علم موقع "صدى البلد" من مصادر أن مجموعة من ضباط الجيش الإسرائيلي اجتمعت عصر أمس مع ضبّاط الاتصال بكتائب حرس الحدود المصرية داخل مقر قوات حزب السلام بشمال سيناء لمدة 3 ساعات. وكشفت المصادر عن التطرّق لشبكة التجسّس التي ألقت قوات الأمن المصرية القبض على زعيمها "عودة طلب" مؤخرًا، ورجحت المصادر بأن يكون الجانب الإسرائيلي قد عرض مبادلة الجاسوس "عودة طلب" بعدد من السجناء المصريين بإسرائيل.. وأشار إلى أنه سيكون هناك اجتماعات قادمة بين الطرفين خاصة بهذا الشأن. وذكرت إذاعة صوت إسرائيل أن خمسة وستين سجينًا مصريًا، مُحتجزين فى السجون الإسرائيلية، ينوون الشروع فى إضراب عن الطعام فى الخامس من الشهر المقبل؛ احتجاجًا على عدم عقد صفقة تبادل لإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن عودة ترابين. وقالت الإذاعة إن المسجونين المصريين بالسجون الإسرائيلية يطالبون الرئيس محمد مرسى بالتدخل للإفراج عنهم فى إطار صفقة تتم مع تل أبيب. واضافت الإذاعة أن الجاسوس الإسرائيلى عودة الترابين أوقف إضرابه عن الطعام الذى شرع فيه احتجاجا على عدم الإفراج عنه الأسبوع الماضى مضيفة أن القنصل العام الإسرائيلى فى القاهرة يهودا جولان قام اليوم بزيارة الترابين فى سجنه. وكانت مصادر أمنية قد كشفت "ل صدى البلد" النقاب عن أن زعيم شبكة التجسس بسيناء "عودة طلب" المقيم فى قرية جوز رعد برفح متهم بقتل مواطن سيناوى يدعى (ف أ). وقالت المصادر إن "عودة" كانت تربطه علاقة عمل مع أحد افراد عائلة القتيل حيث كانا يقومان بتهريب الافارقة الى الكيان الصهيونى عبر الشريط الحدودى واختلفا فقام على اثرها عودة بقتل المواطن السيناوي، وهو ما جعل عائلة المتهم تهدر دمه لكثرة المشاكل التى يجلبها للعائلة حيث قامت عائلة القتيل بخطفه لمدة اربعة ايام قبل ستة أشهر من القبض عليه بتهمة التجسس. وأضافت المصادر أن عائلة القتيل قامت باحضار ضابط اماراتى من أصل فلسطينى مقيم فى غزة بعد فصله من العمل لقيامه بإلقاء قصيدة هجاء ضد حاكم الامارات حيث انتزع منه اعترافات مسجلة بقتل المواطن السيناوي، بالاضافة لاعترافه بالتجسس لصالح اسرائيل وحينما علم الموساد بواقعة احتجازهم حليفاً له قاموا بتهديد العائلة التى قامت بإطلاق سراحه. وأشارت المصادر الى أنه من المرجح قيام أسرة القتيل بالابلاغ عن زعيم شبكة التجسس للانتقام منه وتسليم اعترافاته المسجلة الى أجهزة الامن بمحافظة شمال سيناء. وكان "صدى البلد" قد كشف من مصادره الموثوقة أن زعيم شبكة التجسس "عودة طلب" أدلى خلال التحقيقات التى تجرى معه حالياً عن طريق المخابرات بأسماء 10 متهمين آخرين عاونوه فى توصيل المعلومات الى الموساد الاسرائيلى منهم اربعة مصريين و6 فلسطينيين لكل منهم دوره الذى تم الاتفاق عليه مع ضباط الموساد الإسرائيلى نظير حصولهم على مبالغ مالية تقدر ب 200 دولار للمعلومة الواحدة. وأضاف خلال التحقيقات أنه كان يتلقى المبلغ التى يقوم الموساد بإرسالها له عن طريق حوالات بريدية تأتى من عدة دول أجنبية ومن خلال أسماء مختلفة لضباط موساد يعلمهم وذلك لضمان الجانب الإسرائيلى عدم افتضاح وكشف عميلها الذى قامت بتدريبه 6 أشهر وأمدها بمعلومات عسكرية خطيرة حسبما قال فى التحقيقات. وفى تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أكد سليم عيادة سجين مصرى داخل سجن بئر سبع الإسرائيلى على حزن الكيان الصهيونى لوقوع أهم حلفائه داخل مصر واصفا إياه بالبطل وأضاف "عيادة " أن عددًا من الضباط الإسرائيليين عبروا له عن خيبة أملهم لسقوط شبكة التجسس بسيناء مؤكدين له أنهم لن يتخلوا عن زعيمها وأنهم سيطلبون مبادلته بعدد من السجناء المصريين داخل السجون الإسرائيلية. وعلم "صدى البلد" أن هناك حركة تغييرات واسعة فى مكاتب المخابرات الحربية فى محافظتى شمال وجنوب سيناء وان هذه الحركة هى الاكبر وارجعت مصادر ان السبب الرئيسى فيها هو شبكة التجسس التى يتم التحقيق مع زعيمها فى الوقت الحالى من اجل ضبط باقى أفرادها. وكانت مصادر رفيعة المستوى قد صرحت ل "صدى البلد" أن القوات المسلحة تجرى مسحاً شاملاً للدروب الصحراوية والمناطق الجبلية بشمال ووسط سيناء عن طريق مروحيات الجيش من أجل تتبع المتهمين فى قضية التجسس لصالح الموساد الإسرائيلى والمتهم فيها ثمانية من المصريين والفلسطينيين بعد تمكن 7 من الهرب إلى منطقة جبل الحلال فور القبض على زعيم الشبكة عودة طلب 30 سنة مصرى الجنسية من مدينة رفح الحدودية. واضافت المصادر أنه يجرى حالياً التنسيق مع حكومة حماس من أجل ضبط الفلسطينيين المتهمين فى القضية بعد ما أدلى زعيم الشبكة ببياناتهم. وببرت المصادر عملية التنسيق مع حكومة حماس بأنها تمت بعد أنباء عن هروب المتهمين إلى قطاع غزة عبر الانفاق المنتشرة على الشريط الحدودى، موضحة ان هناك شريكاً رئيسياً فى شبكة التجسس وهو صديق المتهم عودة ويدعى "س" مصرى الجنسية وأنه تولى تجنيد باقى المتهمين. وكانت الأجهزة الأمنية المصرية قد أشارت إلى نجاحها في مراقبة أعضاء الشبكة لفترة طويلة، وكان المتهم الرئيسي في الشبكة دائم التنقل ما بين القاهرة ورفح للالتقاء بأعضائها والتواصل مع المخابرات الإسرائيلية.