قال رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية "أفايب"، الدكتور محمد محسن أبو النور، إن المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن ذات أهمية كبيرة. لافتا إلى أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية يرى أن الحل السياسي هو الأفضل لإنهاء الأزمة القائمة في اليمن خاصة مع معاناة جزء كبير من أبناء الشعب العربي اليمني من المجاعات والأمراض ونقص في الأدوية والمواد اللوجستية. ولفت "أبو النور" في تصريحات ل"صدى البلد"، إلى أن إيران تصعد ضد المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة وتعتبر أن إطلاق جماعة الحوثي التي تدعمها للصواريخ وإرسال الطائرات بدون طيار للأراضي السعودية وقصف المدارس والمدنيين وما إلى ذلك ليس سوى ورقة للضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل إجراء مباحثات محتملة حول الاتفاق النووي. وأوضح "أبو النور"، أن إيران لا يعنيها اليمن بشكل كبير وما يعنيها هما سورياوالعراق لذلك هي تصعد من الأزمة اليمنية حتى إذا تفاوض بايدن حول دور إيران في المنطقة تسمح تتنازل له عن الملف اليمني نظير إطلاق يدها سورياوالعراق، مؤكدا أن ما يهم طهران في المنطقة هو العراقوسوريا وجنوب فلسطين ولبنان ويأتي اليمن في النهاية. وأكد "أبو النور" أن إيران لن تسمح في المدى القريب بقبول جماعة الحوثي لأي حل سياسي لاعتبارين أساسيين الأول منهما يتعلق بأن يكون اليمن ورقة دائمة للضغط أو للتفاوض مع الادارة الامريكية، والثاني هو أن يسيطر الحوثيون على أكبر قدر من السلطة على أرض الواقع حتى إذا ما تم التفاوض يكون حول ما تمت السيطرة عليه وليس على ما يوجد ب الخرائط ، مستبعدا أن تهدئ إيران التوتر أو مهاجمة المملكة عن طريق الحوثيين. وأعلنت المملكة المتحدة السعودية عن مبادرة لوقف إطلاق النار فى اليمن على لسان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الاثنين، مبادرة ترمي إلى إنهاء الأزمة في اليمن التي دخلت عامها السابع. وأوضح بن فرحان في مؤتمر صحفي عقده في الرياض أن "نريد وقف إطلاق نار شامل تمهيدا للحوار السياسي والكرة الآن في ملعب الحوثيين". وأضاف "لا مؤشر حتى الآن على رغبة الحوثيين في السلام". وتابع وزير الخارجية السعودي: "المملكة تنسق مع الأممالمتحدة لوضع حد للأزمة في اليمن"، مؤكدا "سنواصل دعمنا للشعب اليمني وحكومته الشرعية". وشدد الأمير فيصل بن فرحان في الوقت ذاته على أن تدخلات إيران هي التي تؤثر على الوضع في اليمن، لافتا إلى أن المملكة تحافظ على حقها في الدفاع عن نفسها في اليمن. وقال إن المبادرة تشمل فتح مطار صنعاء أمام الرحلات المباشرة، الإقليمية والدولية، والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية ثم بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأممالمتحدة، بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني. وأردف بن فرحان أن السعودية تدعو الحكومة اليمنية والحوثيين إلى قبول المبادرة، فهي تمنح الحوثيين الفرصة لتحكيم العقل ووقف نزيف الدم ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشعب اليمني، وأن يكونوا شركاء في تحقيق السلام". ودعا الحوثيين إلى اختيار مصالح الشعب اليمني عوضا عن الرضوخ للمشروع الإيراني في المنطقة. وشدد وزير الخارجية السعودي على أن المبادرة ستتم تحت إشراف الأممالمتحدة. وأضاف أن هذه المبادرة تأتي في إطار دعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، والدور الإيجابي لسلطنة عُمان. وشارك في المؤتمر الصحفي أيضا المتحدث باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، والسفير السعودي لدى الحكومة اليمنية، محمد آل جابر. وقال المالكي إن وقف إطلاق النار باليمن مشروط بقبول المبادرة من كافة الأطراف.