ظهرت العديد من المواضيع التي تتحدث اليوم عن اختفاء كامل لحمل في الشهر السادس !! واقعة حدثت في الأقصر على ما أظن كانت مساء أمس ، أو مساء أول . حيث ذهبت إحدى السيدات إلى قسم الطوارئ بمستشفى أرمنت ، تشكو من نزول مياه بيضاء ، وبعض الإفرازات المدممة من المهبل . و حين فحصها تبين وجود تضخم في الرحم . لكن ادعت السيدة حملها في الشهر السادس !!! فأين ذهبت الأجنة ؟!! نتحدث هنا بداية عن أمر طبي خاص بتخصص النساء و التوليد ، ثم نتحدث عن ملابسات الواقعة . بالفعل يوجد ما يسمى بمتلازمة التوأم المتلاشي ، أو vanishing twin syndrome . و قد سجلت أول حالة بهذه المتلازمة عام 1945 بالولايات المتحدةالأمريكية . و لشرح تفاصيل المتلازمة دون الخوض في مسميات طبية قد تزعج عينك ، فيجب أن أقول إن تلك المتلازمة عبارة عن وفاة أحد الجنينين . فقط لا غير . و يحدث ذلك في الأسابيع الأولى من الحمل ، بنسبة تصل إلى 26 ٪ من الحمل بتوائم ثنائية ، و 39 ٪ من الحمل بثلاثة أجنة أو أكثر . حيث يكون الحمل عبارة عن كيسين أو أكثر ، و يختفي النبض في أحدهم ، مما يقلص عدد الأجنة . فيصبح هذا الجنين المتوفي توأما متلاشيا. و مع الوقت ، تمتص أنسجة المشيمة أو الأم أو في بعض الأحيان الجنين الآخر ، تلك الأنسجة المتوفاة . وطالما حدث ذلك في الأسابيع الأولى ، فلا خوف و لا ضرر . و يستمر الحمل طبيعيًا على أنه جنين واحد فقط. لكن إن حدث ذلك في أسابيع حمل متقدمة ، فتلك نقرة أخرى . ف الجنين النافق يؤذي أخاه بمادة الثرمبوبلاستين ، و يضع فيه الكثير من العيوب الخلقية . فضلًا عن تركه علامة أو ذكرى لوجوده !!! ففي حالة أخرى أيضا بالولايات المتحدةالأمريكية ، وجد الأطباء بعد ولادة أحد الأجنة الصحيحة ، في حمل عانى من متلازمة التوأم المتلاشي في أسابيع متقدمة ، بقعة أو رقعة واضحة على إحدى ركبتي الناجي ، كانت عبارة عن أنسجة ميتة !!! وممكن بعد الولادة ، فحص المشيمة تحت المجهر ، لنجد بها الأنسجة المدمجة مع المشيمة من الجنين النافق !!! وإن لم يحدث ذلك عن طريق المشيمة ، فلا دلالة على ذلك من فحصها . وإن لم يحدث ذلك عن طريق الجنين الحي ، فلا دلالة على ذلك من فحصه ، و لن يضر بعيوب خلقية. إذن ، ماذا يحدث إن امتصت الأم أنسجة النافق ؟! أثناء متابعة الحمل ، نجد في السونار ما يشبه بعض الأنسجة المتراكمة ، قد تصل إلى مشاهدة شريط طولي داخل كيس الحمل !!!!! معنى ذلك أن تلك المتلازمة إن حدثت في الأسابيع الأولى ، فلا قيمة لها ، ولا ينظر إليها الطبيب المختص بحرص . لأن المتلازمة ممكن إطلاقها على كيس حمل فارغ تمامًا ، بجوار كيس حمل جيد و صحي !!! أما إن حدثت في الأسابيع المتقدمة ، فتلك نقرة أخرى لها دلالات ، و لها أمور طبية يجب مراعاتها جيدًا . أتمنى أن أكون قد أوجزت ، و شرحت بطريقة مبسطة . أما عن حالة الأقصر ، فإن طبقنا تلك المتلازمة عليها ، و بكلام الطبيب و الأهل . فلم يكن أمام الطبيب أي شيء يؤكد وجود حمل في الشهر السادس إلا من حديث الأهل !!! و بضعة روشتات !!! وحين محاولة مهاتفة الطبيب المعالج للأم طبقًا لوصف الأهل ، كان مسافرًا غير متاح التحدث معه . ناهيك عن تلك الأمور . و ناهيك عن تقرير أشعة صوتية ( سونار ) مسبقة يوجد بها الحمل . السؤال الذي طالما تردد في ذهني حين مطالعة ما قيل عن الواقعة . أين المشيمة ؟! Where is the placenta ????? لم يذكر الطبيب المقيم اي شيء عنها في حديثه . و لم يذكر الأهل نزول المشيمة أيضًا . و كذلك الأم !!!! مجرد مياه متدفقة ، و افرازات دموية . فذهبت لتطمئن . فوجد الطبيب رحما خاليا تمامًا من أية دلالات على الحمل بداخله . أعتقد أن نزول المشيمة شيء يمكن ملاحظته بسهولة شديدة ، لأن السيدة و الأهل قالوا نصا ( حامل في الشهر السادس ) . و في تلك الفترة ، تكون المشيمة ذات حجم كبير !!!!! ناهيك على أن تحليل أنسجة جنينين ، قد تكون بهما عظام وأعضاء داخلية كاملة ، يأخذ وقتًا لا بأس به . حيث قرأت في أحد المواقع المتابعة للموضوع ، أن الأم كانت قد ذهبت إلى الطبيب المعالج الخاص بها من أسبوع ، وقد حدد لها ميعادا لولادة توأم !!!! هي ادعاءات لن يتم النظر لها طبيا إلا بشهادة الطبيب الخاص بها فقط . لاستحالة اختفاء تلك الكتلة العظمية والخلوية ، و أيضًا المشيمة في ظرف عشرة أيام مثلًا !!!!!!!!! لذلك .. ننتظر حديث ذلك الطبيب من عيادته لوصف الحالة جيدًا ، حتى نقف على أمر طبي واقعي . غير ذلك ماهي إلا ادعاءات .