رئيس حزب العمال:نقف علي مسافة واحدة من اتحاد العمال والنقابات المستقلة ندرس إنشاء بنك عمالي لتمويل المشروعات العمالية التشريعات العمالية يجب أن تتغير ومبادرة لتشغيل 200 مصنع متعثر قرض النقد الدولي سيزيد الأعباء علي العمال ونطالب بتطبيق الحدين الأدني والأقصي للأجور من رحم الثورة كانت بدايته الحقيقية.. فهو أحد الشباب الذي خرج يوم 25 يناير 2011 لينادي بسقوط النظام السابق، وأخذ علي عاتقه الدفاع عن حقوق البسطاء والغلابة، ورغم صغر سنه الذي لم يتجاوز ال32 ربيعاً إلا إنه فكر في تكوين حزب للعمال يهدف للحفاظ علي حقوقهم والمطالبة بها من أجل ترك الفرصة لهم للعمل والإنتاج ..إنه شريف إدريس رئيس حزب عمال مصر تحت التأسيس ومنسق عام حركة شباب التحرير. "صدى البلد" حرصت علي محاورته والتعرف علي رؤية الحزب في أحوال مصر الآن والعديد من القضايا الخلافية.. في البداية ما الفكرة من إنشاء حزب عمالي؟ لقد تسببت الخلافات السياسية فى إهمال الدولة للعمال ومشاكلهم، وتمثل ذلك فى إقرار الدستور والاحتفاظ بنسبة ال50% عمال وفلاحين داخل البرلمان لدورة واحدة، بالإضافة إلى أن اللجنة العليا للانتخابات ومجلس الشورى أقرا أيضاً خلو من يمثل العمال فى البرلمان المقبل من شروط الصفة الطبيعية، وتحايلا على حقوقهم، وذلك كان أحد الأسباب المهمة لتأسيس الحزب كما أن الجميع لا بد أن يعرف أن العمال هم التحدى الأكبر لبناء مصر الحديثة عقب ثورة 25 يناير، ومن غير المعقول أن يكونوا خارج نطاق الحياة السياسية فى ظل المتغيرات المتلاحقة التى نمر بها مؤخراً . إذن الفكرة جاءت لتكرس حق من حقوق العمال؟ الفكرة جاءت بسبب الأوضاع العمالية المتردية التي يعيشها العمال خلال الفترة الحالية بعد الثورة وقبلها فبالرغم من ان العمال كانوا الوقود الحقيقي للثورة ليس في ال18 يوم السابقة لتنحي الرئيس السابق مبارك ولكن منذ إضرابات المحلة في 2008 وإعتصاماتهم أمام مجلس الشعب ومع ذلك لم يحصلوا علي حقوقهم وتناستهم الحكومات المتعاقبة. وما الهدف من الحزب؟ إن الهدف الرئيسي من إنشاء الحزب هو الحفاظ على الطبقة العاملة التي تصل إلى ما يقرب من 27 مليون مواطن، بعد أن شهدت الحركة العمالية انقساماً داخلها، ووصلت لتكوين أكثر من 4 تنظيمات عمالية، الأمر الذي أصاب هذه الطبقة بالفرقة وتشرذم حقوقهم. الحزب الان مازال تحت التأسيس فمتي سيتم إشهاره؟ نجحنا في تجميع ما يقرب من 6 آلاف توكيل من مختلف محافظات الجمهورية وسنتقدم للجنة شئون الأحزاب خلال الفترة القادمة لإشهار الحزب رسمياً ونسعي لوصول التوكيلات إلي 10 آلاف قبل التقدم. ولماذا أخترتم هذا التوقيت الان للإعلان عن إنشاء الحزب؟ لا يوجد أفضل من شهر مايو عيد الاحتفالات بالعمال في جميع أنحاء العالم للإعلان عن تكوين أول حزب سياسي يتحدث باسمهم داخل مصر. وماذا تطلب من العمال خلال هذه المرحلة الهامة؟ كل ما نامله ونرجوه خلال الفترة القادمة هو أن يتفرغ العمال للعمل والانتاج وترك مطالبهم جانباً حتي تعود عجلة الانتاج للدوران ويستعيد الاقتصاد المصري عافيته مع العلم أن مطالبهم لن ننساها وإنما سنطالب بها ولكن بعيداً عن الإضرابات والإعتصامات التي لا نأخذ منها سوي مزيد من التراجع والخسائر. أنشاء الحزب وسط صراع طاحن بين النقابات المستقلة واتحاد عمال مصر ماررأيكم في هذا الصراع؟ في البداية يجب أن نوضح أمر هام وهو أن النقابات المستقلة بدأت الظهور في مصر عندما أنشغل الاتحاد الرسمي بقضايا لا تخص العمال وإنما تهدف مصالح النظام السابق وسيطر عليه امن الدولة وبدأت الحكومة تتحكم وتختار قواعده وقياداته فبدأ العمال يبحثون عن كيانات تطالب بحقوقهم وظهرت النقابات المستقلة ولكن الوضع أختلف الآن كثيراً حيث بدا الاتحاد في ممارسة دوره فقط بعيداً عن لعبة السياسة وهو ما سيقلل من دور النقابات المستقلة خلال الفترة القادمة خاصة وان الحكومة ترفض قانون الحريات النقابية الذي أطلقه الدكتور أحمد البرعي في مارس من عام 2011 وهو القانون الذي كان ينظم عمل النقابات المستقلة ويقنن أوضاعها. وأين أنتم من هذا الصراع؟ الحزب لن يتدخل فى الخلافات بين اتحاد العمال والنقابات المستقلة، لأن هدفه الدفاع عن حقوق العمال والعمل والإنتاج وليس الإضرابات وأؤكد أن صراع الاتحاد العمالية ليس معركتنا لأننا نهدف مصالح العمال المهدرة والحزب يقف علي مسافة واحدة من كافة الاتحادات العمالية الموجودة في مصر وعلي الاستعداد للتعاون مع أي منها للحصول علي حقوق العمال. كيف سيكون الدفاع عن حقوق العمال؟ جرى تشكيل لجنة قانونية مهمتها الدفاع عن حقوق العمال المفصولين مجاناً، وكذلك فى كل القضايا العمالية الخاصة بالعامل ومكتسباته وستكون هذه اللجنة البداية فقط. هل ستقتصر الاحتفالات على القاهرة فقط؟ الحزب يعد لاحتفالات أخرى بالمحافظات خلال شهرمايو ، وسنزور عمال المحلة والمنيا للاحتفال بهم، لكننا لن نشارك فى أى تظاهرات تهدف لوقف الإنتاج. لماذا إخترت الدكتور كمال الجنزوري والراحل مجدي مهني لتكريمهما خلال إحتفاليتكم بعيد العمال؟ في البداية الدكتور كمال الجنزوي هو أحد الشخصيات العامة التي أثرت الحياة السياسية وكان له تأثير قوي خاصة علي مستوي الإقتصاد وهو احد الشخصيات التي تعرضت للظلم من النظام السابق ثم جاءت الثورة المجيدة لتعيد له جزأ بسيط من حقه قبل أن يحاربه بعض المنتمين للتيار الإسلامي ولو تركوه يعمل وينفذ خططه لكانت مصر حصلت علي قرض صندوق النقد الدولي وحدث ثبات في الإقتصاد المصري وأستعاد عافيته. أما الراحل مجدي مهني فهو أحد الكتاب الذين حملوا علي عاتقهم مشاكل العمال وكان دائم تبني قضاياهم لذلك وجد الحزب أنه من الضروري تكريم هاتين الشخصيتان. تحدثت عن مبادرة لتشغيل المصانع والمنشآت المتعثرة فماذا عنها؟ لدينا أكثر من 2200 مصنع ومنشآة متعثرة أو متوقفة جزئياً وطريقة الحكومة في حل مشاكلهم أصبحت تقليدية من خلال صرف مرتبات العمال لمدة 6 أشهر لذلك وجدنا في الحزب ان هذه الطريقة تعد حل مؤقت لذلك وجدنا أن الحلول الغير تقليدية هي الأنسب خلال هذه المرحلة والمبادرة تتلخص في دراسة الشركات المتعثرة دراسة جيدة ثم نشكل لجنة من المتخصصين والعمال لبحث إمكانية إعادة التشغيل ثم نعرضها علي القوات المسلحة ليديرها هو حتي تسمح البنوك إقراض هذه المنشآت حتي تقف علي قدميها مرة أخري مثلما حدث في شركة النصر للسيارات التي قام الانتاج الحربي بتشغيلها بعد رفض العمال خصخصتها أو إغلاقها. وماذا سيقدم الحزب للعمال؟ ندرس حالياً إنشاء بنك للعمال خالص يساهم فيه العمال مع الحكومة ورجال الأعمال على أن يكون للعمال النصيب الأكبر يهدف إلي الاستثمار الأمن لأموال العمال ويقوم بمساعدتهم في تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر التي تساعد في تشغيل أكبر عدد من الشباب فتساعد في تقليل حجم البطالة. هل سينافس الحزب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ بالطبع نعم.. فمصر بها 27 مليون عامل أى نحو 51% من إجمالى نسبة أصوات المقيدين فى الجداول الانتخابية، إضافة إلى ذلك أصوات أسرهم، فلذلك سنترشح على أغلب المقاعد العمالية بعد إشهاره بصفة رسمية قريباً، كما أن العمال لا بد أن يشاركوا فى وضع منظومة التشريعات المرتبطة بهم فى مجلس النواب المقبل، وذلك من خلال وجود أكثر من ممثل لهم داخل البرلمان. هل هناك خطة محددة لخوض الإنتخابات؟ الشباب .. خطتنا لخوض الإنتخابات تتمثل في إختيار عناصر من الشباب الواعي القادر علي الإنصهار داخل المجتمع والتعرف علي مشاكل الأسر والأفراد ولديه القدرة علي حلها فالمنظومة العمالية معقدة بعض الشئ لأنها ترتبط بعامل وصاحب. عمل وحكومة لابد أن يتوافقوا جميعاً حتي نحصل علي الاستقرار في العمل ما سبيلكم لتحقيق هذا الإستقرار؟ نهدف لوضع علاقات عادلة بين العمال ورجال الأعمال والمساهمة في التعبير عن وجهة النظر العمالية خلال وضع التشريعات خاصة أن بعض القوانين الموجودة حالياً ظلمت العمال كثيراً مثل قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 والذي أنصف صاحب العمل علي حساب العامل البسيط وكلها أشياء موضوعة في حسبان الحزب فضلاً عن السعي لوضع حد أدنى للأجور لضمان حياة كريمة لهم. هل أنتهيتم من وضع الهيكل الإداري للحزب؟ الهيئة العليا للحزب ستشهد مفاجات عديدة حيث ستضم شخصيات عامة تمثل كافة القطاعات والجهات وسيتم الإعلان الرسمي عنها عقب الإشهار الرسمي للحزب. بعيداً عن العمال ما رأيك في الإقتراض من صندوق النقد الدولي لإنقاذ الإقتصاد المصر؟ للأسف السؤال في صلب حقوق العمال لأن الإقتراض من الصندوق سيعود بالضرر علي العامل في المقام الأول خاصة أن الدولة تسعي لرفع الدعم تدريجياً ونحن نرفض في الحزب فكرة الإقتراض ونطالب الحكومة أن تعلن بكل شفافية عن شروط القرض مؤكداً أن البدائل كثيرة أمام الحكومة منها تطبيق الحدين الأقصي والأدني للأجور لتوفير نحو 12 مليار جنية سنوياً خاصة إذا كان الحد الأقصي 30 ضعف الأدني التوسع في المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر وتقديم القروض الميسرة لها كذلك تقنين أوضاع أصحاب الأراضي المخالفة علي الطرق الصحراوية والإستفادة من المبالغ الطائلة التي ستحصل منهم من جراء تقنين أوضاعهم.