تخطط 15 دولة من دول آسيا والمحيط الهادي، بما في ذلك الصين واليابان، لتوقيع أكبر اتفاقية تجارة حرة في العالم في نهاية هذا الأسبوع، والتي ستخفض التعريفات الجمركية، وتقوي سلاسل التوريد بقواعد المنشأ المشتركة، وتقنين قواعد التجارة الإلكترونية الجديدة. من المتوقع الإعلان عن الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تستضيفها فيتنام تقريبًا. وستشمل الدول العشر الأعضاء في كتلة الآسيان - بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام - بالإضافة إلى شركائها التجاريين أسترالياوالصين واليابان ونيوزيلندا وجنوب كوريا وبالتالي فإن الكتلة الاقتصادية الجديدة سوف تمثل حوالي ثلث الناتج المحلي الإجمالي للعالم وعدد السكان. كما ستصبح أول اتفاقية تجارة حرة على الإطلاق تشمل الصين واليابان وكوريا الجنوبية - أول وثاني ورابع أكبر اقتصادات في آسيا، حيث قالت الهند، إحدى الشركاء الأصليين، في نوفمبر الماضي، إنها لن تشارك في المفاوضات بسبب القلق من أن فتح أسواقها سيؤدي إلى نمو عجزها التجاري مع الصين. بدوره قال البروفيسور وولف ل"Boom Bust"، إن هناك سببًا وراء تفوق الاقتصاد الصيني على نظرائه العالميين على مدار الثلاثين عامًا الماضية. ووصف وزير التجارة الماليزي عزمين علي -الذي قال للصحفيين أن الاتفاق سيوقع الأحد- بأنه تتويج "ثماني سنوات من المفاوضات بالدم والعرق والدموع. تم اقتراح RCEP لأول مرة في عام 2011، حيث ستلغي RCEP ما يصل إلى 90 في المائة من الرسوم الجمركية على الواردات بين الموقعين عليها في غضون 20 عامًا، وستدخل الصفقة حيز التنفيذ في وقت مبكر من العام المقبل. كما سيضع قواعد مشتركة للتجارة الإلكترونية والتجارة والملكية الفكرية. فيما قال شون روش، كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في وكالة التصنيف العالمية S&P Global Ratings ، ل"Bloomberg": "قامت الصين بانقلاب دبلوماسي في جر RCEP عبر الخط.. في حين أن RCEP ضحلة، على الأقل بالمقارنة مع اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، إلا أنها واسعة النطاق، وتغطي العديد من الاقتصادات والسلع، وهذا أمر نادر الحدوث في هذه الأوقات الأكثر حمائية". وصرح رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ أمام قمة الأعمال والاستثمار لرابطة أمم جنوب شرق آسيا في هانوي صباح اليوم الجمعة، أن قادة شرق آسيا سيشهدون الموافقة على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة "قريبًا". وقال عبر بث على شبكة الإنترنت إن "توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية (RCEP) سيرسل إشارة واضحة وقوية وإيجابية لتعزيز التكامل الإقليمي والعولمة الاقتصادية".