل مكان .. لا تستسلمي لضعفك وتبرري إهمالك بحجة الاولاد والاعمال المنزلية.. ابعدي موضوع الخيانة والغدر عنك ودافعي عن الحقيقة الهامة وهي كيف تحافظين علي زوجك من اي امرأة قادمة .. ولا تعيشي حبيسة هذا الموقف حتي لا يضيع منك للابد.