تدرس بيلاروسيا تعزيز قدراتها الصاروخية وتحديث قدرات الدفاع الجوي لديها بشراء المزيد من منظومات صواريخ "إس- 400" الروسية، ويأتي هذا التطور في ضوء تدهور علاقات حكومة مينسك مع القوى الغربية بسبب نشر الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي (ناتو) لمقاتلات "الشبح" الأميركية. وتنشر بيلاروسيا على أراضيها وحدات من منظومة الصواريخ أرض جو طويلة المدى من طراز "إس- 400" الروسية، إلى جانب نشرها لمنظومات صواريخ أقل حداثة تعود إلى العهد السوفييتي من طراز "إس-300"، والتي تسعي في الوقت الراهن إلى استبدالها بمنصات الصواريخ الروسية المتطورة. ويتحدث رئيس القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوي في القوات المسلحة البلاروسية، الجنرال إيجور جولوب، عن الصفقة المحتملة التي لا زالت قيد الدراسة قائلًا "نواصل أعمال ما قبل التعاقد لتزويد وحداتنا الصاروخية المضادة للمقاتلات بطرازي صواريخ (إس-400)، بدلًا من صورايخ (إس 300). وقال في الوقت نفسه، ندرس شراء منظومات صواريخ (بانتسير- إس)، كجزء من تحديث منظومات الدفاع المحمولة على متن الطائرات، والتي بوسعها العمل أثناء حالات التشويش النشط ووضعية الاختبار، لحماية المقاتلات والمروحيات الهجومية من الأسلحة التي قد تستخدم ضدها أثناء العمليات القتالية. وتابع الجنرال جولوب تصريحاته، التي نقلتها مجلة "ميليتري واتش"، قائلًا "سيأتي هذا الشراء في أعقاب استحواذ بيلاورسيا على عشرات من المقاتلات الهجومية الثقيلة الروسية من طراز Su-30SM "سوخوي- 30 إس إم" التي تنتمي إلى الجيل الرابع من المقاتلات الروسية، من أجل تحديث سلاح الجو ، مؤكدًا أن هذا الطراز يعد من أثقل المقاتلات في أوروبا وصممت لأعمال القتال والاشتباك الجوي، وهي أول نوعية مقاتلات تمتلكها بيلاروسيا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. وإلى جانب استكمال منظومة صواريخ "إس- 400" التي دخلت الخدمة فعليًا، تنشر بيلاروسيا منظومات دفاع جوي متوسطة المدى من طراز BuK-MB3K، المصنعة محليًا، حتى تتمكن من توفير شبكة دفاع جوي صاروخي متعددة الطبقات،وتكرر حكومة مينسك بأنها رصدت أنشطة لحلف "الناتو" تشكل تهديدًا لها، من بينها مؤشرات لنشر منظومات صواريخ تكتيكية، وخطط لزيادة الوجود العسكري الأميركي بصورة دراماتيكية في الجارة بولندا. ومن المنتظر أن تحصل بولندا نفسها على مقاتلات الشبح الأميركية من طراز F-35A، التي لديها القدرة على تحدي منظومة الدفاع الجوي "إس- 300" والإفلات من إمكانية رصدها، غير أن منظومة "إس- 400" تتوافر لديها قدرات مثالية لرصدها والتعامل معها. ويواجه أسطول سلاح الجو في بيلاروسيا وضعًا غير مثالي في ضوء قلة عدد طائراته المقاتلة، وافتقاره للدعم المقدم من طائرات الإنذار المبكر، لذا فإن الاعتماد على منظومة دفاع جوي متطورة يوفر للبلاد وسائل دفاع غير متماثلة وفعالة لمواجهة التهديدات الغربية، فضلًا عن أنها أقل كلفة من أعباء بناء قدرات سلاح جو كبير. وقالت مجلة "ميليتري واتش" أنه من المتوقع أن تتمكن بيلاروسيا أيضًا من الارتقاء بترسانتها من الصواريخ الباليستية من خلال الحصول على منصات إطلاق صواريخ "إسكندر" الروسية، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تستكمل بها مينسك دفاعاتها الجوية وتمكنها من ضرب قواعد حلف "الناتو" في مراحل مبكرة حال اندلاع حرب.