قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن العلماء والفقهاء أكدوا جوزا استخراج أجساد الموتى للمنفعة أو حل إشكاليات، ومن هذه الحالات توسيع الطريق، ومن أجل البحث عن القاتل أو وجود شبهة عن المتوفى، وأيضا لعمل تحليل dna ، لإثبات تحليل النسب، ويجوز للضرورة المجتمعية من أجل التعليم عليه كطلاب الطب، وخامسا يجوز استخراج الجثمان فى حالة وفاة الأم وفى بطنها جنين ويمكن إنقاذه. وأوضح الجندى، خلال حلقة برنامجه الأسبوعى "ليطمئن قلبى"، المذاع على إذاعة (ميجاfm )، اليوم الثلاثاء:"هناك أمور جديدة جدت على المجتمع بحكم تطور العلم، منها استخراج الأمصال، أو من أجل تشريح جثمامين لمعرفة سبب وباء منتشر، وأيضا من أجل نقل الأعضاء من الميت إلى الحى، فهذا يجوز بشروط وضحها العلماء وهى بالغة التعقيد". وأشار إلى أنه يجوز إخراج المومياوات من أجل المصلحة العامة، باعتبارها منفعة عامة، وتدر دخل كبير على الدولة يساعد فى التنمية وتسهيل حياة الناس، لافتا إلى أن المصلحة العامة تجب المصلحة الخاصة، فلا أعلم مصدر هذه الفتوى الضالة التى تعاير المصريين بأنهم يستخرجون المومياوات من أن الدولار واليورهات، فالسياحة منهج عالمى فى كبرى الدول وتعتبر مصدر رفاهية شعهبها ونشر حضارتها وتأكيد قوتها. وأضاف أن المومياوات لا تعرض جسد وإنما ملفوفة فى كتان والجسد مستور، لافتا إلى أنه بعد حديث مفتى الجمهورية الدكتور شوفى علام على الجميع التزام الصمت فى هذا الأمر. وفى فتوى غريبة، حرّم الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، "استخراج جثامين أجدادنا الفراعنة وعرضها فى فاترينات مقابل حصد الدولارات من الزوار لها.. ولكن يجوز استخراج الجثامين فقط للبحث العلمى". أضاف كريمة فى حواره مع الإعلامى يوسف الحسينى، ببرنامج "التاسعة" المذاع عبر قناة مصر الأولى بالتليفزيون المصرى، قائلا: "حرمة قبر الإنسان كحرمة داره فى حياته.. والقبر نعمة من نعم الله لأن يكون للإنسان مأوى بعد موته ألا يترك كالحيوانات على جانبي الطرق". وردا على ذلك، أكدت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أنه لا مَانع شرعًا مِن عرض مومياء الفراعنة في المتاحف، وزيارتها من قِبل الناس، لأنها تحكي تاريخَ أمةٍ سابقةٍ، وهذا يكون بغرض العلم والاتعاظ بما حدث في هذه الفترة الزمنية. وقالت «الحنفي» في تصريح ل«صدى البلد»، إن عَرض المومياء والآثار في المتاحف مِن الأمور التي لا مانع منها شرعًا، خاصة أنه لا تظهر عورات لجثة الميت، لافتة إلى أن الله تعالى أمرنا أن نسير في الأرض، ونتدبر آثار من كانوا قبلنا، لنتخذ منها العبرة والعظة، مُستشهدة بقول الله تعالى: «أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ» (سورة الروم: 9). وأضافت: «ويؤكد ذلك القصص في القرآن الكريم التي تحكي لنا تاريخ الأمم السابقة وهي عبرة للناس تبين سنن الله تعالى في خلقه مع الأقوام الذين كذبوا الرسل -عليهم السلام- وكان عاقبة أمرهم، وكذا سنن الله في الاجتماع وطباع البشر، وما في خلقه للعالم من الحكمة، وبناء عليه فلا مانع شرعًا من عرض هذه القصص والتاريخ بالصورة كي تحكي لنا والأجيال القادمة». ونبهت أستاذُ الفقه بجامعة الأزهر، على أن الإسلام حَافظ على تُراث الحضارات والآثار في مصر وبلاد الرافدين ومختلف الحضارات التي سبقت الإسلام وأبقى على آثارها. ولفتت إلى أن الصحابة -رضي الله عنهم- جاءوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامي، ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها، ولم يصدروا فتوى أو رأيًا شرعيًا يمس هذه الآثار، التي تعد قيمة تاريخية عظيمة.