أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، اليوم الأربعاء، أن ترشيحه للجنرال المتقاعد من الأصول الإفريقية، لويد أوستن، لمنصب وزير الدفاع الأمريكي جاء في اللحظة المناسبة في تاريخ الولاياتالمتحدة، وذلك على الرغم من بعض المخاوف حول تولي شخص نزع الزي العسكري مؤخرًا هذا المنصب الرفيع. وفي حال تمت الموافقة على أوستن من قبل الكونجرس كمرشح لمنصب وزير الدفاع، سيكون أول رجل أسود يتولى هذا المنصب في تاريخ الولاياتالمتحدة، لكن الموافقة عليه من قبل الكونجرس سيتطلب تنازل الأخير عن قانون يشترط إسناد هذا المنصب لكبار ضباط الجيش ممن مضى على تقاعدهم 7 سنوات على الأقل، بينما تقاعد أوستن البالغ من العمر 67 عامًا في عام 2016، وفقًا لتقرير لوكالة "رويترز". ووصف بايدن مرشحه لمنصب وزير الدفاع بأنه "الشخص المناسب للوظيفة في اللحظة المناسبة"، كما اعتبر اللحظة التي أعلن فيها عن مرشحه لحظة تاريخية. وكان بايدن تعهد في حملته الانتخابية بالمجئ بحكومة تعكس التنوع في أمريكا، حيث شمل فريقه حتى الآن العديد من الأشخاص الأوائل في مناصبهم، مثل جانيت يلين، التي ستكون أول وزيرة خزانة في أمريكا، وأليخاندرو ماركوس، الذي سيصبح أول مهاجر يدير وزارة الأمن الوطني. وفيما يتعلق بأوستن، قال مشرعان ديمقراطيان في الكونجرس، إنهما سيعارضان منح أوستن التنازل عن القانون الذي يشترط مرور 7 سنوات على تقاعده ليتولى المنصب، حيث تم منح هذا التنازل آخر مرة لوزير الدفاع السابق، جيم ماتيس. من جانبه، صرح رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، الديمقراطي آدم سميث، بأنه على الرغم من أنه كانت لديه مخاوف بشأن إصدار تنازل آخر بشأن قانون ال 7 سنوات إلا أنه أعرب عن عدم رفضه لمرشح بايدن. وأوضح سميث أنه من المخطط أن يجتمع أوستن مع أعضاء من مجلس النواب الأمريكي كي يطرحوا عليه اسألة تتعلق بالسيطرة المدنية على الجيش والتأكد من أن الجنرال أوستن سيلتزم بهذا المبدأ الهام. واكتسب أوستن سمعة طيبة كرجل شديد الخصوصية تجنب الأضواء خلال حياته المهنية المميزة التي استمرت أربعة عقود بالزي العسكري، عمل خلالها كرئيس للقيادة المركزية للجيش الأمريكي، والتي تشرف على القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. ويمثل اختيار بايدن لأوستن تحديًا جديدًا حول السيطرة المدنية على الجيش، فبحسب شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية، فإن هناك بعض الديمقراطيون الذين لا يرغبون في تكرار التنازل مرة أخرى بعد أن وافق بعضهم على تمرير تنازل مشابه لوزير الدفاع الأسبق جيم ماتيس. وقال بايدن عن أوستن إنه رآه في أكثر من مناسبة جالسًا على طاولة مع قادة أجانب وتسائل عما إذا كان ذلك الشخص قائدًا عسكريًا أم دبلوماسيًا. وأضاف: "أنا لا أبالغ.. لديه طريقة للتعامل معه". وأضاف: "أنا أعرف هذا الرجل. أعرف احترامه لدستورنا وأعرف احترامه لنظام حكومتنا، لذلك مثلما فعلوا مع الوزير جيم ماتيس، أطلب من الكونجرس منح لويد أوستن تنازلًا أيضًا". ولكن يبدو أن رسالة بايدن الموجهة إلى الكونجرس لم تلق تفاعلًا بين العديد من الديمقراطيين، الذين أعربوا عن رفضهم لتقديم تنازلًا لأوستن، حيث قال السيناتور الديمقراطي، ريتشارد بلومنتال "إن منح أحدهم تنازلًا يتعارض مع المبدأ الأساسي القائم بضرورة وجود سيطرة مدنية على الجيش".