أصدرت دار "روافد" كتاب "التاريخ السياسي للمعتزلة" للدكتور عبد الرحمن سالم، الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وكانت الطبعة الأولى من هذا الكتاب قد صدرت عام 1989، ولكنها لم تحظ بالعناية الكافية في إخراجها كما يقول المؤلف، ما دفعه إلى إصدار طبعة جديدة منه. وحظيت فرقة المعتزلة بدراسات واسعة على المستوى الفلسفي، ولكنها لم تحظ بنفس القدر على المستوى السياسي، وهذا الكتاب محاولة لدراسة تاريخ المعتزلة السياسي على المستويين النظري والتطبيقي. ويتناول الكتاب الظروف السياسية التي أدت إلى نشأة فرقة المعتزلة ويناقش أصولهم الخمسة من الوجهة السياسية، ويتحدث عن نظريتهم في الحكم أو الإمامة، وعن العلاقة بين التشيع والاعتزال نظريا وعمليا، وعن تطور هذه العلاقة في الفترة المتأخرة من تاريخ المعتزلة. كما يتناول الكتاب نشاط المعتزلة السياسي في خلافة الأمويين والعباسيين ويركز على دور المعتزلة في خلافة المأمون والمعتصم وعلى البعاد السياسية لمحنة خلق القرآن وما ارتبط بها من مأساة الإمام أحمد بن حنبل، ثم يناقش الأسباب التي دفعت الخليفة الواثق في أواخر حكمه إلى إبطال إجراءات المحنة. وينتهي الكتاب بمناقشة التأثير الضخم الذي أحدثه ظهور الإمام أبي الحسن الأشعري على الكيان الفكري للمعتزلة وهو ما كان إيذانا بنهاية الوجود المستقل والمؤثر لهذه الفرقة التي مكثت على مسرح التاريخ الإسلامي زهاء قرنين تفاعلت فيهما مع الأحداث تأثيرا وتأثرا.